انتقلت من الهندسة إلى عوالم الجمال والأناقة
أسماء لوتاه: شغوفة بـ «خطّ الاختلاف» المحتشم
رغم دراستها الهندسة وعملها لأكثر من سبع سنوات في العديد من المشروعات الناجحة التي أبدعت في تقديمها بشكل يتماشى مع توقعاتها، إلا أن الإماراتية، أسماء لوتاه، اختارت الانحياز نحو شغفها الأول بعوالم الجمال والأناقة، لتبحر في تفاصيلها وخباياها، لتصبح خبيرة في مجال الصورة والمظهر والمكياج، معتمدة على حسّها الفني.
التحقت أسماء لوتاه بالعديد من الدورات التي تدربت فيها على يد مجموعة من خبراء التجميل، كاللبناني سامر خزامي، والكويتية حنان النجادة، مؤكدة لـ«الإمارات اليوم» قيمة التدريب المستمر في تطوير قدراتها بهذا الميدان الواسع الذي أثبتت فيه تميزها.
بدايات
لا أدعي أنني إنسانة مثالية، لكنني أعرف جيداً أن أحد أهم أهداف اختياري هذا المجال، إثبات أن الحجاب واللباس المحتشم للمرأة ليسا عائقين يتعارضان مع الأناقة. فخر وسعادة عن أسرار نجاحها، قالت أسماء لوتاه: «أعشق خط التجديد والاختلاف، ولا أتبع التيار، من منطلق بحثي الدائم عن الإلهام والإبداع في مختلف المنجزات الفنية التي أعمل عليها؛ سواء في ميدان الماكياج والموضة أو الديكور، كما أحب أن أقدم النصح والإرشاد في مجال التجميل والأزياء لمتابعيّ على وسائل التواصل الاجتماعي». وتابعت: «أحمد الله على عائلتي الداعمة والمتفهمة، وأبنائي الذين أستمد من ضحكاتهم القوة والأمل لشحن طاقتي على الدوام، من دون أن أنسى الوقت الذي أكرسه دوماً لتدليل نفسي والاعتناء بها عبر ما أخصصه دوماً من وقت لممارسة ولعي بالتنزه على البحر الذي يمدني بالراحة والاسترخاء ويجدّد طاقتي اليومية». طموحات حول طموحاتها المستقبلية، ذكرت خبيرة المظهر الإماراتية حلمها بتقديم برنامج خاص على شاشة التلفزيون، أو عبر قناة على الـ«يوتيوب»، بهدف العمل على التغيير الشامل للمظهر، والتركيز على المظهر المحتشم اللائق. |
درست أسماء لوتاه الهندسة المعمارية بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، بعد حصولها على منحة تفوق من وزارة التعليم العالي، مقابل تفوقها آنذاك على زملائها في امتحانات الثانوية العامة على مستوى الدولة، بعد أن كان التميز الدراسي شغل أسماء الشاغل، وتفوقها أكاديمياً على رأس أولوياتها الإنسانية والمهنية.
ونوّهت أسماء بالنجاحات التي كرستها في ميدان الهندسة من خلال المشروعات التي أشرفت عليها على مدى سبع سنوات، إذ عملت بداية في إدارة المباني ببلدية دبي مهندسة معمارية رئيسة في قسم تراخيص البناء، وأسهمت في تقديم تراخيص آلاف المباني المختلفة من فلل خاصة ومساحات استثمارية ومبانٍ صناعية بدبي، لتنتقل لاحقاً إلى إدارة التراث العمراني التي تمكنت فيها من إنجاز تصاميم العديد من المشروعات التراثية في منطقتي الشندغة والبستكية التاريخيتين في دبي، في حين قضت فترة وجيزة في مجال الهندسة المعمارية للتصميم الداخلي في مطار دبي.
عوالم «الصورة»
من الهندسة المعمارية، تحوّلت أسماء لوتاه إلى سحر عوالم الصورة، وهو انتقال يطرح استفهاماً حول أسباب تخليها - الذي قد يبدو غريباً - عن الهندسة بعد تجربة وصفتها بالناجحة، وهو ما تفسّره لوتاه قائلة: «رغبتي في الاستقلالية وبدء عملي الخاص، كانت الدافع الأساسي لانتقالي، بعد أن صرت مرتبطة بساعات الدوام الرسمي، وبدأت فقدان الشغف بهذا المجال، إضافة إلى تغير مجال اهتمامي من المعمار إلى المظهر وسحر عوالم الأنوثة والجمال الخارجي وانعكاساته على العوالم النفسية للمرأة»، وأضافت «أشعر دوماً بسعادة مضاعفة عندما ألاحظ بشكل مباشر مدى تأثير تغييري في المرأة التي أعمل معها، ومدى فاعلية ذلك التغيير في تحسين نفسيتها وازدياد ثقتها بنفسها».
صعوبات
انتقال أسماء إلى عالم الجمال كان - على حد تعبيرها - بطريقة تدريجية بعيدة عن القرارات المفاجئة: «درستُ فن المكياج لمدة خمس سنوات، وعملت به عندما كنت على رأس عملي موظفة، لكن شعوري المستمر بأنني لست في المكان الصحيح، كان السبب الرئيس وراء قراري متابعة عملي مستشارة مظهر»، مشيرة في الوقت نفسه إلى صعوبات عدم تفهم كثيرين لمفهوم «مستشارة المظهر»، واعتقاد أغلبهم ارتباط هذه المهنة بعالم النجوم والمشاهير فحسب، إلى جانب ارتفاع كلفة منتجات الزينة والتجميل، وعدم تفهّم بعض الناس لهذه الاعتبارات المادية.
ولفتت أسماء إلى التباين الكبير بين مفهوم «مستشارة المظهر» والفاشينيستا، أو ما يسمى «بالفاشن بلوجر» (مدونة الموضة) «إذ تعمل الأولى في مجال الأزياء والجمال والموضة العصرية لمساعدة الناس على تطوير وتحسين مظهرهم، بعد أن تخضع إلى دراسة تخصصية وسنوات من التدريب المستمر، أما الفاشينيستا فهي فقط تعرض ملابسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتمد فقط على مواهبها وذوقها العالي في هذا المجال».
عادات مجتمعية
تشدد أسماء لوتاه على أنه لا تعارض بين عملها في ميدان الجمال والمظهر وعادات مجتمعها، موضحة: «من أولويات عملي المحافظة على قيم مجتمعنا وعاداتنا العربية الأصيلة، ولا أدعي أنني إنسانة مثالية لكنني أعرف جيداً أن أحد أهم أهداف اختياري لهذا المجال إثبات أن الحجاب واللباس المحتشم للمرأة ليسا عائقين يتعارضان مع الأناقة».
واستطردت: «أرفض أي عروض عمل تتعارض مع قيم الاحترام والحشمة، ومهتمة بضرورة السعي إلى نشر الوعي بهذا الأمر عبر صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي، أما عملي كخبيرة ماكياج فمستمر منذ سنوات، وأعمل حالياً على ماكياج العرائس وماكياج السهرة، إلى جانب الدورات التدريبية للماكياج التي أقوم بها بشكل دوري».
من جهة أخرى، تعمل أسماء حالياً على تقديم العديد من الخدمات والاستشارات الخاصة في ميدان المظهر، كدراسة وتقييم الألوان المناسبة لكل شخص، انطلاقاً من لون البشرة والشعر والعيون وحتى لون الأسنان، إلى جانب بعض النصائح المتعلقة بالألوان المناسبة والملابس والإكسسوار والمكياج الخاص لكل شخص، كذلك «خدمات المظهر» في علاقتها «بستايل» بعض الشخصيات وأهدافها المستقبلية والمشكلات التي تعانيها في هذا الإطار، بالإضافة إلى مساعدة بعض الأشخاص على معرفة حاجياتهم من الملابس، وطرق التخلص من «غير المناسب»، إضافة إلى دروس خاصة بكيفية تنسيق الملابس بشكل مختلف وبطريقة أفضل، من خلال فنون «التسوق الصائب» الذي تتبعه أسماء في تدريب النساء على كيفية عمل الماكياج الصباحي والمسائي.
الروح قبل الشكل
ترى أسماء لوتاه أن جمال المرأة الإماراتية والخليجية يأتي من الروح قبل الشكل، مستدركة أن «الانقياد، للأسف، وراء الموضة والماركات يغلب على الفهم الصحيح لكيفية تنسيق المظهر الذي يناسب المرأة الإماراتية والخليجية، من ناحية شخصيتها وملامحها والتعبير عن نفسها، فتقليد كل ما تراه في مجلات الموضة والأزياء وصفحات الإنستغرام بات، غالباً، دون الفهم العميق لما يصنع فرادة المرأة ويميز شخصيتها».
ونصحت المرأة التي ترغب في أن تكون متألقة وعصرية على الدوام بـ«الابتعاد عن التقليد والثقة بالنفس، خصوصاً الابتسامة التي أعتبرها مفتاح الطاقة الإيجابية، فالحالة النفسية تؤثر في المظهر الخارجي، وجمال الروح هو الأهم، لهذا السبب يجب أن تفكر كل سيدة في تخصيص وقت كافٍ للاهتمام بنفسها وممارسة الهوايات التي تحبّذها، أو الارتباط بعمل تحقق من خلاله ذاتها وطموحاتها في إثبات جدارتها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news