تصاميم ستينية كلاسيكية لخريف وشتاء 2018
«موسكينو».. نُسخ «فضائية» زرقاء وخضراء من جاكلين كينيدي
لم يكن أمام مصمم الأزياء الأميركي، جيريمي سكوت، إلا أن يهجر كوكب الأرض بحثاً عن إلهامه في الفضاء، ليعود غازياً منصات عروض الأزياء في «أسبوع ميلان للموضة»، مقدماً مجموعة دار الأزياء الإيطالية «موسكينو»، لخريف وشتاء 2018، في مجموعتها الخاصة بالملابس الجاهزة، مختاراً عارضات فضائيات زرقاوات وخضراوات لتقديم تصاميمه الأخيرة.
«صندوق الأدوية»
حملة إعلانية لم تتوقف فكرة «جاكلين كينيدي الفضائية» لدار الأزياء الإيطالية «موسكينو»، على منصة عرض أزياء خريف وشتاء 2018، في أسبوع ميلان للموضة فقط، بل امتدت لحملته الإعلانية الخاصة بالموسم، حيث وقفت العارضات الشهيرات، أمثال جيجي حديد، وكايا غيربر، وسوجو بارك، وفيتوريا سيريتي، وريانا فان رومبي، أمام عدسة المصور الفوتوغرافي ستيفن ميسل. |
لم ينتهِ الأمر بـ«سكوت» أن يلوّن عارضاته بألوان المخلوقات الفضائية التي عرفتها أفلام هوليوود فقط، بل قرر أن يأخذ إلهامه تحديداً من تلك الحكاية التي تقول إن وفاة الممثلة الأميركية الشهيرة، مارلين مونرو، كانت بسبب رغبتها في الإفصاح عن حقيقة وجود كائنات فضائية، ورفض الرئيس الأميركي و«صديقها المقرب» آنذاك، جون كينيدي، لذلك، لتجمح مخيلة المصمم أكثر قليلاً، ويحول زوجة كينيدي السابقة، وإحدى أشهر السيدات الأوليات في تاريخ الرئاسة الأميركية، جاكلين كينيدي، إلى مخلوق فضائي متنكر، مقدماً مجموعة مستوحاة بالكامل من أزياء الستينات الأنيقة، بالقبعات المعروفة باسم «صندوق الأدوية»، والتنانير الضيقة، والسترات الكلاسيكية، فوق أجساد تلونت بالكامل باللونين الأزرق والأخضر «الفضائيين».
المتابع لمسيرة المصمم جيريمي سكوت، وميله الدائم للأفكار الإبداعية التي قد تبدو متطرفة للبعض، قد يجد أن هذه المجموعة لم تتسم بصفة الجنون الملاصقة لمجموعاته الأخيرة، سواء باقات الورد البشرية، أو المجموعة المستوحاة بالكامل من منتجات «ماكدونالدز»، أو تلك المستوحاة بالكامل من القمامة، وغيرها الكثير. ليتخذ من النسخة الفضائية الستينية من جاكلين كينيدي، هذه المرة، مصدراً لإبداعه، في موسم مال أغلب مجموعاته إلى التصاميم المستوحاة من الثمانينات.
خامات وأجساد
بعرض قوي بألوان الخامات والأجساد، التي مالت إلى القوة والوضوح، مثل البرتقالي والبنفسجي والأصفر، وأغلب الألوان الستينية المرحة ذات الدرجات الجريئة، التي تميزت بلمسة متطورة للروح الستينية، تبدو كثير من القطع كلاسيكية للوهلة الأولى، إلا أنها تحمل تفاصيل متمردة وعصرية، بمجموعة من 62 مظهراً «جاكليني».
وإلى جانب العارضات «الفضائيات»، اعتمد سكوت مظهراً بشرياً أكثر لعارضاته الرئيسات، مثل بيلا وجيجي حديد، إضافة إلى كايا غيربر، وجون سمولز، حيث فضل أن يظهرن ببشراتهن الآدمية، معتمداً مظهراً ستينياً بالكامل، سواء من خلال تسريحات الشعر المنتفخة الـ«بوف»، أو ماكياج العيون المسحوب «كات آي».
نسخ مختلفة
قدمت كل عارضة من عارضات سكوت الرئيسات نسخة مختلفة لجاكلين كينيدي، حيث خرجت كايا إلى المنصة مرتدية طقماً من اللون البرتقالي الفاقع وقبعة ستينية، وحذاء متناسقاً، بينما ارتدت بيلا حديد طقماً من اللون البنفسجي، وارتدت جيجي حديد معطفاً من اللون البرتقالي بلمسات من الجلد مع قبعة مشابهة، وارتدت جون سمولز فستاناً أسود قصيراً، مع قفازات سوداء ونظارة شمسية سوداء، مقدمة مظهراً ستينياً أكثر قوة.
لم يكتفِ «سكوت» بتقديم أطقم ستينية فاقعة الألوان، إلا أنه فضل أيضاً أن يتجاهل موسم «الملابس الجاهزة» مقدماً مجموعة من 15 قطعة من فساتين السهرة المسائية، حيث تهادت العارضات بفساتين مبهرة مزينة بأحجار الكريستال الكبيرة، والقصات المنسابة الحريرية بألوان لافتة، حيث كانت نسخة معاصرة من الفساتين المسائية الكلاسيكية الستينية.
رغم «نظرية المؤامرة» المجنونة التي تبناها جيريمي سكوت لمجموعة «موسكينو» الأخيرة، إلا أن جنون الفكرة لم يكن موازياً لتنفيذها، حيث بدت القطع مكررة ومملة، حيث تكررت أطقم التنانير والسترات ذات الألوان الموحدة على منصة العرض، معززة بسحابات الملابس المعدنية والأزرار، والياقات الكبيرة، بينما تكرر استخدام هذه السحابات والأزرار في بعض الفساتين المغلقة الضيقة أيضاً، إضافة إلى المعاطف التي اتخذت الأفكار والقصات ذاتها، وهي قطع معظمها ذو طول ستيني معروف، يصل إلى فوق الركبة بقليل، كما توحدت أيضاً الأحذية بألوان الأطقم ذاتها.
إلى جانب الأطقم السادة الموحدة، قدم المصمم مجموعة من الفساتين الضيقة كلاسيكية القصة، ذات طبعات ملونة أقرب إلى رسومات اللوحات الإعلانية، بمجموعة ألوان لم تخرج عن «باليتة» ألوان المجموعة، التي تفاوتت بين القوية الصارخة.
يمكن اعتبار المجموعة المسائية التي قدمها المصمم خلال العرض ناجحة بشكل أكبر من تلك الجاهزة، حيث استطاع المصمم أن يمزج بين كلاسيكية جاكلين كينيدي، وإثارة مارلين مونرو في التصميم الواحد، وبأسلوب دراماتيكي يناسب السجادة الحمراء.
وأضاف المصمم لمسة من الجلد الأسود اللماع على المجموعة، سواء من خلال أطراف السترات والمعاطف، أو الياقات المتحركة ذات اللبادات السميكة التي بدت أشبه بدرع غير مكتملة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news