روبوتات التنظيف.. أجهزة ذكيــة لا تخلو من نقاط ضعف
يزداد الإقبال حالياً على روبوتات التنظيف الذكية، التي تقوم بعملية تنظيف المنزل من تلقاء نفسها، وبدأت تسحب البساط من تحت أقدام المكانس الكهربائية التقليدية. وعادة تتجول روبوتات التنظيف في غرف المنزل، كي تجمع الغبار والوبر والشعر والفتات، بينما يكون أصحاب المنزل في أعمالهم أو القيام بالتسوق.
ورغم ذلك لا يمكن لروبوتات التنظيف أن تحل محل المكانس الكهربائية التقليدية.
وعللت سيسيليا مويزيل، من الهيئة الألمانية لاختبار السلع، ذلك بأن روبوتات التنظيف لا يمكنها منافسة قوة الشفط، التي تتمتع بها المكانس الكهربائية الجيدة، لكنها تعد وسيلة تنظيف إضافية، وتعمل على تنظيف المنزل بشكل أساسي من الناحية البصرية.
وتتفق مديرة مشروع مبادرة الأجهزة المنزلية بلس في العاصمة الألمانية، برلين كلوديا أوبراشير، مع هذا الرأي، مضيفة: «تعوض روبوتات التنظيف قوة الشفط المنخفضة نسبياً بها، من خلال المواظبة على التنظيف بانتظام، وبالتالي يتم الحفاظ على المنزل بحالة نظيفة باستمرار».
أداة إضافية جيدة
إذا تم استعمال روبوت التنظيف يومياً، أو مرات عدة أسبوعياً، فإنه يعتبر أداة إضافية جيدة للمكانس اليدوية أو المكانس الكهربائية، وعندئذ سيكون من النادر استعمال هذه الأدوات للتنظيف الأساسي للمنزل.
وقالت أوبراشير إن روبوتات التنظيف تعتبر من الأجهزة المهمة للمسنين؛ لأنها تصل إلى كل ركن في المنزل وإلى الأماكن كافة، التي يصعب الوصول إليها بواسطة المكانس الكهربائية.
وطورت الشركات العالمية روبوتات التنظيف كثيراً، وأصبحت أكثر اعتمادية، مقارنة بما كانت عليه الحال قبل سنوات عدة؛ فبينما كانت الموديلات الأولى تضل طريقها داخل المنزل، أصبحت الروبوتات الحديثة تقوم بعملية التنظيف بشكل منتظم وشامل.
بينما ذكر المدير برابطة صناعة الأجهزة المنزلية والإلكترونية بمدينة فرانكفورت، فيرنر شولتس، أن روبوتات التنظيف أصبحت أكثر ذكاءً، وتتوافر حالياً موديلات كثيرة يمكن برمجتها، علاوة على أنها تقوم بقياس مساحة الغرفة، كما أنها تقوم باحتساب كيفية الوصول إلى الأركان وتجاوز العقبات والسجاد، بالإضافة إلى أنه يمكن التحكم في هذه الأجهزة عن بُعْد بواسطة تطبيقات الهواتف الذكية.
ومع ذلك، لاتزال هذه الأجهزة تعاني بعض العيوب ونقاط الضعف؛ إذ لا تنظف الأركان والزوايا جيداً، بالإضافة إلى أن عملية تنظيف السجاد تتم بشكل سطحي فقط، كما أن شحنة البطارية عادةً لا تكفي لتنظيف المنازل ذات المساحات الكبيرة، لذلك فإنه من المستحسن هنا الاعتماد على روبوتات التنظيف، التي يمكنها الرجوع إلى قاعدة الشحن، لإعادة شحن البطارية، ثم مواصلة عملية التنظيف مرة أخرى، من الموضع الذي توقفت فيه من قبل.
مقارنات
وشدد شولتس على أنه من المنطقي أن يقوم المستخدم بمقارنة المنتجات ومزاياها؛ نظراً لأن الأسواق تزخر بالعديد من موديلات روبوتات التنظيف، وليس كل جهاز يناسب كل مستخدم وأي منزل، وفي بعض الأحيان توجد اختلافات كبيرة بين الموديلات، ولا يقتصر الأمر على مدى الجودة وحجم الوظائف، بل يظهر الفرق في الكلفة أيضاً.
وهناك معايير مهمة تجب مراعاتها عند الرغبة في شراء روبوت التنظيف؛ منها قوة الشفط وإمكانية برمجة أوقات بدء التشغيل وفترة تشغيل البطارية والوقت اللازم للشحن، والطريقة التي يعمل بها الروبوت في الغرفة، علاوة على أن طريقة التعامل مع صندوق الغبار والأتربة تعتبر من العوامل الحاسمة أيضاً؛ إذ يجب إفراغ هذا الصندوق يدوياً بانتظام، ومن الأفضل أن يتم ذلك بعد كل عملية تنظيف.
وأشارت مويزيل إلى أن شدة الصوت قد تكون من العوامل المهمة لشراء روبوتات التنظيف؛ نظراً لأنه لا يصدر عنها صوت مرتفع جداً، وبالتالي فإنه يمكن استعمالها دون إزعاج.
حواجز
تعمل روبوتات التنظيف - بشكل مثالي - في المنازل ذات الأرضية الملساء والتصميم الواضح، فإذا كانت الغرفة مزدحمة بقطع الأثاث أو كثيرة الزوايا والأركان، فإن ذلك يصعب على الأجهزة مهمة القيام بعملية التنظيف بصورة جيدة، كما أن السجاد والعتبات، التي يزيد ارتفاعها على سنتيمترين اثنين تمثل حواجز أمام روبوتات التنظيف، وهو ما يسري أيضاً على الكابلات وقطع السجاد الطويلة.
وتنصح أوبراشير بإخلاء الغرفة من الحواجز والعقبات، عند استعمال روبوتات التنظيف، أو الاعتماد على الموديلات الذكية.