بـ«نفَس الطهي».. مصريات يتحولن إلى سيدات أعمال
تقبل نساء كثيرات في مصر هذه الأيام بصورة متزايدة على شراء «الأكل البيتي» من أخريات يقمن بإعداده في منازلهن. وتزايد إقبال نساء عاملات وغيرهن من مختلف المستويات على شراء الأكل البيتي حتى يستطعن تقديم وجبات مميزة لأسرهن من حين لآخر، بعيداً عن أسعار وجبات المطاعم المبالغ فيها والمشكوك في جودتها أحياناً. كما يوفر «الأكل البيتي» دخلاً جيداً لكثيرات، خصوصاً أنه لا يحتاج إلا «نفَسا» في الطهي، وصفحة أو مجموعة على أي من وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول دعاء، التي إلى جربت ذلك الطعام البيتي: «هناك دائماً شكوك لدي بشأن الأطعمة الجاهزة المصنعة، كما أن هناك مخاوف لا تنتهي بشأن صلاحيتها أو طريقة تخزينها. وهناك أيضاً ارتفاع كبير في أسعار وجبات المطاعم».
وتستطرد: «سمعت من إحدى صديقاتي عن مجموعة على تطبيق (واتس آب) تحمل اسم (أكل بيتي على قد الإيد) (أي في المتناول) فطلبت من صاحبة المجموعة في البداية كميات صغيرة لتجربتها، ولكني فوجئت بجودة الطعام وطريقة التغليف، فأصبحت عميلة لديها».
من جهتها، تقول شيرين (45 عاماً)، صاحبة المجموعة والمشروع، إن همّها الأكبر ليس فقط الحفاظ على السمعة الطيبة التي بنتها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وإنما أيضاً البناء عليها وتوسيعها.
وتضيف شيرين - وهي أم لثلاثة أبناء أصغرهم في الـ12 من عمره، وهي حاصلة على بكالوريوس تجارة - إن «زوجي يعمل ووضعنا المادي مستقر. وكنت تركت عملي بعد الزواج والإنجاب لأن أسرتي كانت تحتاجني، ولكن بعدما كبر أبنائي وقل اعتمادهم عليّ بدأت أشعر بأن لدي وقت فراغ كبيراً. كما أني شعرت بأني أريد دخلاً خاصاً بي.. حاولت البحث عن عمل ولكن للأسف الجميع كانوا يطلبون أشخاصاً حديثي التخرج لأنهم يتقاضون رواتب أقل، فخطرت لي فكرة مشروع الأكل البيتي لأنني كنت معروفة وسط أهلي ومعارفي بطعامي الشهي. وعرضت الفكرة على زوجي وأبنائي فوافقوا على الفور».
وترى أن النجاح في هذا المشروع أساسه تنظيم الوقت وحسن التعامل مع العميلات.ولفتت إلى أنها تقوم بكل خطوات تحضير الطعام بنفسها، واستبعدت الاستعانة بأخريات: «لا أثق إلا في نفسي، وعميلاتي يثقن في طرق التحضير الخاصة بي. ولن أجازف بما حققته».
ومع كثرة مشاريع «الأكل البيتي» أصبحت هناك مجموعات وصفحات أكثر تخصصاً، فهناك صفحات تركز على المخبوزات فقط أو الحلوى فقط أو الأكل اللازم لحميات غذائية بعينها.
- لا أثق إلا في نفسي، وعميلاتي يثقن في طرق
التحضير الخاصة بي.