سارة برينتيس: أصلحنا تاج الملكة إليزابيث خلال ساعتين

كشفت مصمّمة المجوهرات البريطانية، سارة برينتيس، عن تفاصيل إصلاح تاج لملكة بريطانيا خلال ساعتين ونصف الساعة. وقالت الخبيرة في دار جيرارد للمجوهرات: «كانت الملكة إليزابيث تتحضر لزفافها، وللمصادفة ان التاج الذي صمم خصيصا من قبل الدار لزفافها، تعرض لكسر خفيف، فلم تتمكن من وضعه، وطلبت ان يتم إصلاحه فورا، مما دفع فريق دار جيرارد للعمل على تعديله وإصلاحه في مدة وجيزة جدا لم تتجاوز الساعتين لترتديه في يوم زفافها".

وتعمل برينتيس، التي تتولى الإدارة الإبداعية في دار جيرارد للمجوهرات، على تقديم مجوهراتها وفق نظرية الموازنة بين التصميم وحجم الحجر الذي تستخدمه، وترى في حديثها لـ«الإمارات اليوم»، أنه لابد من أن يكون التصميم مكملاً للحجر ومبرزاً له، وليس مُعقداً كي لا يضيع الحجر في التفاصيل. وترى الخبيرة البريطانية أن الأحجار الثمينة ليست حكراً على المناسبات، بل يمكن اختيار ما يناسب الحياة اليومية من الألماس أو الأحجار الأخرى دون التركيز على تنسيق ألوانها مع الملابس.

وعن خبرتها في الدار، التي دائماً ما قدمت تصاميم التيجان للعائلة الحاكمة في بريطانيا، تقول برينتيس: «كُلّفت الدار في عام 1843 بالعمل على تيجان الملكة فيكتوريا، ثم بعدها الملكة إليزابيث الى جانب الأميرة ديانا، حيث تعاونت الدار مع العائلة الحاكمة لسنوات طويلة، ولاشك أن هذا الإرث يؤخذ بالحسبان لدى كل من يعمل في الدار»، وتلفت برينتيس الى أن النسخ المصنوعة من التيجان التي صممت للملكة اليزابيث، والتي عرضت في دبي أخيراً، قد صممت على أكثر من مرحلة، ومن بينها التاج الذي ارتدته في يوم زفافها، وروت تفاصيل التاج الذي كان عبارة عن عقد، قبل أن يتم تحويله الى تاج، فيما ترى برينتيس في دبي سوقاً واعدة لتقديم المجوهرات فيها، مشيرة الى «تطلّع دار جيرارد للتوسع والحضور بشكل دائم في سوق دبي».

برينتيس كشفت أيضاً أنه تم العمل على أكثر من تاج للملكة، ومن بين القطع، تصاميم ارتدتها في مناسبات سياسية وعائلية مهمة، لافتة الى أن «التعامل مع هذا التاريخ يُحمّل المصمم الكثير من المسؤولية، وتتم ترجمة هذا التاريخ المهم من خلال الاستلهام من الماضي مع مصممين معاصرين يضعون الكثير من الحداثة». ونوهت بأنها عملت على تقديم مجموعات تتميز بكونها تحمل ملامح من الدار، موضحة أن المصممين الذين يعملون معها يقدمون أعمالاً تشبه أعمالها، وخلال عملية الرسم لا يمكن تحديد هوية من قام برسم التصميم بسبب التشابه الكبير بين أسلوب المصممين.

وعن خبرتها في عالم المجوهرات والأحجار، قالت برينتيس: «حملت خبرتي في مجالات متعددة في عالم المجوهرات، بدءاً من التصميم، وصولاً الى التعامل مع الأحجار، وقد عملت في الكثير من العلامات التجارية الرائدة في عالم المجوهرات، وبلاشك كل علامة تجارية كانت لها بصمتها الخاصة في التصميم، ولهذا فالتصاميم التي أقدمها لكل علامة، لابد أن تتبع البصمة، وغالباً ما تكون هناك فكرة عن كيفية تتبع البصمة وابتكار ما هو مناسب ضمن الإطار المناسب لها، ولكن مع التحديث بها وترك مساحة يمكن للمصمم أن يقدم هويته فيها». ولفتت برينتيس إلى أنها عملت في البدء على المجوهرات ومع علامة تجارية عالمية، لكنها حرصت على تقديم التصاميم بشيء من التوازن، إذ كانت تحرص على موازنة التصميم مع الأحجار، لابتكار ما هو مميز، فحين يكون الحجر كبيراً يكون التصميم حاملاً للحجر، ولابد من ابتكار تصميم لا يغلب أو يطغى على الحجر.

وتصف برينتيس علاقتها بالأحجار والألوان بكونها علاقة شغف وحب، فهي تستخدم الألوان المتعددة، وتحب الأحجار المتميزة بالصفاء والنقاء والألوان الغريبة، وهذا ما يدفعها الى جعل التصميم عنصراً مكملاً وحاملاً للأحجار، موضحة أن حجم الحجر يلعب دوراً في كيفية التصميم، بحيث لا يجب أن يضيع الحجر وسط تعقيدات التصميم. واعتبرت برينتيس أنها كمصممة عندما تلجأ للتصاميم البسيطة غالباً ما تسعى الى إبراز الأحجار، مشيرة إلى أنها تحب الكثير من الأحجار، خصوصاً التي تنتمي الى عائلة الياقوت. أما عن كيفية اختيار ألوان الأحجار بالتناسب مع الملابس والإطلالة المتكاملة، فرأت المصممة البريطانية أنه ليس من الضروري تنسيق الألوان مع الأحجار، فيمكن أن تكون متكاملة بتناقضها في بعض الأحيان، موضحة أنه يمكن ارتداء المجوهرات بشكل يومي، ومن الممكن التعامل مع قطع المجوهرات على أنها يومية الاستخدام، والألماس يمكن أن نرتديه على نحو يومي، وهذا يتوقف على الحجم والتصميم وشكل القطع المستخدمة.

سيرة ماسيّة

تميّزت مصمّمة المجوهرات سارة برينتيس بحبها لعالم المجوهرات منذ دراستها في الجامعة، وقد استلمت مهامها في دار جيرارد الرائدة في عالم المجوهرات منذ سبع سنوات، بعد توليها مناصب كثيرة في دور عالمية. ولفتت الى أن بدايتها كانت مع «كارتييه»، إذ حصلت على الوظيفة التي حلمت بها خلال مسابقة أجريت في الجامعة، حين شاهدوا تصاميمها وأعجبوا بها، فانتقلت الى لندن واستلمت وظيفتها في هذه الدار المرموقة لتكمل مسيرتها في العمل على الأحجار وبعدها في دار جيرارد.

- الأحجار الثمينة ليست حكراً

على المناسبات، ويمكن ارتداء الألماس بشكل يومي.

الأكثر مشاركة