طبيب مصري وجهاً لوجه مع «كورونا».. الحكاية من الإصابة بالفيروس إلى الشفاء
من محارب على الخط الأمامي للنار، يواجه تفشي فيروس كورونا المستجد تحول الطبيب أحمد عبدالله إلى مصاب بالمرض، بعد مخالطته لبعض المشتبه في حالاتهم والمصابين بالفعل بالوباء المستشري في العالم.
وأوضح الدكتور أحمد عبدالله، أخصائي الأمراض الصدرية في محافظة دمياط بمصر، أنه أصيب بالفيروس بعد مروره على بعض الحالات التي كانت تعاني التهاباً رئوياً في المستشفى، وثبت أن إحداها كانت مريضة بـ«كوفيد – 19»، وبعدها أجريت له تحاليل هو وكل الطاقم الذي تعامل مع تلك الحالة، وجاءت نتيجة المسحة التي أخذت منه إيجابية، ليتم تحويله فوراً إلى مستشفى العزل (أبوخليفة) في محافظة الإسماعيلية.
وأشار الطبيب خلال مداخلة له ببرنامج التاسعة على الفضائية المصرية، الليلة الماضية، إلى أنه لم تظهر عليه سوى أعراض بسيطة، من بينها كحة خفيفة، وضيق بسيط في التنفس، وتعب في الجسد، اعتقد أنه بسبب المجهود وساعات العمل في الفترة الأخيرة. وعن إجراءات مستشفى العزل، وما يحدث فيها، أفاد بأن كل مريض محجوز بغرفة مستقلة لا يتحرك، والأطباء والتمريض والعمال جميعاً يرتدون بدلات واقية.
وبخصوص العلاج، ذكر أحمد عبدالله، أنه خضع لبروتكول دوائي معتمد من وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، وظل في مستشفى العزل لمدة أسبوع، وبعد أربعة أيام من الدخول أخذت منه مسحة، وجاءت سلبية، وبعدها بيومين أخذت مسحة ثانية، وكانت نتيجتها سلبية أيضاً ليتأكد تعافيه من فيروس كورونا المستجد، ولزيادة الاطمئنان أجريت له أشعة مقطعية على الصدر، وخرج بعدها من مستشفى العزل. وبسؤاله عن الرابط بين سرعة تشخيص المرض والشفاء منه، قال إن الأمر يتوقف على الحالة الصحية العامة للمصاب، مشيراً إلى أن حالات أخرى أدخلت معه إلى المستشفى ومازالت فيه، بسبب أن الموضوع تطور إلى التهاب رئوي، وبعضها من كبار السن، وهؤلاء يحتاجون للبقاء في المستشفى مدة أطول.
وقال إنه لا يخضع حالياً في المنزل لأي علاجات، سوى الراحة والتغذية السليمة والابتعاد عن المجهود طوال فترة النقاهة، منوهاً بأن أسرته قد خضعت للتحاليل، وأخذت منها مسحات، والحمد لله جاءت كل النتائج سلبية، معترفاً بأنه كان خائفاً بشكل خاص على والديه، وكذلك ابنته الصغيرة (ثلاث سنوات)، أكثر من خوفه على نفسه.
وحول النصيحة التي يوجهها، أكد الطبيب المصري أنها نصيحة واحدة وهي: الالتزام بتعليمات الدولة، والابتعاد عن التجمعات والمقاهي، وألا يلجأ الناس إلى المستشفى والطوارئ في الحالات البسيطة، مشدداً على أن فيروس كورونا خارج السيطرة ولا يستطيع أن يحكمه أحد، خصوصاً أن البعض قد يبدو سالماً، وهو حامل للفيروس، بل وينقله لغيره.