العالم بانتظار لقاح يغيّر قواعد معركة «كورونا»
تزداد التساؤلات عن المدة المحتملة لاستمرار تفشي فيروس كوفيد-19، مع ما يشهده العالم من إغلاق للمطارات والمدن وحظر للتجوال وحجر صحي وارتفاع لمعدلات الإصابة به، وفي ظل نجاحنا سابقاً في احتواء أوبئة عدة، إلا أن هذا الفيروس مازال عصياً على الاحتواء، وينتظر العالم بفارغ الصبر والخوف اكتشاف لقاح يغير من قواعد هذه المعركة مع فيروس «كورونا»، لكن مراكز البحث والخبراء يرون أن التأخر في ايجاد علاج أفضل بكثير من دواء قد تكون نتائجه سلبية وغير مجدية.
ويستحضر بعض الناس انتشار متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، أواخر عام 2002، وكيفية تعامل العالم معها آنذاك، إذ انتشر المرض في 26 دولة وأصاب 8098 شخصاً، إلا أن تدابير العزل الصحي للمصابين والفحص في المطارات كانت كفيلة بالقضاء على الوباء في 18 شهراً، ولم تُسجَّل أي إصابة منذ عام 2004، بحسب «مرصد المستقبل» التابع لـ«مؤسسة دبي للمستقبل».
ومن المستبعد القضاء على الفيروس بسرعة كبيرة، إذ يبدو انتشاره من شخص لآخر سهلاً وكبيراً، حتى تفشى في أكثر من 175 دولة وإقليماً، وتبين هذه الإحصاءات أهمية إيجاد لقاح لفيروس سارس-كوف-2 المُسبِّب لمرض كوفيد-19.
ونقل موقع ذا ناشيونال الإماراتي، عن الدكتور بهارات بانخانيا، استشاري أول في مكافحة الأمراض المعدية، ومحاضر سريري في جامعة إكستر في المملكة المتحدة، أن «وجود لقاح سيغير قواعد اللعبة، ولكن ليس من السهل تطوير لقاح ناجح بهذه السرعة».
ويرى مارك ليبسيتش، عالِم الأوبئة في جامعة هارفارد، احتمال إصابة 40 إلى 70% من سكان العالم البالغين بهذا الوباء، إلى حين ظهور لقاح. ويتمثل الاحتمال البديل في اكتساب المصابين حماية طويلة الأمد، ما يؤدي إلى ما يُسمى «مناعة القطيع»، إذ يجد العامل الممرض صعوبة في الانتشار بسبب انخفاض أعداد الناس المعرضين للخطر، ويضمن هذا الاحتمال الحد من تأثير الفيروس أثناء أي تفشٍ محتمل لاحق، إلا أن إمكانية اكتساب الناس للمناعة لم تتأكد حتى الآن.
ويرى بانخانيا أن الاحتمال الآخر هو أن يَضْعُف الفيروس أو يصبح أقل قوة مع تطوره، ويحدث ذلك عندما تموت الأشكال القاتلة منه نتيجة قتلها للإنسان المضيف، فلا ينتقل إلى شخص آخر، وغالباً ما تقل ضراوة الفيروسات إلا أن ذلك لا يحدث على المدى القصير.
أخبار إيجابية
وعلى الرغم من كثرة الأخبار السيئة نرى بعض الأخبار الإيجابية، إذ إن تزايد أعداد الحالات في بعض الدول الأوروبية، يقابله انخفاض كبير في انتشار الجائحة في أماكن أخرى، مثل الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية، نتيجة استجابة الحكومات في هذه البلدان مع المرض بسرعة، مستفيدةً من تراكم خبراتها في التعامل مع انتشار وباء سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، ولهذا خففت الصين بعض تدابير التباعد الجسدي بعد تحقيق نتائج إيجابية.
وقد يحتاج الأمر نحو 18 شهراً، عندما يصبح اللقاح قيد الإنتاج، لكي تُلغى إجراءات الوقاية، مثل التباعد الجسدي وعمليات غسل اليدين المتكررة.
جهود حثيثة
يشهد العالم مساعي حثيثة للوصول إلى علاج ولقاح للفيروس، إذ تتعاون منظمة الصحة العالمية مع علماء يعملون على تطوير نحو 20 لقاحاً جديداً، بعد نحو 60 يوماً من تحديد تسلسل الحمض النووي للفيروس، وبدأت فعلاً التجارب السريرية لبعضٍ من هذه اللقاحات.
وقال الدكتور مايك ريان، الرئيس التنفيذي لبرنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية: «علينا أن نتعامل بحذر شديد مع تطوير لقاح جديد، لأننا سنحقنه في أجسام جميع البشر تقريباً».
حاسوب خارق
أوكل العلماء إلى أسرع حاسوب خارق مهمة إجراء محاكاة آلاف المحاولات لتطوير عقار لمرض كوفيد-19. ووصل حاسوب «آي بي إم» الخارق «سميت» الموجود في مختبرات أوك ريدج الوطنية في تينسي إلى 77 علاجاً محتملاً في مواجهة «كوفيد-19»، وفق ما نشرت «سي إن إن».
احتمال إصابة 40 إلى 70% من سكان العالم البالغين بهذا الوباء، إلى حين ظهور لقاح.