بن فهد: «السكون الإنساني» أسهم في تحسين جودة الهواء عالمياً

أكد رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة، الدكتور محمد أحمد بن فهد، أن حالة السكون الإنساني، وتوقف النشاط البشري المؤقت حول العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، أسهم في تحسين جودة الهواء عالمياً، لافتاً إلى أن خفض مستويات تلوث الهواء يقلل العبء المرضي الناجم عن السكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة، والأمراض التنفسية المزمنة والحادة، بما في ذلك الربو. وقال بن فهد لـ«الإمارات اليوم»، إن تلوث الهواء يُعد من المخاطر البيئية الرئيسة المحدقة بالصحة، وأخيراً لاحظت وكالة ناسا، للمرة الأولى، انخفاضاً في تلوث الهواء في مقاطعة هوبي الصينية، حيث أكد فاي ليو، الباحث في جودة الهواء في «مركز جودارد لرحلات الفضاء» في «ناسا» أن هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها انخفاضاً كبيراً في مثل هذه المساحة الواسعة، بينما أوضح مارشال بورك، الباحث في جامعة ستانفورد، أن معدل تحسن جودة الهواء المسجل في الصين، والناتج عن تدابير العزل والإجراءات الوقائية، ربما أسهم في إنقاذ حياة أكثر من 4000 طفل دون سن الخمس سنوات، ونحو 73 ألف شخص من كبار السن.

ثاني أكسيد الكربون

وتابع رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة أن تباطؤ النشاط الاقتصادي المؤقت حول العالم، إلى جانب قلة إنتاج القطاعات الصناعية الرئيسة، وتقييد الحركة المرورية، أدى إلى انخفاض انبعاثات الكربون، حيث كانت آخر مرة انخفضت فيها انبعاثات الكربون خلال الأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم في 2008-2009، ولكن في ظل الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم في المرحلة الراهنة، فقد وجدت دراسة حديثة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين قد انخفضت بنحو 25%.

غازات سامة

وأضاف بن فهد أن باحثين في نيويورك كشفوا أن غاز أول أكسيد الكربون، أو ما يسمى بـ«الغاز القاتل»، الذي تنتجه السيارات والشاحنات بشكل رئيس، قد شهد انخفاضاً حاداً بنسبة تقارب 50% مقارنة بعام 2019، كما شهدت مدينة نيويورك أخيراً انخفاضاً كبيراً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وأن وكالة الفضاء الأوروبية، ومن خلال القمر الاصطناعي «كوبرنيكوس سنتينل 5 بي» كشفت عن انخفاض في تلوث الهواء فوق إيطاليا، خصوصاً انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، وهو من الغازات السامة التي يمكن أن تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، بينما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الرئوية على المدى الطويل.

مستقبل أكثر صحة

وأشاد بن فهد بالوعي الصحي، والمسؤولية الأخلاقية التي يتمتع بها مجتمع وسكان الإمارات، مؤكداً على ضرورة استمرار التكاتف المجتمعي لحماية الوطن في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، ودعم برنامج «التعقيم الوطني» الذي يرسم مستقبلاً أكثر صحة للجميع، لافتاً إلى أن الظرف الاستثنائي الذي تمر به العديد من دول العالم عزز الريادة الإنسانية لدولة الإمارات، وأظهر للعالم احترافيتها في التعامل مع الوباء العالمي، والتزامها بمبادئ إنسانية رفيعة، أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

خط الدفاع الأول

توجه رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة، بالشكر والتقدير لكل الفرق والكوادر الطبية، وكل العاملين في القطاع الصحي في الدولة، من أطباء وممرضين ومسعفين وإداريين وفنيين، الذين يعملون على مدار الساعة ويمثلون خط دفاعنا الأول في حربنا ضد الوباء العالمي، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين في الدولة، في ظل الظروف والتحديات التي يعيشها العالم.

«التعقيم الوطني» يرسم مستقبلاً أكثر صحة للجميع.

الأكثر مشاركة