«كورونا» يعزّز انتشار العلاج عن بُعد عبر العالم
شهد العلاج عن بُعد، أي الاستشارات عبر المكالمات الصوتية أو المرئية، اهتماماً متزايداً جائحة فيروس «كورونا» (كوفيد ـ19). وقالت الطبيبة النفسية، الدكتورة آن جيلبرت، التي تدير برنامجاً افتراضياً للرعاية الصحية في جامعة إنديانا، لمرصد المستقبل: «يتعزّز ترابط جميع جوانب حياة الأفراد خلال الحجر بسبب الأزمة، كالقلق والعلاقات الأسريّة والأبوة والاكتئاب».
وتقدم أساليب العلاج عن بُعد نتائج ملموسة، فبعض المرضى يطلبون المساعدة فقط بسبب الخصوصية التي يوفرها العلاج عن بُعد. وأشار أحد المرضى إلى ذلك حين قال: «الاستشارة من منزلي مريحة أكثر، فهي لا تتطلب قيادة السيارة ولا يوجد آخرون في غرفة الانتظار، حيث يتساءل الجميع عن سبب وجودي».
ويرى المعالجون أن «إحدى المشكلات الرئيسة في العلاج عن بُعد أن يجد المرضى مكاناً خاصاً في منازلهم، بعيداً عن الأسرة أو عن زملائهم في السكن». وأنشأت جامعة إنديانا منصّتها الخاصة لمحادثات الفيديو، لكن بإمكان المعالجين اختيار أحد البرامج المتوافرة الكثيرة للمحادثة المرئية عن بُعد. وقال الذين تحدثوا إلى مرصد المستقبل: «إن مرضاهم كانوا مستعدين لجلسات العلاج عن بُعد». ويرى أروتشو أن «تأثير جلسات العلاج عن بُعد يجب أن يساوي تأثير الجلسات العادية، ولهذا فهو يحث المريض على إيجاد مكان خاص وهادئ في منزله، وإضافة إلى ذلك يطلب من المريض إغلاق كل نافذة أو برنامج على حاسوبه، ليقلل المشتتات ما أمكن خلال الجلسات عن بُعد». وقال :«سهل جداً أن يتشتت انتباهك في 10 اتجاهات مختلفة عندما تستخدم الأجهزة». ويعمل أطباء آخرون، كالطبيبة النفسية، إيمي هالانسكي، على علاج مكامن الخلل في العلاج عن بُعد منذ سنوات. وتعتمد هالانسكي حالياً على منصّة للعلاج عن بُعد تدعى «ويلنايت»، ومازالت تقدم خدمة المعالجة عن بُعد منذ سبع سنوات، لاحظت خلالها تغير رد فعل الجمهور نحو الانتقال إلى الرعاية الصحية عن بُعد من الانزعاج التام إلى القبول العام. ومن خلال خبرتها الواسعة بهذه الممارسة، ترى أنها «وسيلة لجعل الرعاية الصحية الضرورية أسهل وأقل كلفة».