الروماتيزم.. أكثر من مجرد ألم بالمفاصل
يشمل مصطلح الروماتيزم العديد من الأمراض المختلفة، ويعني في الواقع ألماً في الجهاز الحركي. وبشكل عام يمكن تقسيم الروماتيزم إلى أمراض التهابية وغير التهابية. ومن أمثلة الأمراض الروماتيزمية اضطرابات الإحساس بالألم كمتلازمة الألم العضلي الليفي. كما يندرج النقرس أو هشاشة العظام ضمن أشكال الروماتيزم.
وأوضح أخصائي الروماتيزم الألماني، البروفيسور شتيفان شيفه، أن «الروماتيزم يعني غالباً التهاب المفاصل الروماتويدي، الذي عادة ما يبدأ في أصابع اليدين أو القدمين، وبعد ذلك يمكن أن تتأثر جميع المفاصل».
أماكن مختلفة
بينما قال عضو مجلس إدارة الجمعية الألمانية لأمراض الروماتيزم، البروفيسور هانز مارتن لورينز، إن «الأمراض الروماتيزمية لا تحدث في المفاصل فقط، لكن في أماكن مختلفة، مثل الأوعية والجلد والعينين والدماغ والأمعاء والعضلات. كما أن تساقط الشعر قد يندرج ضمن أعراض أحد الأمراض الروماتيزمية».
وأوضح لورينز أن «مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي غالباً ما يعانون ألماً في الليل، مع شعور بالتصلب وعدم القدرة على الحركة في الصباح، ما يتحسن على مدار اليوم ومع الحركة».
الفُصال العظمي
على العكس من التهاب المفاصل الروماتويدي لا يعدّ الفُصال العظمي مرضاً التهابياً، إذ تتآكل المفاصل ولا يشعر المرضى هنا بأي ألم في الليل، ولكن عندما يستيقظون أو بعد رحلة طويلة.
ويشير أطباء إلى أن ما يساعد هنا هو تدريب العضلات لتخفيف المفاصل. وهناك أيضاً طرق علاج دوائية، اعتماداً على شدة التهاب المفاصل، وأيضاً خيارات جراحية مختلفة.
وأشار البروفيسور لورينز إلى أن مرضى الفُصال العظمي غالباً ما يعانون مشكلات في الطقس الرطب والبارد، لذا يُوصى لمثل هذه الحالات بالدفء، لكن التهاب المفاصل غير متعلق بالطقس، وهنا تساعد البرودة، لأن المفاصل تكون دافئة.
من جهته، قال طبيب الأمراض الباطنة، الألماني إدموند إيدلمان، إنه «يمكن الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بشكل دوري وكل عام، وإن هناك استعداداً جينياً لبعض الحالات، لكنه ليس مرضاً وراثياً. كما أن المدخنين والنساء أكثر عُرضة للإصابة».
والخبر السار أنه يمكن علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بالأدوية، مع العلم بأن العلاج المبكر مهم. ويستخدم الكورتيزون في بعض الأمراض، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، لأنه يمكن أن يعالج الالتهاب بسرعة وفاعلية، لكن لا يمكن استخدامه إلا لفترة قصيرة، نظراً إلى بعض الآثار الجانبية له.
كما حذّرت مؤسسة القلب الألمانية من أن التهابات الروماتيزم قد تؤذي القلب والأوعية الدموية أيضاً وليس المفاصل فقط، إذ إنها قد تؤدي إلى حدوث التهابات بجدران الأوعية الدموية وتصلب الشرايين، ما يرفع خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.
لذا يتعين على الأشخاص المصابين بالتهابات روماتيزمية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي إجراء فحوص منتظمة للقلب، كما ينبغي استشارة طبيب القلب على وجه السرعة في حال الشعور بآلام في الصدر أو ضيق في التنفس عند بذل مجهود.
علاجات
إضافة إلى الأدوية، فإن التمارين الرياضية تعدّ ضرورية لعلاج العديد من أشكال الروماتيزم، مثل السباحة والجري وركوب الدرّاجات الهوائية.
وفي بعض الأحيان يمكن أن يندرج العلاج النفسي ضمن البرنامج العلاجي للروماتيزم.
هانز لورينز:
• «الأمراض الروماتيزمية قد تحدث في الأوعية والجلد والعينين والدماغ والأمعاء والعضلات».
إدموند إيدلمان:
• «يمكن علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بالأدوية، مع العلم بأن العلاج المبكر مهم».