نمط الحياة غير النشط يزيد من خطر الإصابة
الكبد الدهني.. مرض صامت يؤدي إلى عواقب وخيمة
يدرك كثيرون أن زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي غير صحي، كلها أمور تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، من بينها الإصابة بالكبد الدهني، الذي يعدّ من الأمراض الصامتة التي تؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقالت رئيسة قسم الجهاز الهضمي بمستشفى UKGM الجامعي في ألمانيا، البروفيسورة إلكه رويب، إن اسم هذا المرض يبرز التراكم المفرط للدهون في الكبد.
وعادة ما يفرق الأطباء بين الكبد الدهني غير الكحولي والكحولي، ولا ترتبط الإصابة بالعمر، إذ عادة ما يعاني 10% من الأطفال زيادة الوزن، وهو ما قد يتطور إلى الإصابة بهذا المرض، ويصاب ربع إلى ثلث الأشخاص في الفئات العمرية المختلفة بهذا المرض، ويتزايد هذا الاتجاه حالياً.
الأسباب
في حالة الإصابة بالكبد الدهني الكحولي يسهل معرفة أسباب المرض، التي ترجع إلى الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية.
وترجع الإصابة لدى ربع المصابين إلى أسباب أخرى، مثل العوامل الوراثية، أو الإصابة بأمراض معينة، أو بسبب عدم ممارسة الأنشطة الحركية في المقام الأول.
وأضافت البروفيسورة الألمانية إلكه رويب: «بغض النظر عن طبيعة النظام الغذائي فإن الجلوس لفترات طويلة ونمط الحياة غير النشط يزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني». ويسري ذلك أيضاً على الأشخاص، الذين يعانون من النحافة.
ومن ضمن الأسباب الجديدة تماماً الاستهلاك المفرط للفركتوز المركز، الذي يتم إنتاجه صناعيا، والذي يوجد غالبا في المشروبات.
وأشارت إلكه إلى أن الكبد الدهني البسيط لا يشكل خطورة، إلا أنه لا يتوقف عند هذا الحد في معظم الأحيان، إذ يؤدي إلى الإصابة بالتهابات.
وهنا يتحدث الأطباء عن الإصابة بالتهاب الكبد الدهني، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد، وهو ما يعني زيادة في الأنسجة الضامة، وما ينجم عنه من تليف الكبد أو ظهور الندبات على نطاق واسع، وفي هذه الحالة لن يعمل الكبد بصورة سليمة، ولن يكون بمقدوره القيام بمهمته في تخزين السموم وتحويلها وإزالتها، وفي المراحل المتقدمة يتطور تليف الكبد إلى الإصابة بسرطان الكبد.
وأشارت البروفيسورة إلكه إلى أن سرطان الكبد يمكن أن يظهر في المراحل المبكرة من المرض، إذ قد تحدث الإصابة بسرطان الكبد في حال الكبد الدهني غير الكحولي، حتى دون الإصابة بالتهاب الكبد الدهني أو بتليف الكبد، وليس على غرار الكبد الدهني الكحولي، الذي يحدث فيه تليف الكبد أولاً.
وإلى جانب العواقب المرتبطة بالكبد يزيد التهاب الكبد الدهني من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك خطر الإصابة بالأورام في جميع أنحاء الجسم.
من جهته، قال رئيس قسم أمراض الكبد في مستشفى كيل الجامعي، الطبيب الألماني راينر جونتر، إن الكبد الدهني قد يؤدي إلى حالات الطوارئ الطبية، وذلك عندما يتصلب الكبد ولا يسمح بمرور الدم من خلاله، ويتراكم الدم أمامه، وهو ما يؤدي إلى توسيع الأوردة الدموية في المريء، وفي حال حدوث نزيف يفقد المصاب كثيراً من الدم بسرعة، وقد يتعرض لخطر حدوث نزيف داخلي يؤدي إلى الوفاة.
لا إشارات تحذيرية
للأسف لا تظهر أي أعراض للكبد الدهني. وقال الطبيب راينر جونتر، إن «الكبد الدهني لا يسبب أي آلام». كما أن النعاس خلال النهار لا يعدّ علامة على الإصابة بالكبد الدهني.
بينما لفتت إلكه رويب إلى أنه عادة ما تشخص الإصابة بالكبد الدهني مصادفة، وتكتشف من خلال إجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية على البطن، إضافة إلى إمكانية التعرف إليه من خلال اختبارات التصوير عند فحص قيم الكبد المرتفعة.
علاج
يمكن مواجهة الكبد الدهني بشكل أساسي، من خلال إنقاص الوزن، وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات الحرارية.
وأوضح الطبيب الألماني راينر جونتر أنه «عادة ما تظهر النتائج في خلال ستة أشهر».
ولا توجد حالياً أي أدوية أو عقاقير لعلاج الكبد الدهني، ولكن تعالج المضاعفات الناجمة عنه مثل دوالي المريء، من خلال الأدوية، كما يتم استعمال دعامة، وهي نوع من الأنابيب يتم إدخالها في الكبد، وفي حالة تلف الكبد بشدة بسبب التليف أو السرطان، فإن الخيار الوحيد في هذه الحالة يكون إجراء تدخل جراحي لزرع الكبد.
وصفات الوقاية
يمكن الوقاية من الكبد الدهني، من خلال اتباع نظام غذائي صحي متوازن لا يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية. وأوضح الطبيب الألماني راينر جونتر، أن السعرات الحرارية هي العنصر الحاسم في النظام الغذائي الصحي، وليست الدهون.
بينما ذكرت البروفيسورة الألمانية، إلكه رويب، أنه يتعين على الآباء توعية أبنائهم بشأن النظام الغذائي الصحي، وتقديم القدوة والمثل لأبنائهم في هذا الصدد، مشيرة إلى أن المشكلة تكمن في أن الأطفال يتعلمون عن طريق القدوة، فلا ينبغي للآباء مثلاً الجلوس على الأريكة بشكل طويل، وتناول رقائق البطاطس ومشاهدة الميديا على الأجهزة اللوحية، إذ يقتدي الطفل بهذه الصورة، التي تكون لها عواقب وخيمة.
• الكبد الدهني لا يسبب أي آلام.. والنعاس خلال النهار لا يعدّ علامة على الإصابة به.
• لا توجد حالياً أي أدوية أو عقاقير لعلاج الكبد الدهني، ولكن تعالج المضاعفات الناجمة عنه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news