جراحات إنقاص الوزن.. فوائد كبيرة لصحة القلب
أظهرت دراسة، أجراها كليفلاند كلينك، أن فقدان الوزن الناتج عن الجراحة بنسبة تراوح بين 5 و10%، يرتبط بارتفاع متوسط العمر المتوقع، وتحسّن صحة القلب، والأوعية الدموية.
وبالمقارنة مع العلاج غير الجراحي، فإنه يلزم فقدان الوزن بنحو 20%، عبر الوسائل العلاجية، القائمة على تغيير نمط الحياة، لتحقيق المنافع المماثلة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن جراحات السمنة قد تسهم في تحقيق منافع صحية مستقلة، عن تلك التي يحققها فقدان الوزن بالطرق القائمة على تحسين نمط الحياة.
نماذج مختلفة
وتابعت الدراسة 7201 مريض، في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، وجرت فيها مطابقة حالات 1223 مريضاً، يعانون السمنة والسكري من النوع الثاني، والذين خضعوا لجراحات فقدان الوزن (المعروفة طبياً باسم جراحات التمثيل الغذائي)، مع حالات 5978 مريضاً تلقوا الرعاية الطبية المعتادة.
وكان نحو 80% من المرضى يعانون ارتفاع ضغط الدم، و74% يعانون اضطراب دهون الدم (ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول)، في حين كان 31% منهم يتناولون الأنسولين لعلاج السكري.
وجرت دراسة آثار فقدان الوزن باستخدام نماذج إحصائية مختلفة، لتوضيح الحدّ الأدنى من فقدان الوزن اللازم لتقليل مخاطر الوفاة والانعكاسات القلبية الوعائية السلبية، مثل: إصابات الشريان التاجي، والإصابات الدماغية الوعائية، والسكتة القلبية، والفشل الكلوي، والرجفان الأذيني.
انخفاض مخاطر
قال مدير معهد أمراض السمنة والاستقلاب في كليفلاند كلينك، ورئيس فريق إعداد الدراسة، الدكتور علي أمينيان: «يبدو أن خطر حدوث الوفاة قد انخفض بعد فقدان الوزن بنسبة 5%، فيما انخفض خطر حدوث مضاعفات كبيرة في القلب بعد فقدان الوزن بنسبة 10%، نتيجة خضوع المرضى لجراحة إنقاص الوزن. أما في مجموعة المرضى، الذين تلقوا علاجاً غير جراحي، فقد انخفض خطر الوفاة والمضاعفات الكبيرة في القلب والأوعية الدموية بعد فقدان ما يقرب من 20% من وزن الجسم».
من جانبه، قال كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد أمراض القلب والأوعية الدموية والصدر في كليفلاند كلينك، وكبير مؤلفي الدراسة، الدكتور ستيفن نيسن، إن إنقاص وزن أقلّ بالجراحة يحقق منافع أكبر لصحة القلب، مقارنة بفقدان وزن أكبر عبر تغيير نمط الحياة، موضحاً: «تشير النتائج إلى وجود منافع مهمة لجراحة السمنة، بغضّ النظر عن مقدار فقدان الوزن المتحقق».
وأظهرت الدراسة الآثار المفيدة لجراحات السمنة، أو التمثيل الغذائي، في التحكّم بنسبة الغلوكوز في الدم. وأبرزت دراسات إضافية وجود منافع صحية، بخلاف فقدان الوزن بعد هذه الجراحات. وتُعد هذه الدراسة البحثية تحليلاً ثانوياً لدراسة كبيرة، أظهرت أن جراحة إنقاص الوزن مرتبطة بخفض خطر الوفاة، ومضاعفات القلب بنسبة 40%، لدى مرضى السمنة والسكري من النوع الثاني.
التغيرات الفسيولوجية
يواصل الباحثون دراسة التغيرات الفسيولوجية في القناة المعدية المعوية المعدلة جراحياً، وتأثيرها في إفراز الهرمونات والميكروبيوم البشري. وثمّة حاجة إلى مزيد من البحث لتعميق فهم الآليات الكامنة وراء المنافع الصحية لجراحة التمثيل الغذائي، لدى المرضى الذين يعانون السمنة، والسكري من النوع الثاني.
ستيفن نيسن:
«تشير النتائج إلى وجود منافع مهمة لجراحة السمنة، بغضّ النظر عن مقدار فقدان الوزن المتحقق».
7201
مريض في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، تابعتهم الدراسة.
فقدان الوزن الناتج عن الجراحة مرتبط بتحسن صحة القلب، والأوعية الدموية.
جراحات السمنة تسهم في تحقيق منافع صحية مستقلة، عن التي يحققها فقدان الوزن.