أردنية تروي رحلتها مع سرطان الثدي من الأعراض الأولى حتى الشفاء
بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي (أكتوبر الودري)، شددت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) على أهمية مراقبة الثدي، والفحص الدوري، خاصة للنساء ممن يبلغن سن الـ40 فما فوق، وضرورة إجراء الاختبارات المتكررة، لأن الفحص قد ينقذ حياة، إذ يساعد في اكتشاف سرطان الثدي مبكراً، والبدء في رحلة العلاج.
وسلطت «صحة» الضوء على قصة إحدى الناجيات، ومكافحتها مع سرطان الثدي، منذ الأعراض الأولى التي شعرت بها، وحتى لحظات التعافي التام.
بدأت رحلة الأردنية ميساء أبو لبن (أم لثلاثة أطفال) مع سرطان الثدي بعد ولادة آخر أبنائها بستة أشهر، إذ كانت تقضي إجازتها في بلدها، وشعرت ببعض التغيرات في جسمها لكنها لم تعر الأمر بالاً، واعتقدت أن الأمر لن يعدو أن يكون بعض المتاعب بسبب تغيّر الجو، والسفر، وبعض أمور ما بعد الولادة، لكن المتاعب استمرت بعد عودتها إلى الإمارات من إجازتها، ما دعاها لمراقبة وضعها الصحي عن كثب والتدقق في كل الأمور حتى لاحظت وجود لون أحمر مع الحليب خلال رضاعة طفلها، فسارعت لمراجعة طبيبتها معتقدة أن الأمر ربما يكون بعض الالتهابات التي تحتاج للعلاج.
وأضافت ميساء أبو لبن أنها راجعت العديد من الأطباء والأخصائيين في مستشفيات وعيادات متخصصة في أماكن عدة، وأجرت العديد من الصور والتحاليل، وكان الجميع يبلغونها بأن النتائج سليمة، وأنه لا يوجد ما يدعو للقلق، إلا أنها لم تقتنع بما كان يقال لها، إلى أن طلب منها زوجها الذي يعمل في القطاع الصحي اصطحابها إلى مدينة العين حيث حجز لها موعداً في مركز العناية بصحة الثدي في مستشفى توام.
وأوضحت أن الأخصائيين في مركز العناية بصحة الثدي في مستشفى توام أجروا لها الفحص السريري والصور والتحاليل اللازمة وبعد إجراء الفحص قدموا لها شرحاً عن الثدي وجراحته وحاولوا بكل هدوء أن يوصلوا لها المعلومة بأن لديها ورماً في الثدي، وأنه سيتم التعامل مع الأمر إلى أن يتم الشفاء منه.
وقالت ميساء: «كان لخبر إصابتي بسرطان الثدي وقع الصاعقة عليَّ البداية، إذ بدأت أفكر بأطفالي ومصيرهم، ووالديَّ وكيف سيتلقون مثل هذا النبأ، وبعد فترة من الوقت بدأت أتمالك نفسي، واللجوء إلى الله، بالإضافة لوجود زوجه إلى جانبي وتطمينه لي جعلني أبدد مشاعر الخوف والقلق التي اعترتني، إلى جانب تعامل الأخصائيين في مركز الثدي معي وتوضيحهم للأمور بشكل مفصل، ما هدأ من روعي».
وتتذكر أنها بدأت تتناقش مع الأخصائيين في المركز حول الخطوات المستقبلية وكيف ستسير الأمور، إذ أوضحوا لها تفاصيل العملية الجراحية وموعدها. وأكدوا أهمية إجراء الجراحة للثديين وليس لثدي واحد، لأن ذلك سيكون أفضل للمستقبل، وأضمن ألا يعود الورم ثانية، خاصة أن اكتشاف الورم أخذ وقتاً طويلاً، إذ إنه في مكان من الصعب اكتشافه، ولولا إصرارها وحرصها على معرفة وضعها الصحي ومراجعة العديد من الأطباء لما اكتشف المرض ولانتشر بشكل كبير.
ونوهت بالدعم الاجتماعي والنفسي الذي تلقته من زوجها وأهلها، والذي كان له أبلغ الأثر في تقبّلها لخبر إصابتها بورم في الثدي، وكيف واجهت الأمر بعزيمة وإصرار وكيف وقف أهلها إلى جانبها، وكيف شجعها زوجها حتى تجاوزت كل المصاعب وشفيت وعادت إلى حياتها الطبيعية.
وأكدت أن الكشف المبكر لمرض السرطان هو أساس العلاج، ونصحت النساء بأن يقمن بالفحص الدوري ولا يترددن. وتابعت «حالياً أنا أعيش حياتي بشكل طبيعي، ولا أعاني من أي أعراض والحمد لله، وأقوم بمراجعة العيادة شهرياً للاطمئنان فقط».