أطلقتا قبل 13 عاماً علامة أزياء برؤية فنية متفردة
حصة وفاطمة الجوكر.. رحلة في الفن وتفاصيل الأنوثة الساحرة
لا يبدو دخول الشقيقتين حصة وفاطمة الجوكر إلى عالم الموضة وتصميم الأزياء العصرية محض مصادفة بالمرة، فهو متجذر في حياتهما منذ الصغر، باعتبار شغفهما القديم بكل أشكال الفنون، وانحدارهما من حضن أسرة مبدعة تقدره وتستوعب مفاهيمه، ما دفعهما مبكراً إلى الانخراط في مسيرة تحقيق الأحلام، وسط دعم وتشجيع الأصدقاء والعائلة والوسط المحيط بهما، الذي كان بمثابة الحاضنة الحقيقية للمبدعتين في بداية المشوار قبل نحو 13 عاماً، مروراً بدراستهما الجامعية، وتخصصهما في مجال «تصميم الغرافيك» في جامعة زايد، وانضوائهما تحت راية مؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وصولاً إلى إطلاق علامتهما التجارية «بيرلا»، التي تحتفل اليوم بسنتها الـ13، لتقدم رؤية استثنائية ومتفردة، تمزج بين روح الفن وتفاصيل الأنوثة الساحرة.
بصمات فنية
وتحدثت حصة وشقيقتها فاطمة لـ«الإمارات اليوم» عن فلسفة «بيرلا» في تقديم الأزياء الحديثة برؤية فنية متفردة، تخرج عن أطر التصاميم الاعتيادية المألوفة. وأوضحتا «لعل أبرز ما يميز أعمالنا وخطوط أزيائنا التي تصدر بشكل موسمي، ارتباطها الوثيق في كل مرة بقصة ملهمة، نعمل باستمرار على تنفيذها وتطبيقها بطرق يدوية من خلال فن الرسم، قبل الانتقال إلى المرحلة التقنية، التي يتم فيها استخدام تقنيات (الغرافيك) على اللوحات الإلكترونية والـ(آي باد)، كما حصل في مجموعتنا الأخيرة التي تعاونّا فيها بشكل مباشر مع شركة (أبل) العالمية»، وأضافتا «ونحن نستخدم التكنولوجيا في خدمة الفن، لا ننسى دوماً منابت السحر في الطبيعة التي نعتبرها مصدر إلهامنا الأول، وينبوع الصور والأفكار والمعاني الذي لا ينضب، والذي نترجمه في كل تشكيلة جديدة نطرحها في علامتنا، عبر سمفونية متناغمة من الألوان والخامات والرسومات المتناسقة التي نقوم بابتكارها بشكل متفرد يتناسب مع ذائقة كل امرأة على حدة، فيما يحل البحر الذي يخفي في أعماقه الكثير من الأسرار والسحر الفاتن على رأس قائمة إلهام العلامة ومصدر كينونتها».
تحديات ونجاح
تعترف حصة وفاطمة بأن مشوار الانطلاقة الأولى للعلامة لم يكن مفروشاً بالورود، في ظل الإمكانات البسيطة التي أتيحت لهما في البداية، واعتمادهما في انطلاقة المشروع فقط على وسائل التواصل الاجتماعي، للترويج لتصاميمهما في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، قبل أن تتاح لهما الفرصة للعمل من «حي دبي للتصميم» في عام 2015، وتأسيس موقع العلامة الإلكتروني الخاص قبل نحو أربعة أعوام، لتتغلبا على الكثير من الصعاب والعراقيل الأولى بالصبر والاجتهاد والثقة بالنفس، وتمسكهما بحلم توسيع نطاق العلامة ونشرها، ليس فقط محلياً وخليجياً، وإنما عربياً وعالمياً. وأوضحتا «خلافاً لهدفنا بتقديم أزياء تناسب المرأة العصرية، نبحث دوماً في (بيرلا) عن قطع مميزة ومختلفة، تناسب روح كل أنثى، وتتماهى مع شخصيتها».
خط الإبداع
وأكدت حصة الجوكر على خط علامتهما المميز، الذي يبتعد عن خط العباءة المحلية «التقليدية»، وينسجم مع تصاميم الفساتين والقفاطين والملابس اليومية، التي عملت مع شقيقتها على تطوير خطوطها وتصاميمها لتناسب متطلبات الأناقة الأنثوية المعاصرة ومستلزمات الراحة والخفة التي توفرها لها نوعية الأقمشة والخامات المعتمدة، وبينت حصة «يختلف الأمر من مجموعة إلى أخرى، ففي فساتين السهرة يتم الاعتماد على خامات (الساتان) أو أو غيرها من الخامات الفاخرة المزينة بالرسومات الطبيعية، أما في الملابس اليومية فقد أدخلنا القطن الياباني المعروف بخفته ومميزاته الملائمة لأجواء منطقة الخليج العربي، إضافة إلى إدخال (النايلون) والعديد من الخامات الأخرى المتنوعة».
رؤى جمالية
وحول تشكيلة الألوان المستخدمة، كشفت المصممة حصة عن اعتمادها وشقيقتها على ألوان «الباستيل» الدافئة، والقصات الواسعة والفضفاضة، التي تستهدف راحة المرأة، وتتماشى مع خطوط الحداثة، قائلة: «تحتفي الألوان الهادئة بأنوثة المرأة وسحرها الأخاذ، وتبرز عمق شخصيتها وتفردها، لذا ننزع في تشكيلاتنا إلى الألوان الهادئة التي تنطق بجمالية ورونق الأنثى»، مضيفة «كما نسعى في علامتنا دائماً إلى التأكيد على أن الفن ليس مجرد قطع ثمينة قابعة في فضاءات المعارض والبيوت، بل حياة نابضة بالبهجة، تنطق بها الأزياء النسائية باستمرار».
وحول تقييمها لواقع الأزياء بشكل عام لعام 2020، في ظل انتشار جائحة كورونا المستجد، وتأثيراتها على خط العلامة الإماراتية، قالت حصة «على عكس ما هو متوقع، كانت السنة الحالية مكللة بالنجاح والتميز، في ظل التغير الذي طرأ على توجهات مشروعنا وطرحنا لمجموعات أزياء جديدة، إضافة إلى تركيزنا المتزايد اليوم على مفهوم التسويق الإلكتروني، الذي تطور بشكل ملحوظ أخيراً».
مشاركات وتميز
تحدثت مصممة الأزياء، حصة الجوكر، عن مشاركتها وشقيقتها فاطمة في أسبوع الموضة العربي في عام 2018، واصفة هذه التجربة بالمتميزة باعتبارها شجعتهما على إقامة معرض خاص في العاصمة البريطانية لندن، الذي لفتتا به الأنظار، ونالتا أصداء إيجابية واسعة، في الوقت الذي كشفت فيه المصممتان عن تصديهما خلال العامين 2018/ 2019، لتجربة تصميم أزياء وملابس عروض «لابيرل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news