القنادس تهدد غابات باتاغونيا التي صمدت في وجه الحطّابين
في تييرا ديل فويغو بجنوب تشيلي، لا تتعرض غابات متنزه كاروكينكا للتهديد المباشر من الإنسان، بل من شره القنادس الأميركية الشمالية، التي أُحضرت إلى المنطقة لأسباب اقتصادية في الأربعينات.
وبعد أكثر من 70 عاماً من وصول أول 10 أزواج بهدف تطوير قطاع صناعة الفراء، وإسكان الأراضي النائية في باتاغونيا بين الأرجنتين وتشيلي، أصبح عدد القنادس حالياً أكثر من 100 ألف.
وإذا استطاعت جذوع الأشجار القوية والطويلة النموذجية للنظام البيئي لغابات الأنديس وباتاغونيا، الصمود في وجه الحطابين، فإن القندس اليوم هو أكبر مفترس لها.
وكما هي الحال بموطنها الأصلي في كندا، تبني هذه القوارض بلا هوادة سدوداً على الأنهار والبحيرات لتأسيس جحورها، في مجموعة متشابكة من الخشب واللحاء والجذور.
وبالتالي، بهدف الحصول على المواد الخام والغذاء، يستخدم هذا الحيوان العاشب أسنانه المسنّنة لإسقاط الأشجار التي احتاجت إلى ما يصل إلى 100 عام حتى تصل إلى مرحلة النضج.
وقال الباحث بـ«وايلدلايف كونسرفيشن سوسايتي» في تشيلي المسؤول عن مراقبة الأنواع في متنزه كاروكينكا وتييرا ديل فويغو، كريستوبال أريدوندو: «القنادس، مثلنا نحن البشر، يطلق عليها (مهندسة النظام البيئي)، ما يعني أنه من أجل أن تعيش في بيئة، يجب عليها تعديلها لتكييفها مع الظروف التي تحتاج إليها للبقاء على قيد الحياة».
وفي منطقة باتاغونيا الشاسعة «أكثر من 90% من المجاري المائية في جزيرة تييرا ديل فويغو، على الجانب التشيلي، تسكنها القنادس التي لها تأثير مهم جداً في الأنظمة البيئية» وفق المسؤول.
تأثير في المناخ
وللأسف، لا تتجدد غابات باتاغونيا بالسرعة نفسها التي تتجدد بها غابات السهول الكبرى في شمال كندا.
وبمجرد أن ينقضّ القندس هذه الغابات، فإن الكربون «الذي التقطته الأشجار على مدار مئات السنين، يطلق في الغلاف الجوي عندما تموت».
وبالتالي، فإن الغابات «أحواض تُخزن كميات كبيرة من الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، مثل الميثان».
وخلال سبعة عقود من وجود القنادس في هذه المنطقة، بلغ الأثر الاجتماعي الاقتصادي لهذه القوارض 73 مليون دولار.
وصيد القنادس مسموح به، لكنه غير كافٍ لتنظيم أعدادها، ويركز الجدل بشكل أكبر على طرق الحد من انتشارها إذ يعد اتحاد الدفاع عن حقوق الحيوانات ببونتا أريناس في باتاغونيا أن المصائد المائية طريقة «وحشية».