صور ركّزت على شكل الحياة بعد جائحة «كورونا»
«حمدان الدولية للتصوير».. أعمال مخلصة لهموم الإنسانية
«الإنسانية» هو العنوان الذي وضع للدورة الـ10 من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، فأتت المشاركات والصور الفائزة مخلصة لهذا العنوان وشديدة التعبير عن جوانب إنسانية تلامس حياتنا اليومية. واللافت في الأعمال الفائزة في المراكز الأولى أنها جسدت المعاناة التي فرضتها جائحة «كورونا» من الناحية الإنسانية، فصورت أكثر اللحظات التي خيم عليها الوجع الإنساني سواء لجهة تعامل الأطباء مع الجائحة، أو ما فرضته من أشكال جديدة لحياتنا.
الفنان البرازيلي آري باسوس الذي فاز بالجائزة الكبرى وقيمتها 120 ألف دولار أميركي، قدم صورة تعبر عن الوجع الإنساني الذي رافق العاملين في خطوط الدفاع الأولى لمواجهة «كورونا»، وهم الأطباء، حيث كانوا أكثر احتكاكاً بالفيروس وبالتعامل مع الحالات المصابة. قدم البرازيلي صورة للدكتورة جوليانا بيرو، وذلك بعد ثماني ساعات من عملها المتواصل في غرفة الطوارئ لعلاج المصابين بفيروس كورونا. هذه الصورة تبرز الطبيبة وملامح التعب الشديد بادية على وجهها، فتختصر بملامحها هذه معاناة المرضى وحكاياتهم في مصارعة هذا الفيروس. كما تختصر الطبيبة معاناة الأطباء في مواجهة الفيروس الذي انتشر في كل أنحاء العالم، تاركاً آثاره على جوانب الحياة الاجتماعية والطبية والاقتصادية.
وفازت في محاور أخرى من الجائزة مجموعة من الصور التي تبرز أشكال العلاقات والحياة بعد جائحة «كورونا»، وكان من بينها صورة الفنان الدنماركي ماديس نيسن والذي حقق من خلالها الفوز بالمركز الأول في المحور الرئيس، حيث عرض من خلال الصورة حالة عناق بين امرأة مسنة وشاب صغير من خلال وجود العازل البلاستيكي بينهما، وهو سلوك يجسد الالتزام بإجراءات التباعد التي فرضتها جائحة «كورونا»، ويبرز التبدل في العلاقات البشرية، وكيف أصبحت بعد التباعد الاجتماعي. الصورة لا تبرز الحياة في ظل «كورونا» فحسب، وإنما تبرز أيضاً الحالة النفسية للبشر وما يمرون به، فهي تتعدى توثيق شكل الحياة لتتغلغل في أعماق مشاعر الناس.
أمّا المصور الإيطالي الذي حاز الجائزة الأولى في محور الأبيض والأسود، جوزيبي كوكييري، فقد اعتمد على الفراغ لتوثيق شكل الحياة البشرية في ظل التباعد بعد جائحة «كورونا». وقد عرض المصور في عمله الفني صورة للبحر، وفوقه غيمة كبيرة، مع وجود الكراسي التي تباعد بينها مسافات كبيرة تضمن حالة التباعد الاجتماعي. الصورة تنقل شكلاً من أشكال الحياة التي نعيشها وإنما بأسلوب فني مبهر، حيث تحتل فيها عناصر الصورة مساحات متقاربة، فنجد الغيمة تحتل نصف الصورة تماماً كما المساحة الخاصة بالكراسي الفارغة، ما يجعلها جديرة بمخاطبة الناس بما يمس هواجسهم ومخاوفهم.
في المحور العام الملون فاز المصور الفرنسي سمير الدومي بالجائزة الأولى، والتي تجسد مشهداً لمجموعة من الناس في قارب وسط البحر. الأمواج تعلو الناس وهم يرتدون المعاطف الشتوية، لتجسد نوعاً ووجهاً من وجوه المعاناة في حياة هؤلاء الذين يقاومون البرودة والعوامل المناخية. أما في محور «ملف مصور» ففاز المصور الفرنسي فلوريان ليدو بالمركز الأول، وقد عرض الملف مجموعة صور عن الحياة البحرية بأشكالها المتنوعة.
صور العمارة
فاز المصور الإندونيسي تشارلز ساسوينانتو بالمركز الأول في الفئة الخاصة بتصوير العمارة، ويقدم في الصورة مبنى تبدو جدرانه مثنية كما لو أنها قطعة من الورق. يحمل المبنى اللون الذهبي من الخارج، بينما داخله من الأسود والأبيض. تتميز الصورة بالألوان المميزة التي تحملها، والتي تقسم الصور إلى عمل فني يضاف الى جمالية الشكل في تصميم المبنى والزاوية التي التقط منها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news