كائنات «البلوب» تغادر الأرض بعد إقامة استمرت 500 مليون سنة
تستعدّ محطة الفضاء الدولية لاستقبال ضيف غريب من نوعه، هو كائن يسمّى اختصاراً «البلوب»، من الصعب تصنيفه في خانة معيّنة، سيسافر إلى الفضاء غداً، ليشكّل محور تجربة تعليمية يديرها الرائد الفرنسي، توما بيسكيه.
وفي الخريف، سيقوم مئات آلاف التلاميذ، من المدرسة الابتدائية إلى الثانوية، باستنساخ التجربة من الأرض على هذا الكائن الحيّ الغريب من نوعه، الذي ليس حيواناً ولا نباتاً ولا فطراً، تحت رعاية المركز الوطني للأبحاث الفضائية، بالتعاون مع المركز الوطني للأبحاث العلمية (سي إن آر إس).
ويتألف «فيزاروم بوليسيفالوم» من خليّة واحدة ونويات عدّة، وهو يشبه كتلة ليفية صفراء، ولا فم له أو قوائم أو دماغ، لكنه يأكل وينمو ويتنقل ببطء شديد، ويتمتّع بقدرات كبيرة على التعلّم.
وفي وسع الكائن أيضاً التكاثر بلا حدود والدخول في حالة سبات، من دون نفوق، متجفّفاً. وفي هذه الحالة بالتحديد المعروفة بـ«الأصلوبة» ستصل قطع عدّة منه إلى الفضاء، ضمن حمولة شحن موجّهة إلى المحطة الدولية.
وعندما يقوم بيسكيه بإعادة الرطوبة إليه في سبتمبر، ستعود الحياة إليه على مسافة 400 كيلومتر عن الأرض. وهذه القطع الأربع التي بالكاد يبلغ حجمها نصف سنتيمتر، ستوضع في علب من نوع بيتري حيث ستخضع لتجربتين، وسيتمّ في التجربة الأولى تحليل سلوك البوب المحروم من القوت، أما التجربة الثانية فتوفر لكائنات أكثر حظاً مصدر غذاء، قوامه رقائق شوفان.
نقاشات شائقة
وعلى الأرض، ستوزّع الآلاف من عيّنات البلوب المأخوذة من السلالة عينها «إل يو 352» التي سترسَل أجزاء منها إلى الفضاء، على 4500 مدرسة في فرنسا.
وتهافتت المؤسسات التعليمية لتلبية دعوة المشاركة في هذا المشروع، وقالت المسؤولة عن المشروعات التعليمية في المركز الفضائي، كريستين كوريشير: «خطّطنا في البداية للتعاون مع 2000 صفّ، لكن في ظلّ الكمّ الهائل من الترشيحات بذل المركزان مجهوداً مالياً إضافيا لتلبية الطلبات، البالغ عددها 4500».
وكشفت «أكثر من 350 ألف تلميذ سيتعاملون مع البلوب!».
ومن الغرائب الأخرى التي تتّسم بها هذه الكائنات «وجود أكثر من 720 نوعاً جنسياً، في حين أن معظم الكائنات تقوم على نوعين جنسيين»، بحسب الأخير.
ويعود وجود البلوب على الأرض إلى أكثر من 500 مليون سنة، أي قبل الحيوانات، وهو لطالما اعتُبر من الفطريات، قبل تجريده من هذا التصنيف في التسعينات، ليلتحق بالطلائعيات الأميبية.
• ليس حيواناً ولا نباتاً ولا فطراً، ولا فم له أو قوائم أو دماغ، لكنه يأكل وينمو ويتنقل ببطء، ويتمتّع بقدرات كبيرة على التعلّم.