دراسة تربط بين الفياغرا وعلاج ملايين مرضى الزهايمر في العالم
أخذ باحثون عقار «السيلدينافيل» المعروف تجارياً باسم فياغرا في اتجاه آخر غير الذي عرف عنه عالميا، مشيرين إلى أنهم عثرو فيه على أمل لمرضى الزهايمر حول العالم.
أشارت دراسات حديثة إلى أن هذا العقار يمكن أن يعالج الزهايمر، وقدمت دراسة جديدة أدلة متعددة تدعم فكرة أن الدواء قد يساعد في الوقاية من المرض وعلاجه. بحسب موقع «دوتشي فيلا الألماني»
وقالت مديرة الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة،الدكتورة سوزان كولهاس، لموقع "ميديكال نيوز البريطاني": «إن تطوير عقاقير للأمراض، مثل مرض الزهايمر، الذي يصيب الدماغ، عملية مكلفة ويمكن أن تستغرق سنوات عدة»، مضيفة أن «القدرة على إعادة توظيف عقار مرخص بالفعل لحالات صحية أخرى يمكن أن يساعد في تسريع عملية اكتشاف الدواء وإحداث علاجات للخرف قد تغير بشدة من طبيعة حياة المرضى بشكل سريع».
نُشرت الدراسة، التي قادها معهد الطب الجينومي في كليفلاند كلينيك في كليفلاند بولاية أوهايو، في دورية نيتشر آجنجترستد سورس Nature AgingTrusted Source.
والمعروف أن مرض الزهايمر، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعًا، يتسبب في موت خلايا المخ وفي فقدان الذاكرة التدريجي وتدهور الإدراك. ويتوقع العلماء أنه بحلول عام 2050، سيصاب 13.8 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها بمرض الزهايمر.
وفي الغالب يصف الأطباء السيلدينافيل للذكور، لذلك لم تتمكن الدراسة من تحديد أي فوائد محتملة للإناث فيما يتعلق بخطر الإصابة بمرض الزهايمر ومدى تأثير تناول الفياغرا عليهن.وقالت الدكتورة كولهاس: «لا توجد معلومات كافية يمكن من خلالها استخلاص استنتاجات دقيقة حول تأثير الفياغرا على الإناث، والتي تمثل غالبية حالات مرض الزهايمر في جميع أنحاء العالم».
ومن أهم السمات المميزة للإصابة بالمرض وجود بروتين يسمى بيتا أميلويد وكذا بروتين آخر يسمى تاو يوجد في صورة متشابكة. ومع ذلك، حتى الآن، لاقت التجارب السريرية للأدوية واللقاحات التي تستهدف البروتينين نتائج مخيبة للآمال.
وقام علماء بدراسة بتحليل نتائج 7.23 مليون شخص في الولايات المتحدة تم وصف الفياغرا كعلاج لبعضهم في حالات مختلفة، فاكتشفوا أن من وصف لهم عقار السيلدينافيل كان لديهم خطر أقل بنسبة 69٪ من الإصابة بمرض الزهايمر على مدى السنوات الست التالية.
ظلت العلاقة ذات دلالة إحصائية بعد حساب العوامل الأخرى التي تؤثر على خطر الإصابة بمرض الزهايمر، مثل الجنس والمجموعة العرقية والحالات الطبية الأخرى. وشملت هذه الحالات مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، ومرض الشريان التاجي، والضعف الإدراكي المتوسط.
أخيرًا، ولتأكيد أن السيلدينافيل يمكن أن يؤثر على الآلية الكامنة لمرض الزهايمر، اختبر الباحثون العقار في المختبر على الخلايا العصبية التي تم الحصول عليها من الأفراد المصابين بالمرض، فوجدوا أن السيلدينافيل عزز نمو نتوءات عصبية جديدة وقلل من تراكم بروتين «تاو» في الخلايا، وهو البروتين الذي يستخدم كمؤشر حيوي لقياس تقدم المرض في البشر وحيوانات التجارب على حد سواء، وهو ما قد يجعل من «الفياغرا» باب أمل لملايين المصابين بالزهايمر حول العالم.