مشهد خريفي مفاجئ في صيف باريس الحار

يضفي بساط الأوراق المتساقطة من الأشجار طابعاً خريفياً خادعاً على ممرات حديقة بوت شومون العامة في شرق باريس، وهي «الرئة الخضراء» للعاصمة الفرنسية، مع أن الزمن صيف والحرارة تبلغ 36 درجة مئوية.

فمنذ يوليو الفائت تشهد أشجار المدينة وسواها من المناطق الفرنسية خريفاً مبكراً، يخيّل للمرء أنه أطاح بصيفها، لكن موجات الحرّ المتكررة والجفاف الناتج منها هي في الواقع سبب هذا المشهد غير المألوف.

وبدت الأشجار الطائرة وأشجار الكستناء الأكثر استعجالاً للتخلص من أوراقها، قبل شهر من الموعد المعتاد لسقوطها.

إلا أن خبراء بلدية باريس يُطمئنون إلى أن هذه الظاهرة المذهلة الناجمة عن الجفاف لم تصل بعد إلى درجة الخطورة.

وتشرح بياتريس ريزو من قسم المساحات الخضراء أيضاً أن «هذه الأشجار ليست غبية على الإطلاق، وكل ما في الأمر أنها لجأت إلى ما يبقيها على قيد الحياة»، فتخلصت من خضرتها للحفاظ على مخزونها الاحتياطي.

وتؤكد ريزو أن هذه الأشجار التي جفت صيفاً «يمكن أن تعيد إنبات أوراقها» قبل الخريف، إذا توافرت الظروف الجوية المواتية.

لكنّ الخبيرة تبدي قلقها من أمراض أخرى قد تتأتى من درجات الحرارة العالية، منها مثلاً «حروق الشمس» التي تصيب لحاء الأشجار وتحفر جروحاً في خشبها تسهل نمو الطفيليات، ما يهدد الشجرة على المدى الطويل.

الأكثر مشاركة