من المتوقع أن يصبح مليار شخص بدناء بحلول عام 2030

البلاستيك ربما يكون أحد مسببات البدانة

الارتفاع الكبير في البدانة على مستوى العالم على مدار العقود الـ4 الماضية مازال بلا تفسير. أرشيفية

آفة البدانة العالمية تزداد سوءاً، خصوصاً بين الأطفال، إذ ارتفعت معدلات البدانة على مدار العقد الماضي، وبدأت تنتقل إلى الأعمار الأصغر سناً.

وتعد تداعيات البدانة خطيرة، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع ضغط الدم والسكري ومرض القلب ومشاكل صحية أخرى. وعلى الرغم من حجم المشكلة، مازال لا يوجد إجماع حول سببها، على الرغم من أن العلماء يعرفون الكثير من العوامل المساهمة في هذه المشكلة، بما في ذلك الجينات والتوتر والفيروسات والتغيرات في عادات النوم. وبالطبع، كان لشعبية الأطعمة المجهزة تجهيزاً كثيفاً، والمرتفعة في السكر والملح والدهون، دور، خصوصاً في الدول الغربية، حيث يستهلك الأشخاص قدراً من السعرات يومياً الآن أكثر مما كانت عليه الحال قبل 50 عاماً.

وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أنه مع ذلك، خلصت مراجعات علمية حديثة إلى أن معظم الارتفاع الكبير في البدانة على مستوى العالم على مدار العقود الأربعة الماضية مازال بلا تفسير.

وظهر رأي بين العلماء مفاده أن هناك عنصراً رئيساً تم تجاهله في مشكلة البدانة هو من المؤكد تقريباً بيئتنا، وخصوصاً، كثرة المواد الكيماوية داخلها، والتي حتى الجرعات الصغيرة للغاية منها، تعمل على اضطراب العمل الطبيعي للتمثيل الغذائي البشري، ما يؤدي لحدوث خلل في قدرة الجسم على تنظيم تناول الطعام واستهلاك الطاقة.

وبعض هذه المواد الكيماوية، التي تعرف باسم «محدثات السمنة» تزيد بصورة مباشرة من إنتاج أنواع خلايا معينة وأنسجة دهنية مرتبطة بالبدانة. وللأسف، تستخدم هذه المواد الكيميائية في الكثير من المنتجات الأساسية للغاية للحياة الحديثة، بما في ذلك العبوات البلاستيكية، والملابس، والأثاث، ومنتجات التجميل، والإضافات على الأطعمة، و مبيدات الأعشاب ومبيدات الآفات.

ومنذ 10 أعوام، كانت فكرة البدانة الناجمة عن المواد الكيماوية مجرد افتراضية هامشية، ولكن لم يعد الأمر كذلك.

وقال الخبير في مجال البدانة والكيماويات التي تعيق عمل الغدد الصماء بجامعة كاليفورنيا، بروس بليمبيرغ، إن «محدثات السمنة بالطبع تمثل عاملاً مشاركاً في البدانة»، مضيفاً «الصعوبة تكمن في تحديد أي جزء من البدانة مرتبط بالتعرض للمواد الكيماوية».

والأمر الأكثر أهمية، هو ما توصل إليه بحث حديث، من أن محدثات السمنة تضر الأفراد بطرق لا يمكن أن ترصدها اختبارات السمية الكيماوية التقليدية. وبوجه خاص، ربما لا تظهر تداعيات التعرض للكيماويات خلال حياة العضو الذي تعرض لهذه المواد، ولكن يمكن أن ينتقل عبر ما يطلق عليه آليات جينية لتنطلق حتى إلى أجيال عدة أبعد. ومثال على ذلك مادة ثلاثي بوتيل القصدير الكيماوية، التي تستخدم في الحفاظ على الخشب، وغيرها.

وفي دلالة على أن الكيماويات ربما تكون السبب وراء البدانة: خلصت دراسة إلى أن أزمة البدانة تؤثر أيضاً في القطط والكلاب والحيوانات الأخرى التي تعيش على مقربة من البشر.

لذلك من المحتمل أن نكون قد قمنا بملء بيئتنا المعيشية دون قصد بالكيماويات التي تؤثر على بعض من أهم صفات الكيمياء الحيوية الأساسية التي تتحكم في النمو البشري والتنمية. ومن المرجح أن تستمر آفة البدانة أو تزداد سوءاً، ما لم نستطيع أن نتوصل لسبل لإقصاء مثل هذه الكيماويات من البيئة.

من أسباب البدانة الجينات والتوتر والفيروسات والأطعمة المجهزة والتغيير في عادات النوم.

تويتر