وظيفة جديدة للذكاء الاصطناعي.. تساعد في علاج الإدمان
يعاني نحو ثلاثة ملايين أميركي من مشكلة اضطراب استخدام المواد الأفيونية، كما يفارق نحو 80 ألف أميركي الحياة، بسبب تناول جرعات زائدة من هذه المواد سنوياً. وتقوم الأدوية التي تحتوي على مركبات أفيونية، مثل: الهيروين والمورفين والأوكسيدون بتنشيط مستقبلات الأفيونيات في الجسم. ورغم أن هذه المركبات تخفف الألم وتبعث في النفس شعوراً بالسعادة، يمكن أن يعتادها الجسم إلى حد الإدمان، وقد تؤدي إلى إبطاء التنفس لدرجة قد تؤدي إلى الوفاة في حالات تناول الجرعات الزائدة منها.
وتقول الباحثة ليزلي سالاس إسترادا، من كلية طب جامعة إيشان في ماونت سايناي في الولايات المتحدة: «بعد تناول كميات كبيرة من الأفيونيات، يعتاد الجسم هذه المواد، ويصبح المخ أكثر احتياجاً لكميات إضافية منها، ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن إبطال نشاط مستقبلات الأفيونيات في المخ يقلل الحاجة إلى استخدام هذه المواد أثناء فترة الأعراض الانسحابية».
وتوصلت الأبحاث العلمية إلى أن إبطال عمل مستقبلات الأفيونيات داخل الجسم قد يؤدي إلى علاج إدمان هذه المركبات. غير أن ابتكار الأدوية التي توقف عمل هذه المستقبلات قد يكون عملية طويلة ومكلفة. وترى إسترادا أنه «من الممكن استخدام أنظمة حوسبية لجعل هذه العملية أكثر فاعلية، لأن فحص مليارات المركبات الكيميائية للتوصل إلى الأدوية اللازمة لعلاج الإدمان يستغرق شهوراً بالطرق التقليدية».
وأضافت إسترادا أنه من «مزايا الذكاء الاصطناعي أنه يعالج كمية ضخمة من البيانات ويستخلص منها النتائج، ونعتقد أنه من الممكن أن يساعدنا في تحليل قواعد بيانات ضخمة خاصة بالمركبات الكيميائية، لاستنباط النتائج التي تساعد في ابتكار أدوية جديدة لعلاج الإدمان».
وقام الفريق البحثي بتغذية منظومة الذكاء الاصطناعي بمعلومات تتعلق بمستقبلات المواد الأفيونية في المخ وتركيبات أشهر الأدوية التي تستخدم لعلاج الإدمان بغرض ابتكار مركبات كيميائية جديدة يمكنها إبطال عمل المستقبلات بواسطة معادلات خوارزمية متطورة.
ونجحت المنظومة بالفعل في التوصل إلى مركبات عدة ذات خواص واعدة لإبطال عمل مستقبلات الأفيونيات، ومن المقرر في نهاية المطاف البدء في تجربتها على حيوانات التجارب للتأكد من فاعليتها وسلامتها.
80
ألف أميركي يفارقون الحياة سنوياً، بسبب تناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية.