باحثون إيطاليون: الدعاية تركز على المزايا وتتجاهل اعتبارات أخرى
بدائل الحليب الطبيعي.. المقارنة من الأساس غير صحيحة
شهدت الآونة الأخيرة طلباً متزايداً على بدائل الحليب الطبيعي، مثل مستخلصات فول الصويا والشوفان والأرز وغيرها، حسب فريق بحثي في جامعة «بادوا» الإيطالية.
فهل تعد هذه المنتجات فعلاً بدائل للحليب الطبيعي؟
وأشارت دراسات حديثة أجراها الفريق البحثي الإيطالي إلى انخفاض جودة هذه البدائل، وأن الدعايات لها تركز على إجمالي محتوى البروتين والأحماض الأمينية، ومحتوى الدهون أو الأحماض الدهنية المختلفة، والمعادن الموجودة، متجاهلة اعتبارات أخرى.
ويعد حليب البقر مصدراً مهماً للبروتينات - مثل الكازين والألبومين والجلوبيولين - التي تزود الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية. وإضافة إلى ذلك، يحتوي الحليب الطبيعي على كربوهيدرات سريعة ومغذيات كبيرة وصغيرة وأحماض دهنية مشبعة وفيتامينات «B»، بما في ذلك فيتامين B12 الموجود فقط في المنتجات الحيوانية.
ويحتوي حليب الصويا على بروتين الصويا، وهو أيضاً مادة بناء للخلايا، ولكنه يختلف عن حليب البقر في محتوى الأحماض الأمينية والليسيثين.
وبالنسبة لحليب جوز الهند، فإنه غني بالمغنيسيوم والحديد والسيلينيوم وفيتامين C والبوتاسيوم، إضافة إلى البروتينات والدهون النباتية الصحية المشبعة، وأحماض اللوريك والأوليك والميريستيك والبالمتيك.
ويحتوي حليب اللوز على نسبة عالية من الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، وكذلك فيتامينات E وD. أما حليب الشوفان فلا يحتوي على أي بروتينات تقريباً، ولكنه يحتوي على الكربوهيدرات والألياف.
وبالتالي فإن كلا النوعين من الحليب يشتمل على مواد مفيدة مختلفة، لكن حليب البقر يحتوي على فيتامين B12، وهو أمر حيوي للوقاية من فقر الدم.
والحقيقة أنه يجب أن تؤخذ أمور أخرى في الاعتبار، مثل قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الأحماض الأمينية، والعناصر الغذائية الأخرى، ومن ثم الاستفادة منها.
ويعتقد علماء أن المقارنة من الأساس غير صحيحة، فالاعتبار يكون هنا للتكامل وليس للتبادل، بمعنى أن حليب البقر ليس بديلاً للمشتقات النباتية، ويمكن للمرء الاستفادة منهما معاً، وفي الوقت نفسه الابتعاد عن أي منهما إذا تسبب في إثارة الحساسية أو ما شابهها.
ويوجد في حليب البقر مثلاً مزيج من الأحماض الدهنية طويلة السلسلة ومتوسطة السلسلة. وبالمقارنة بالمنتجات النباتية، فإن نسبة أكبر بكثير من محتوى الدهون تتكوّن مما يسمى الأحماض الدهنية المشبعة التي تعد غير صحية إلى حد ما، مقارنة بالأحماض الدهنية غير المشبعة.
مشتقات الشوفان
توفر البدائل النباتية، باستثناء حليب جوز الهند، مزايا واضحة، لذلك فإنها تعد مناسبة تماماً كمصدر للدهون الصحية. ويحتوي حليب الشوفان أيضاً على كثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة والمتعددة. ومن المعروف أن مشتقات الشوفان يمكن أن تخفض الدهون الثلاثية والكولسترول الضار (LDL) بسبب وفرة الألياف القابلة للذوبان ومضادات الأكسدة.
• كلا النوعين من الحليب يشتمل على مواد مفيدة مختلفة، لكن حليب البقر يحتوي على فيتامين B12، وهو أمر حيوي للوقاية من فقر الدم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news