تغيير نمط الحياة.. وصفة الحماية من السكري
أكدت أخصائية الغدد الصماء في كليفلاند كلينك، الدكتورة إم. سيسيليا لانسانج، أن الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية، ولكن يجب تشخيص المرض والتعامل معه قبل تسبب تقلبات الغلوكوز في إحداث أضرار بالأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة.
وأضافت لانسانج، أن السكري يعد حالة مرضية سِمتها الأساسية ارتفاع غلوكوز الدم،وتُصنّف في أنواع عدة. وفي حالة السكري من النوع الثاني، لا يستجيب الجسم بشكل طبيعي للأنسولين، أو قد يطور مقاومته، وهي الحالة التي تجعل الجسم يبدو وكأنه لا ينتج القدر الكافي من الأنسولين.
وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للسكري إلى أن واحداً من بين 10 راشدين حول العالم مصاب بالسكري، و90% من هؤلاء مصاب بالنوع الثاني، ونحو نصفهم لم تشخص إصابتهم بعد.
عواقب وخيمة
وقالت الدكتورة لانسانج «يمكن للسكري أن يتسبب بالضرر في الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات حادة ومزمنة.
وقد تشمل المضاعفات الحادة مستويات منخفضة جداً أو مرتفعة جداً من سكر الدم، في حين أن المضاعفات المزمنة قد تشمل أضراراً في الأعصاب والقلب والعيون والأمعاء، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة، مثل بتر الأطراف، أو الحاجة إلى زرع كلى، أو التسبب في العمى».
وأشارت إلى أن الأعراض الشائعة للسكري تشمل زيادة الحاجة إلى التبول، والعطش، وغير ذلك «إذ يقوم الجسم بطرح السكر الزائد عن طريق البول، ما يزيد من الحاجة للتبول المتكرر، ما قد يؤدي إلى الجفاف. كما يمكن أن يتسبب طرح الجسم للسكر الزائد في تقليل كم السعرات الحرارية التي يمتصها الجسم، وبالتالي فقدان الوزن، إلا أن هذه الأعراض غالباً ما توجد في الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، أما مرضى النوع الثاني من المرض فغالباً ما يميلون إلى الوزن الزائد والسمنة».
تقلبات الغلوكوز
وأوضحت الدكتورة لانسانج أن تقلبات الغلوكوز قد تؤدي إلى التعب والإرهاق، وضبابية الرؤية، والشعور بالوخز في القدمين، كما قد يلاحظ المصابون بطء التئام الجروح لديهم. وحذرت من أن مستويات سكر الدم قد ترتفع تدريجياً، ويبدأ الجسم بالتكيف مع مستويات السكر المرتفعة، ما قد يجعلهم لا يشعرون بأي تغييرات في حياتهم.
وتابعت الأخصائية «في حقيقة الأمر قد لا يشكو المصابون أي أعراض إلى حين حدوث الضرر، ولذلك من المهم أن يجري الأفراد فحوص السكري بانتظام».
ولفتت إلى أن توصيات إجراء الفحوص تختلف من هيئة صحية لأخرى، كما أن بعض الأفراد قد يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالسكري من النوع الثاني، ولذلك يجب على الأفراد التحدث إلى مزود الرعاية الصحية حول وتيرة إجرائهم للفحوص. ويجب على الأفراد من سن 35 عاماً فما فوق إجراء فحص أساسي. وفي حال كانت النتائج طبيعية، يجب عليهم إجراء الفحوص كل ثلاثة أعوام لاحقة.
وتابعت الدكتورة لانسانج «يجب على الأفراد، الذين تُظهر الفحوص ارتفاع مستويات السكر في الدم لديهم، إجراء الفحوص بوتيرة أكبر، إذ إنهم قد يكونون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، التي تشمل الأفراد من ذوي الوزن الزائد، أو الذين يعانون السمنة، والمصابين بارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الكوليسترول النافع (HDL)، والأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، والنساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات، أو اللاتي تم تشخيصهن بسكري الحمل».
الخبر الجيد
ونوهت بأن الخبر الجيد هو أن التغييرات في أسلوب الحياة قد تساعد في الوقاية من السكري من النوع الثاني، وفي بعض الحالات تأخير تطور المرض أو عكس تطوره، وهذه التغييرات تشمل المحافظة على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، يشتمل على الخضراوات والبروتينات والدهون الجيدة والكربوهيدرات، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
وأوضحت الدكتورة لانسانج أنه «يمكن لتقليل الوزن بصورة خاصة أن يحدث أثراً إيجابياً على مقاومة الأنسولين، حتى خفض الوزن بنسبة قليلة تراوح بين 5 و10% يمكن أن يسهم في تقليل مستويات الغلوكوز».
خيارات علاجية
وأوضحت أخصائية الغدد الصماء أنه يوجد، إضافة إلى الميتفورمين، مجموعة واسعة من الخيارات العلاجية للسكري، التي أصبحت متاحة للمرضى، إذ يمكن لبعضها معالجة الأمراض المصاحبة للسكري.
واستطردت «يجب على الذين تم تشخيصهم بالسكري التحدث إلى الأطباء حول أساليب العلاج الجديدة وأي خيار أو مجموعة خيارات مناسبة لحالتهم. ويتم تخطيط البرنامج العلاجي بحسب حالة كل مريض، وما هي الأمراض المصاحبة مثل مشكلات الوزن، أو أمراض الشريان التاجي، أو فشل القلب، أو أمراض الكلى المزمنة، إضافة إلى ذلك، قد ينطوي البرنامج على تجربة بعض العلاجات حتى الوصول إلى العلاج المناسب، إذ قد تتطلب حالة المريض خفض جرعات الأدوية لتجنب حوادث السقوط لدى كبار السن، أو تجنب المضاعفات الخطرة والحادة، مثل هبوط سكر الدم بشكل كبير».
• 1 من بين 10 راشدين حول العالم مصاب بالسكري، 90% منهم مصابون بالنوع الثاني، ونحو نصفهم لم تشخص إصابتهم بعد.
الدكتورة لانسانج:
قد لا يشكو المصابون أي أعراض إلى حين حدوث الضرر، لذا من المهم إجراء فحوص السكري بانتظام.
فرصة للتذكير
قالت أخصائية الغدد الصماء في كليفلاند كلينك، الدكتورة إم. سيسيليا لانسانج أن«أي حديث عن السكري يشكل فرصة مثالية لتذكير الأفراد بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة، مثل الفحوص، وتبني خيارات أسلوب حياة صحية، واستطلاع خيارات العلاج المتاحة، وذلك حتى يتمكنوا من وقاية أنفسهم من هذا المرض واسع الانتشار، أو تأخير أو عكس تطوره، أو التعامل معه، وتجنب المضاعفات الخطرة له».