دراسة جديدة تكشف العلاقة بين معجون الأسنان وهشاشة العظام

كشفت دراسة جديدة أن حقن مركّب موجود في معاجين الأسنان يمكن أن يعالج كسور العظام الناجمة عن هشاشة العظام، وهي حالة تجعل العظام عرضة للكسر.

ويشير الباحثون من السويد إلى أن معدن الهيدروكسيباتيت الذي يستخدم في بعض معاجين الأسنان لمنع تسوس الأسنان، يمكن أن يساعد في تحفيز نمو العظام الجديد. والمرضى الذين يعانون من هشاشة العظام الذين تم حقنهم في موضع الكسر لديهم كثافة عظام أعلى وخطر أقل للحاجة إلى مزيد من الجراحة.

وعلى طوال الحياة، تقوم الخلايا التي تسمى الخلايا المحطة للعظام أو هادمة العظم (Osteoclasts) بتكسير العظام القديمة بينما يتكون العظم الجديد بواسطة خلايا تسمى الخلايا البانية للعظم (Osteoblasts).

ويكون نشاط هذه الخلايا ثابتا بشكل عام، ولكن بعد سن 50 عاما أو نحو ذلك، يكون عدد الخلايا المحطة للعظام أقل تدريجيا من الخلايا البانية للعظم.

وتتطور هشاشة العظام عندما يميل التوازن كثيرا لصالح الخلايا المحطمة للعظم. وغالبا ما لا يتم اكتشاف الحالة حتى يحدث الكسر.

وهناك أدوية لعلاج هذه الحالة، مثل البايفوسفونيت التي تقلل من خطر الكسور ولكنها لا تعكس فقدان العظام.

وغالبا ما يخضع المرضى إلى الجراحة التقليدية باستخدام البراغي والألواح المعدنية لإصلاح هذه الكسور، لكن ضعف العظام يمكن أن يجعل هذا الأمر صعبا. وغالبا ما تكون هناك حاجة لعملية جراحية متكررة حيث يكون العظم غير قادر على تثبيت المسامير.

ولذلك، بالإضافة إلى هذه الإجراءات التقليدية يمكن الآن تلقي حقنة الأدوية الأحدث المعروفة باسم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، لتقوية العظام.

واستخدم الأطباء في جامعة لوند في السويد شكلا اصطناعيا من هيدروكسيباتيت لتعزيز قوة العظام أثناء الجراحة.

والهيدروكسيباتيت هو معدن طبيعي موجود في العظام والأسنان البشرية، والذي يوفر القوة للعظام ويساعد على التجدد. ويتم إضافته أيضا إلى بعض معاجين الأسنان، حيث يُعتقد أنه يساعد على إعادة تمعدن مينا الأسنان ومنع التسوس.

وفي الدراسة الجديدة، تم حقن الهيدروكسيباتيت في العظم المحيط بالكسر بعد أن تم إصلاحه بالمسامير والصفائح. وتم ترسيخ الهيدروكسيباتيت في دقائق لتعزيز عملية الإصلاح.

وبعد مرور سبعة إلى 14 يوما، تلقى المرضى حقنا وريدية لحمض البايفوسفونيت، وهو دواء يستخدم في شكل أقراص لإبطاء معدل تحلل العظام.

وذكرت مجلة Acta Biomaterialia أن مزيج البايفوسفونيت والهيدروكسيباتيت أدى إلى نمو خلايا عظمية جديدة لتعزيز عملية الإصلاح.

وبعد شهرين، وجد الباحثون أن المنطقة المعالجة تحولت إلى عظم حول المسامير، وبعد ستة أشهر زادت كثافة العظام بنسبة تصل إلى 17%. زاد الثبات حول البراغي والألواح بمقدار أربعة أضعاف، ما يعني أن المرضى لن يحتاجوا إلى تكرار الجراحة.

وقال مايك ماكنيكولاس، استشاري الصدمات وجراحة العظام في مستشفيات جامعة ليفربول، إن النتائج "مهمة للغاية وستحدث فرقا حقيقيا بالنسبة لأولئك الذين يعانون من سوء الحظ بما يكفي للإصابة بكسر الهشاشة".

 

تويتر