كيف تستخدم سوريتان الحمص لمساعدة المهاجرين؟.. المشروع يحظى بشهرة واسعة في روما

دشنت سوريتان مشروعاً لتقديم الدعم للمهاجرين والضعفاء في روما عن طريق بيع الأطعمة السورية التي اشتهر بها وطنهما الذي مزقته الحرب الأهلية.

وتأسس مشروع «حمص تاون» عام 2018 في الأصل كـ«كخدمة لتوفير الطعام لأهداف إنسانية» تتضمن جمع أموال من أجل عائلات وأصدقاء السيدتين في سوريا.

لكن المشروع نما منذ ذلك الحين، وأصبح شركة صغيرة ناجحة تحولت من مجرد إرسال تحويلات مالية إلى مساعدة المهاجرين الجدد على الاندماج في إيطاليا، واكتسب المشروع شهرة واسعة النطاق في روما.

ومع استمرار الحرب السورية في الاشتعال، أرادت شذى صقر - الموظفة بالأمم المتحدة والتي تعيش في روما منذ فترة طويلة - وجومانا فرحو، التي كانت تعمل طاهية لديها - إيجاد طريقة لمساعدة السوريين الذين يعيشون في الوطن.

وتقوم جومانا (48 عاماً) بطهي الطعام، بينما تعمل شذى (49 عاماً) على التواصل مع العملاء.

وتروي جومانا «قلت لشذى، دعينا نبدأ في دعوة الناس لتناول العشاء، وأياً كان ما نعده من الطعام، فسوف نرسل العائد المادي إلى سوريا. لقد أصبح منزلي أشبه بالمطعم، مطعم منزلي. لكن الأمر ممتع، ونشعر بأننا نفعل شيئاً مفيداً».

المؤسسة غير الربحية، التي بدأت برأسمال 45 ألف يورو (48670 دولاراً) جمعت من خلال تمويل جماعي، توظف الآن 13 موظفاً بدوام كامل، و10 بدوام جزئي، داخل مطبخ صغير بالقرب من محطة قطار روما، وهناك خطط لفتح مطعم كبير.

وتنظم الشركة الآن أيضاً دروساً في الطهي، وفعاليات ثقافية، وتوزع مشروبات صيفية، بالإضافة لخدمة تقديم الطعام للفعاليات بالعاصمة الإيطالية.

وتتبرع الشركة شهرياً بطعام للمشردين، وجمعت 40 ألف يورو العام الماضي لصالح ضحايا الزلازل التي ضربت سوريا في 6 فبراير 2023، وأودت بحياة آلاف السكان.

ومع وصول المزيد من اللاجئين إلى روما، حولت شذى وجومانا تركيزهما إلى توفير فرص عمل، وإنشاء شبكة دعم لطالبي اللجوء السوريين، وتعمل السيدتان في النهاية على توسيع نطاق عملهما ليشمل مساعدة جميع الأشخاص المعرضين للخطر، بمن فيهم الإيطاليون.

وكان من بين هؤلاء ميادة العمراني، فلسطينية فرت من قطاع غزة مع ابنتها الكبرى التي تتلقى العلاج من مرض السرطان.

وتقضي ميادة أيامها في حشو ورق العنب ولفه، وتعمل إلى جانب أربعة طهاة آخرين من أصل سوري وفلسطيني.

وبينما تتمكن من كسب المال للمساعدة في إعالة نفسها وابنتها في إيطاليا، إلا أنها تشعر بالقلق بشأن أطفالها الخمسة الآخرين الذين يعيشون في غزة، ولم يتجاوز عمر أصغرهم تسعة أشهر.

 

الأكثر مشاركة