الإمارات تستقطب جمهور «أصيلة»
تتواصل الفعاليات الثقافية الإماراتية في منتدى أصيلة الثقافي، بإشراف وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، من خلال أنشطة ثقافية وفنية متنوعة ومتميزة استطاعت استقطاب جمهور واسع من أصيلة ومن جميع أنحاء المغرب. وشكلت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إحدى نقط الجذب الرئيسة في مهرجان أصيلة الثقافي من خلال تقديم لوحات فنية مختلفة، نالت استحسان الجمهور الكبير الذي تفاعل معها، وجسدت هذه اللوحات ملامح الفنون التراثية، حيث يقول رئيس الفرقة الوطنية للفنون الشعبية عبيد علي، إن «الفرقة قدمت عروضاً تراثية فنية، مثل فن العيالة وفن الشرقية والهبان وفن الليو وفن الرزفة وغيرها من الفنون الفولكلورية الإماراتية». وأضاف أن منتدى أصيلة فرصة لإبراز التراث الشعبي الإماراتي وتقديمه بأشكال فنية متنوعة تربط الحاضر بالماضي، مشيراً إلى تجاوب وتفاعل الجمهور المغربي مع اللوحات الفنية التي قدمتها الفرقة، والتي شاركت أيضاً في احتفالات الجمهور المغربي والإسباني في أصيلة بفوز إسبانيا بكأس العالم لكرة القدم.
وأكد المدير التنفيذي للشؤون الثقافية والفنية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بلال البدور، أن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، بما قدمته من عروض، استطاعت أن تجتذب الجمهور الثقافي والمتذوق والمتعطش لمعرفة فنون الإمارات. وقال إن «مدينة أصبحت بوابة نطل منها على الثقافات في موسم أصيلة».
وأضاف «أعتقد أن وقوف الصغار والكبار فترات طويلة لمتابعة اللوحات الفنية للفرقة يؤكد قناعتهم بالفن الأصيل الإماراتي من فنون البحر والبر، ويعتبر مؤشراً على الوعي الفني لدى الجمهوري الأصيلي خاصة والمغربي عامة، الذي بات أكثر اهتماماً بالثقافة والتراث والفنون في الإمارات»، مؤكداً أن ذلك يشجع على تطوير جميع أشكال التعاون الثقافي والفني بين البلدين، وعلى القيام بمبادرات ثقافية وفنية إماراتية في المملكة المغربية خلال الفترة المقبلة.
واختتمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية عروضها في فعاليات مهرجان أصيلة بتقديم لوحات فنية مشتركة مع فرقة الكناوة المغربية بساحة عبدالله كنون، في تمازج فني يعكس العمق الأخوي للعلاقات بين الشعبين.
وأكد عبدالله، وهو مغربي مهاجر في فرنسا، أنه استمتع إلى جانب أفراد أسرته خلال أسبوع كامل بالعروض الفنية التراثية للفرقة الإماراتية، وأنه استطاع التعرف عن قرب إلى الفن التراثي الإماراتي. بدوره قال أحد السياح الأوروبيين، أثناء حضوره اختتام العروض الفنية للفرقة الوطنية للفنون الشعبية، إن اللوحات الفنية للفرقة قدمت له صورة حقيقية عن أصالة الفن التراثي الإماراتي، الذي ينطلق من البيئة المحلية نحو العالمية.
يشارك عدد من الفنانين التشكيليين الإماراتيين في الدورة الـ32 لمنتدى أصيلة إلى جانب كبار الفنانين التشكيليين من أوروبا وأميركا والمغرب والدول العربية، بإشراف وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بتقديم لوحات تشكيلية تنتمي إلى مدارس عالمية متنوعة ومثيرة للإعجاب، بفضل الحرفية والابتكار ومحاكاة تجارب عالمية. وقدم الفنانون التشكيليون الإماراتيون عبدالقادر الريس ونجاة مكي وعبدالرحيم سالم ومطر بن الحاج وفهد عبدالله وعزة القبيسي وخليل عبدالواحد وموسى الحليان وعبدالرحمن المعيني وسميرة حائري وجلال لقمان لوحات فنية متنوعة من أهم أعمالهم في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، وفي قصر الثقافة وعند مدخل المدينة العتيقة التي تزينت جدارياتها باللوحات الفنية الإماراتية. كما شارك الفنانون الإماراتيون في ورش عمل وندوات، وأسهموا في رسم جداريات، تاركين بصماتهم الفنية على جدران مدينة أصيلة، ما أعطى جمهورها المتعدد الجنسيات والثقافات الفرصة للتعرف بما يتجدد في الساحة الفنية الإماراتية .