«دبي للإعلام» تبني أسسـاً جديـــدة لإعلام عربي متميز
حققت مؤسسة دبي للإعلام من خلال قنواتها الإعلامية المتعددة، حضوراً مميزاً في الوسط الإعلامي المحلي والعربي، عبر سلسلة متصلة من النجاحات اللافتة في المجال الإعلامي، الذي يشمل الصحافة الورقية والإعلام المرئي والمسموع.
وقد أفردت صحيفة البيان في عددها الصادر أول من أمس، ملحقاً خاصاً عن جانب من هذه النجاحات، بمناسبة تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبنيي جريدتي «البيان» و«الإمارات اليوم» وصالة محمد بن راشد للتحرير الإلكتروني.
وهنأت وكالة أنباء الإمارات صحيفتي «البيان» و«الإمارات اليوم»، متمنية للعاملين فيهما مزيداً من التقدم والتطور، بما يغني بيئة العمل الإعلامي الاحترافي في الدولة.
وتمكنت مؤسسة دبي للإعلام، عبر قنواتها الإعلامية المتعددة، من أن تحقق كثيراً من النجاحات على المستوى الإعلامي في الوطن العربي، بعدما وصلت إلى شريحة واسعة من الجمهور العربي والعالمي من خلال برامجها وموادها الإعلامية المتنوعة، والمتجددة، التي تعكس على الدوام روح الأصالة والتجديد بعيداً عن نمطية البرامج الكلاسيكية.
ومن خلال رؤيتها الإعلامية الواضحة الملامح، المرتكزة على الابتكار والجودة ومواكبة الغايات الاستراتيجية لحكومة دبي، تسعى مؤسسة دبي للإعلام للوصول إلى إعلام عربي متميز، يواكب روح العصر، ويقدم محتوى مبدعاً وهادفاً، يحترم أسلوب الحياة الاجتماعية، والثقافية في الإمارات، وبقية الدول العربية، إلى جانب ترسيخ تقاليد وثقافة العمل الإعلامي الاحترافي الجاد لدى العاملين في الوسط الإعلامي، وصولاً إلى إيجاد جيل متكامل من الإعلاميين الإماراتيين القادرين على مواكبة التطورات والمنجزات والمشروعات الإبداعية التي تشهدها إمارة دبي وبقية إمارات الدولة، ما يسهم في صياغة مفهوم جديد للإعلام المرئي والمقروء والمسموع المعاصر.
واعتبر مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي عضو مجلس الإدارة المنتدب مدير عام مؤسسة دبي للإعلام أحمد عبدالله الشيخ، أن تدشين صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لاستوديو الأخبار في مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، وتدشين سموه أمس مبنيي جريدتي «البيان» و«الإمارات اليوم» وصالة محمد بن راشد للتحرير الإلكتروني، إنما يؤكد حرص سموه ودعمه لبرامج المؤسسة التطويرية، خصوصاً في ما يتعلق بالتحول الإلكتروني واستقطاب وتدريب الكوادر الوطنية، وتأهيلهم، وهذا ما يؤكد عليه سموه في كل مناسبة.
وأكد أن فكرة الاعتماد على الحلول الإلكترونية في تنفيذ صحيفة «البيان» بدأت من رؤية مؤسسة دبي للإعلام لمواكبة المشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن الحكومة الإلكترونية، من خلال تكنولوجيا المعلومات، وسرعة إنجاز المعاملات، وضمان الجودة في المنتج عامة.
وأضاف أحمد الشيخ: «ثمة نقاط تلاق بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، من أجل إيجاد تواصل مباشر من خلال الاعتماد على أنظمة لم يأت أحد عليها سابقاً في العالم العربي. كل هذه التحديات جعلتنا نتعامل مع الإعلام العربي في استخدام التكنولوجيا المخصصة في صالات التحرير الصحافية. ونحن نسعى كما في حكومة دبي إلى استخدام أفضل التطبيقات المعاصرة في العمل الإداري والإعلامي، خصوصاً الصحافة المطبوعة. ونحن بذلك نطبق توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إطلاق مبادرات خلاقة تحفز بيئة العمل لدى الموظفين وتخدم جمهور المتعاملين مع المؤسسات الحكومية».
وعن فكرة «صالة بلا ورق» قال رئيس التحرير والمدير التنفيذي في صحيفة «البيان» ظاعن شاهين، إنه «منذ نشأة (البيان) قبل 30 عاماً، كان صدورها يمثل نقلة نوعية في الثمانينات، حيث انفردت بمبنى صحافي خاص ومتميز، وتم تصميم صالة التحرير طبقا للمعايير العالمية التي لم تكن متوافرة في الوطن العربي آنذاك، وتشهد صالة التحرير على ذلك، حيث كانت الأقسام كلها مفتوحة على بعضها، بحكم التطورات والتوسعات وفريق العمل. كما كانت الصحيفة آنذاك تصدر في 24 صفحة، ومع تطور الملاحق والمنتجات الصحافية الأخرى مثل المجلات والملاحق الاقتصادية والرياضية والثقافية أصبح لزاماً علينا القيام بنقلة أخرى، ومن ثم تم تقطيع صالة التحرير إلى أقسام بين الصحافيين، ما أدى إلى انقطاع التواصل الإنساني، لكن الإنسان يرجع إلى الطبيعة، إلى البيئة، لأن كل ما هو اصطناعي لا يمكن أن يستمر، لذلك عدنا إلى المبدأ الذي كنا قد بدأنا به وهو صالة مدمجة بلا ورق، كما هو متبع في معظم الصحف العالمية».
وعن التحرر نهائياً من الورق، أكد شاهين أن «ثمة مراحل لابد من الاستعانة فيها بالورق، لكن يمكن التحرر منه نهائياً. نعتمد حالياً على حالة إلكترونية كاملة من استقاء الخبر إلى تحريره إلى استخدام المادة المكملة للخبر أو التعليق، إذا ما أعطينا الأدوات اللازمة لهذا التطبيق يمكن أن ننفذ الرؤية، واختيار النموذج، وإمكانات الصور، في هذه الحال نتجاوز حدود الزمان والمكان، ما دام فريق العمل مسلحاً بالفكرة الجديدة التي عزمنا على الانطلاق بها، وهذا البرنامج الجديد الذي نستخدمه حالياً يساعد الإدارة العليا للصحيفة على أن تدقق في إنتاجية المحررين، ورؤساء الأقسام، وتجويد العمل، ومعرفة من الذي يعمل ومن الذي لا يعمل، وهذه ميزات إضافية».
وأضاف ظاعن شاهين أن «مسألة الاستغناء عن الورق تمت ضمن آليات عمل جديدة، إذ إن عملية التصميم لها ضوابط ومعايير محددة، بمعنى أن الأشخاص والمخرجين والمنفذين لا يستطيعون أن يغردوا خارج السرب، فهناك آليات محددة تضبط العملية الإنتاجية، ويمكن تكييف النموذج الموجود، وقد أسسنا بنك نماذج إلكترونية يتم تخزينها لاستخدامها لاحقاً، حسب المادة الصحافية، بحيث يتمكن المحرر أن يختار بين 150 إلى 200 نموذج يتيح له المرونة في العمل، كما يتمكن سكرتير التحرير أن يدخل تعديلاته إلكترونياً، وينطبق الأمر نفسه على المدير الفني».
وعما إذا كان المشروع حقق حلماً عنده، قال شاهين إنه يرى أنه وفريق العمل لايزال في بداية الطريق «لأن عالم الصحافة يعلمنا كل يوم شيئاً جديداً، فالإعلام عالم متغير. المعايير ثابتة، ولكن الوسائل متغيرة، لابد من القول إن الإنسان عدو ما يجهل، أي الجهل بآليات العمل الصحافي، حيث لم يكن واضحاً لدى الجميع، لكن المران وحده يجعل الصحافي يخوض غمار الجديد، ويتعلم التقنيات الجديدة في اختزال الوقت، والجهد، وكلما تجاوزنا مرحلة قلت الأخطاء التي نقع فيها».
أما طموح رئيس تحرير «البيان» فلا يقف عند هذا الحد، فهو يطمح إلى أن تكون «البيان» نموذجاً في الصحافة العربية لعراقتها وريادتها.
وقال في هذا الصدد: «يمكنني القول إن تجربة (البيان) ستكون بمثابة حالة دراسية لـ300 إعلامي ورئيس تحرير، حيث سنقيم ورشة يلتقي فيها الإعلاميون ليتدارسوا هذه التجربة الرائدة من خلال الشركة التي قامت بتأسيس هذا البرنامج لنا، إذ فضلنا عدم الاعتماد على برامج جاهزة، بل أنشأنا برنامجاً خاصاً بنا، حيث قامت الشركة مشكورة بتنفيذ أفكارنا».
وشرح أن «البرنامج هائل وطموح، ويتضمن آليات مرنة ودقيقة، وحلولاً برمجية تهدف إلى تبسيط العمل والإنتاج واختزال الوقت والجهد، وللصحيفة أن تسوقه تجاريا بعد أن تحوز حقوق الملكية».
وقال شاهين إن «البرنامج الجديد عبارة عن إضافات من التجارب والخبرات العالمية التي من خلالها تم تجاوز كثير من الأخطاء، وبناء منهجية خاصة بنا، وذلك يتطلب وقتاً كبيراً حسب تطور التقنيات العالمية التي لولاها لما أمكننا أن ننفذ مشروعنا الخاص، لقد تجاوزنا بالفعل سلبيات الآخرين من خلال عدم الاعتماد على برنامج جاهز، كما أسلفت، لأن لكل صحيفة إيجابياتها وسلبياتها، وبرنامجنا ما هو إلا تركيب من برامج متنوعة عدة، فهو في نهاية المطاف، ما يمكن أن نطلق عليه (نموذج البيان) وهو أيضا مشغل (موقع البيان الإلكتروني) والإدارة المالية للصحيفة».
وأشاد كثير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بخطوة افتتاح صالة التحرير في صحيفة البيان، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، ووصفوها بالحدث البارز، لأنها الخطوة الأولى في المنطقة التي تنقل الصحافة من النمطية والورقية إلى الصحافة الحديثة التي تعتمد التكنولوجيا الجديدة بكل تجلياتها وتوظفها من أجل المشاهد، ومن أجل القارئ، بأسلوب شفاف وموضوعي وحيادي. كما يعكس هذا التطور طبيعة دبي القائمة على تقديم كل جديد، ومواكبة العصر بكل تجلياته، وإعطاء الخدمة الإعلامية نكهة خاصة.