حمدان وهزاع بن زايد يشهدان محاضرة للأزهري

شهد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لأمارة أبوظبي، مساء أول من أمس، في مجلس الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محاضرة بعنوان «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» ألقاها الدكتور أسامة السيد الأزهري.

واستهل الأزهري محاضرته بالدعاء إلى الله عز وجل أن يتغمد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس هذه البلاد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يرفع درجته في الجنة.. وقدم الشكر والتقدير لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على استضافة علماء المسلمين في شهر رمضان الكريم.. معرباً عن شكره لسموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تعقد هذه المحاضرة في مجلسه المعمور.

وقال الدكتور الشيخ أسامة السيد الأزهري: «إننا نعيش في هذه المحاضرة مع نسائم الرحمة العامة واللطف الشامل والهداية العظيمة النابعة من أنوار قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، حيث جاءت هذه الآية الجليلة جامعة لأطراف الشمائل المحمدية في معنى الرحمة لأن الرحمة هي الروح السارية في سائر التصرفات والسنن والآداب والأخلاق النبوية، ولأنها الأساس الذي بنى النبي صلى الله عليه وسلم عليه الإنسان، وهو الميثاق الأعظم الذي تدور حوله معالم هذا الدين ومقاصده لأن العلم الذي خوطب به العباد إنما هو رحمة وراحة».

ولفت إلى أن أي دارس لشمائل النبوة ومناقبها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد الشمائل مجتمعة في ثلاث كلمات تجمع مقاصد الشريعة ومناقب النبوة وهي: الهداية والرحمة والأخلاق، والتي دارت حولها مواريث النبوة ونهض بها هذا الدين.

وقال إن «الآية الكريمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) تعد بياناً ربانياً شاملاً يؤكد أن الدين إنما يدور حول معنى الرحمة.. فهي الروح السارية التي تسري في هذا الدين بكليته وقد جسد النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة فلم يترك لنا تشريعاً وسنة إلا والرحمة في لبه ومقصده». فكان صلى الله عليه وسلم يعلمنا الرفق في الأمر كله بقوله «ما كان الرفق في شيء إلا زانه» وأن الأمة قامت على أساس الرحمة.

وأوضح المحاضر أن «التعبير القرآني المعجز جاء في الآية في قوله سبحانه (للعالمين)، ولم يقل سبحانه (وما أرسلناك إلا رحمة للمسلمين)، أو(للناس)، أو (للبشر) حتى تكون الرحمة عامة وشاملة وواسعة تشمل المسلمين والبشر والجن والإنس والملائكة والجمادات والحيوانات والنباتات وسائر أنواع الوجود».

وأردف المحاضر بقوله: «لهذا فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله في حق جبل أحد (أحد جبل يحبنا ونحبه)، فاتسعت المحبة والرحمة منه لتتجاوز الإنسان حتى تتسع لتشمل الجماد».

وأشار في هذا الصدد أيضاً إلى أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله «إن امرأة دخلت النار في هرة» فاتسعت الرحمة لتشمل الحيوان.. وعليه فإن المسلم يجب أن يتسع صدره وأخلاقه ودينه للعالمين، لافتاً في هذا الصدد إلى أن تخصيص المرأة في هذا لحديث لا يعني أنه متعلق بالمرأة دون الرجل.. كما انه يمكن أن تحل كلمة الإنسان مكان كلمة المرأة وبهذا المعنى فإن الإنسان لا يؤذي الأكوان.

ونوه الشيخ أسامة الأزهري بصفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي اتسع صدره للعالمين لأنه استوعب قوله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وليس للمسلمين والمؤمنين ليغرس في صدر كل مسلم أن الله عز وجل وضع بين أيدينا مواريث النبوة التي تقوم على الرحمة التي تتسع لتشمل العالمين.

وقال «لقد ترك لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الذي تشمل أنواره ومعانيه لكل إنسان على ظهر الأرض مستشهداً بقول العلماء إن القرآن يتوجه بالخطاب إلى كل إنسان على وجه الأرض وليس للمؤمنين فقط».

الأكثر مشاركة