«عمر» الفلسطيني يفوز بـ «مهر دبي السينمائي»
بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وبسجادة حمراء نهارية، ومراسم إعلان جوائز مسابقات المهر العربي، اختتم مساء أمس، مهرجان دبي السينمائي الدولي، الفعاليات الرسمية لدورته الـ10، التي جاءت استثنائية بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاقته، مستبقة الليلة الأخيرة من ايام المهرجان التسعة، الذي تأتي اليوم لتطوى 10 أيام من الشغف بصناعة السينما، حسب شعار هذه الدورة.
ورغم إعلان الجوائز، فإن أروقة مهرجان دبي السينمائي مرشحة لأن تشهد استمرار حالة الزخم اليوم، التي لن تنتهي قبل انتهاء احتفالية اكدت إدارة المهرجان أنها ستكون «استثنائية» ليعني ختامها بدء العد التنازلي لأول مهرجانات العقد الثاني، حسب رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، الذي يؤكد أن رحلة الدورة التالية دوماً تبدأ مع نهاية يوم اختتام الدورة السابقة.
وحسمت لجان تحكيم مسابقات المهر المختلفة، جدلاً نقدياً وجماهيرياً ثرياً ظل سائداً منذ ليلة الافتتاح، حول أحقية أفلام بعينها في انتزاع جوائز المهر، في دورة تسيدتها بشكل ملحوظ المشاركات العربية، وشهدت ايضاً حضوراً جيداً للأعمال الإماراتية التي استند معظمها إلى تمويلات من مؤسسات رسمية وشبه رسمية، ابرزها مبادرة «فيلمي» و«روح دبي» و«إبداع»، دون ان تفقد الأفلام المستقلة ألق حضورها.
وحصد الفيلم الفلسطيني «عمر» للمخرج هاني أبوأسعد الجائزة الأهم في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهي جائزة مهر الأفلام الروائية العربية الطويلة، وحصلت أفلام متعددة معظمها إنتاج عربي وأوروبي أو أميركي مشترك، على جوائز مختلفة ما بين افضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل موسيقا وأفضل سيناريو وأفضل مونتاج.
وعبر أجواء نهارية تصدر مشهد السجادة الحمراء الختامية نجوم عالميون وعرب وخليجيون، جنباً إلى جنب العديد من نجوم السينما العالمية، الذين لبوا دعوات المهرجان، وكان بعضهم حاضراً في الاحتفالية الخيرية التي أقيمت لدعم اللاجئين السوريين بعنوان «ليلة واحدة تغير حياة الناس».
وسلمت الشيخة حور القاسمي، جوائز المهر الإماراتي، حيث حصل فيلم «لا تخليني» للمخرج الإماراتي خالد المحمود، على المركز الأول في مسابقة مهر الأفلام الإماراتية، وجائزة افضل مخرجة إماراتية لمنى العلي، عن فيلم «كتمان»، وحصل على شهادة تقدير المهر الإماراتي فيلم «الفتاة وهو» للإماراتي محمد فكري.
وعلى عكس البرنامج المعتاد سنوياً بعد مراسم توزيع الجوائز، لم ينشغل الضيوف بعدها بالطريق إلى حفل الختام، بسبب تخصيص يوم منفصل، هو اليوم السبت، لفعاليات الاختتام، وهو ما أفرز مساحة واسعة من الجدل والتعليق على نتائج المسابقة بين الفنانين ووسائل الإعلام المختلفة.
وجاءت جوائز مهر الأفلام الروائية العربية الطويلة على النحو التالي: أفضل ممثلة للمصرية ياسمين رئيس عن فيلم «فتاة المصنع»، للمخرج محمد خان، وافضل ممثل لحسن باديدة عن الفيلم المغربي «هم الكلاب» وأفضل مخرج للفلسطيني هاني أبوأسعد. ومنحت شهادة تقدير للمثلة المغربية راوية عن فيلم «روك القصبة»، وشهادة تقدير لمخرج «وداعاً كارمن» محمد امين من المغرب.
وفي المهر العربي القصير جاء فيلم «الصوت المفقود» من العراق للمخرجين بافي ياسين ونور معطلة كأفضل فيلم، وعلي شري عن فيلم «الارتباك» من لبنان كأفضل مخرج، وشهادة تقدير للممثل كميل سلامة، وشهادة تقدير لفيلم «أطفال الله» للمخرج العراقي أحمد ياسين، وجائزة لجنة تحكيم للمخرج حيدر رشيد من العراق.
أما جوائز الفيلم الوثائقي فكانت جائزة أفضل فيلم «الميدان» كريم عامر مصر، وأفضل مخرج للمصرية سلمى الطرزي «اللي يحب ربنا يرفع ايدو لفوق»، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم اللبناني «ارق» لللبنانيتين ديالا قشمر وكارول عبود، ومنحت شهادة تقديرللمخرجة زينة دكاش عن فيلمها «يوميات شهر زاد».
أما جائزة الجمهور فحصل عليها الفيلم الاميركي «مجمد» والفيلم الإماراتي «أنشودة العقل» لأمل العقروبي.
وجاءت جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما للأفلام القصيرة لفيلم «أطفال الله» والوثائقي لـ«يوميات شهر زاد» والطويلة لـ«فتاة المصنع».
يشار إلى أن المهرجان كان قد منح جوائز تكريم إنجازات الفنانين للناقد السينمائي المصري سمير فريد، والممثل الأميركي مارتن شين، في حفل الافتتاح الذي سبق بعرض الفيلم الفلسطيني «عمر».
مجرد بداية
رغم زخم الأفلام الإماراتية وحضور وجوه شابة جديدة في دائرة حراك الفيلم الإماراتي، واستمرار تجارب أخرى بدأت مشوارها حتى قبيل انطلاقة أولى دورات المهرجان، إلا أن المخرجين الإماراتيين أنفسهم يؤكدون أن تلك الإطلالات السينمائية، سواء عبر دبي أو الخليج السينمائيين لاتزال «مجرد بداية».
وقالت المخرجة نجوم الغانم، صاحبة فيلم «أحمر أزرق أصفر»، الذي يوثق للدكتورة نجاة مكي، وهي ان «التجربة السينمائية الإماراتية رغم كل هذا الزخم لاتزال في مستهل مشوارها»، مؤكدة أن المهرجان اسهم في الكثير من الزخم والاهتمام بأفلام الشباب.
صاحبة «أنشودة العقل» أمل العقروبي، أكدت أيضاً على المعنى نفسه، بل إن المخرج الشاب محمد فكري صاحب فيلم «الفتاة وهو» أكد أن الإماراتيين الشباب حتى الآن رغم مسيرة السنوات الـ10 مع المهرجان، لم يقدموا سوى القليل من المخزون الفني والفكري.
طقوس مغايرة
فرض مشهد السجادة الحمراء النهارية، التي سار عليها نجوم وضيوف مهرجان دبي السينمائي الدولي، قبيل حفل اعلان جوائز دورته الـ10 بدءاً من الثالثة عصر أمس، طقوساً مغايرة، لم تكن الفنانات خصوصاً يتوقعنها، سواء من حيث الملابس أو الماكياج، رغم أن أروقة المهرجان نفسها مكيفة.
«جائزة الصحافيين الشباب» لـ«نيها كالفاني»
في حفل حضره لفيف من وسائل الإعلام وخبراء صناعة الإعلام، تمّ امس، خلال الدورة الـ10 لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، منح «جائزة الصحافيين الشباب»، للطالبة نيها كالفاني، من جامعة مانيبال، وذلك عن أدائها المتميز، والتزامها الذي يبشّر بمستقبل صحافي واعد. وتهدف الجائزة إلى تشجيع الجيل الصاعد من الإعلاميين على تحقيق المزيد من طموحاته، والتطلّع إلى مستقبله، والاضطلاع بدوره المهم في حقل الإعلام على اختلاف مشاربه.
وكان عدد كبير من طلبة الإعلام الدارسين في دولة الإمارات قد تقدم بطلبات الانضمام إلى «برنامج الصحافيين الشباب»، الذي يتيح لهم الفرصة لتغطية المؤتمرات الصحافية والندوات، وأخبار العروض السينمائية ومختلف فعاليات المهرجان، والمساهمة في كتابة المادة الإعلامية الخاصة بأخبار الأفلام، لنشرة «سكرين» اليومية التي يصدرها المهرجان خلال أيامه، والتي تديرها «سكرين إنترناشيونال». وقد تم اختيار العدد المطلوب من المرشحين للبرنامج، الذي يديره الصحافي السينمائي المتمرس كولين براون، الذي يعمل مستشاراً متعاوناً مع «سكرين إنترناشيونال». وقد تضمنت القائمة النهائية للصحافيين الشباب كل من، شيخة الصباح، ومنى خلف بن علوان الكتبي، من جامعة زايد، ولافانيا نارايان، وديشا دادلاني، ونيها كالفاني، ونيكيتا وادكار، من جامعة مانيبال في دبي، وآمنة إقبال، وجورج أناستاسياديس، من جامعة ميدلسكس، وهيفاء بادئ الزمان، وندى رمضان، من الجامعة الأميركية بالشارقة.