السينما الأوروبية اختتمت عروضها بدبي وسط «جماهير حقيقية»

بنجاح جماهيري كبير اختتمت الدورة الأولى من عروض السينما الأوروبية بالإمارات فعالياتها، أول من أمس، وذلك بعرض الفيلم الألماني الشهير «وداعاً لينين»، للمخرج ولفغانغ بيكر في دبي، الذي جاء ضمن الاحتفال بذكرى سقوط سور برلين.

وفي حضور رعاة الحدث والجهات المتعددة الجنسيات المشاركة به، تم الإعلان عن الجوائز، ليفوز فيلم The Great Beauty بجائزة أفضل فيلم، التي تمنحها شركةFront Row Entertainment، والجائزة فرصة لصانع الفيلم كي يتمكن من وضعه على متجر iTunes الذي يشترك فيه أكثر من 880 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، يمكنهم شراء الفيلم من خلاله، ليحصل صانع الفيلم مستقبلاً على جزء من الربح يعتمد على معدل شراء المستخدمين للفيلم.

وعقب مشاركة الجماهير في تقييم الأفلام المعروضة خلال الحدث، أجرت شركة الاتحاد للطيران، أحد الرعاة الرئيسيين للحدث، قرعة ليحصل أحد المشاركين في التقييم على جائزة تتمثل في تذكرتي ذهاب وعودة للعاصمة الإيطالية روما، من شركة الطيران الوطنية الرسمية بالإمارات.

أفلام قصيرة إماراتية

شهدت عروض السينما الأوروبية أيضاً عرض أفلام قصيرة إماراتية، حظيت بجوائز وإشادات نقدية من مهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، ضمن برنامج العروض تكريماً لصناعة السينما الإماراتية، بالكشف عن قدرات ومواهب مخرجي الإمارات.

ويعلق على ذلك سامر المرزوقي مدير سوق دبي السينمائي الذي يُقام ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي «أشعر بالاعتزاز للعيش في دولة بها أكثر من 200 جنسية مختلفة يعيشون في تناغم شديد، ففهم خلفية الآخر وتاريخه وثقافته هو ما يجعله مجتمعاً فريداً من نوعه، متجانساً ونابضاً بالحياة، وقد عملت عروض السينما الأوروبية على أن تتوسع هذه الطاقة الكبيرة من خلال الأفلام القوية والحضور الطاغي لمحبي السينما في دور العرض بكلا المدينتين، خصوصاً أثناء عطلة نهاية الأسبوع».

وجاء نجاح الدورة بفضل الدعم المستمر من جانب الدول المشاركة من الاتحاد الأوروبي، حيث يقول توماسبيكر رئيس قسم السياسة والصحافة والمعلومات بالاتحاد «لقد حققت عروض السينما الأوروبية نجاحاً ساحقاً، دلَّ عليه الإقبال الجماهيري الغفير بشكل يومي، ليكون مؤشراً إلى اهتمام الجمهور في الإمارات بالسينما الأوروبية المستقلة، وهذا النجاح يدعونا إلى تكراره مرة أخرى بكل تأكيد، وسنعمل على ذلك منذ الآن، والفضل في هذا النجاح لا يعود إلى المنظمين الذين بذلوا أقصى ما في وسعهم من أجل هذا الحدث، خصوصاً سفارات الاتحاد الأوروبي التي شاركت بأفلامها المحلية، بل أيضاً رواد السينما المتحمسين في أبوظبي ودبي، الذين كانوا سبباً في سعادة كل من أسهم في هذا الحدث، فهم حقاً جماهير حقيقية».

وبدأت عروض السينما الأوروبية في 18 الجاري من خلال السفارة الإيطالية بالإمارات، وشهدت تعاوناً بين مهرجان أبوظبي السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي و13 سفارة أوروبية، وهي إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، أيرلندا، إسبانيا، البرتغال، بولندا، جمهورية التشيك، لوكسمبورج، هولندا، السويد، النمسا، وشهدت الدورة عروضاً لعدد من أهم الأفلام الأوروبية على الجمهور متعدد الجنسيات في الإمارات، مثل فيلم الافتتاح الإيطالي «الجمال العظيم»، الحائز جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، إضافة إلى الفيلم الهولندي «سوف»، الذي كان ثاني الأفلام الأكثر إعجاباً من قبل الجمهور، وفقاً للتصويت، وهذا كان سبباً في تعبير السفير الهولندي جينيس دي مول عن سعادته بردود فعل الجماهير تجاه الفيلم ليقول «شيء مثير أن نكون جزءاً من مشروع الدورة الأولى لعروض السينما الأوروبية بالإمارات، من خلال فيلم الكوميديا الهولندي العالمي (سوف)، وقد كان استقبال الجمهور الإماراتي له جيداً بشكل استثنائي، فكانت قاعتا العرض في كلٍ من أبوظبي ودبي ممتلئتين عن آخرهما بجمهور يضحك، فنحن سعداء بفرصة نقل لمحة من السينما الهولندية إلى الإمارات».

وفي الاتجاه نفسه يقول علي الجابري، مدير مهرجان أبوظبي السينمائي «صناعة السينما في الإمارات لديها إمكانات هائلة، ومع تزايد جماهيريتها تزدهر الثقافة السينمائية والمواهب الواعدة والطازجة، ومع ذلك فإن توعية العالم بذلك وإدراكه لايزال قيد التطوير، وهذا ما تقوم به فعاليات مثل عروض السينما الأوروبية التي تثير اهتمام صناع الأفلام، وضمن مهمتنا لإنشاء صناعة سينمائية على مستوى عالمي في المنطقة، فنحن ملتزمون بخلق فرص أكثر لازدهار الأفلام، وتعتبر عروض السينما الأوروبية أيضاً منصة متميزة لاستعراض المواهب الإماراتية والترويج لها».

من جانبه، أشاد صانع الأفلام، نواف الجناحي، بهذه العروض، قائلاً «إطلاق فعالية مثل عروض السينما الأوروبية يعد أمراً حيوياً للحركة السينمائية في الإمارات، فقد كنت متحمساً لمشاهدة إقبال جماهيري كبير ومتنوع على العديد من الأفلام، وهذا يعتبر دليلاً على تعطش مجتمعنا لسينما مختلفة عن المعتاد الموجود في سوقنا السينمائية».

وفي إطار فعاليات عروض السينما الأوروبية، أقيمت حلقة نقاشية جمعت عدداً من أبرز السينمائيين في العالم، تناولت تجربة الإنتاج المشترك في القارة الأوروبية، وإمكانية تطبيقها في العالم العربي، وكان محور النقاش الذي قدمته نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «توفور 54» من خلال رسالة فيديو، هو إدراك الأساس الذي تعمل من خلاله القارة الأوروبية في هذا المجال، وإمكانية تكراره في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي الخليج العربي على وجه التحديد.

من جانبه، أكد المنتج والمخرج نواف الجناحي على أهمية صناعة أفلام موجهة للعديد من المشاهدين حول العالم، وبلغات متعددة «فأنا محظوظ لكوني صانع أفلام لجمهور دولي في مكان واحد، وهو الإمارات، وأنا أعمل حالياً على مشروعين سينمائيين، أحدهما ناطق بالعربية، والآخر بالإنجليزية، وفي الوقت نفسه أريد أن أعبر عن سعادتي بالمشاركة في هذه المائدة، التي يدرك منظموها جيداً أهمية التعاون في المشروعات السينمائية».

بينما شدد علي الجابري على دور المهرجانات السينمائية في الإمارات، التي تسمح لصناع الأفلام الشباب الواعدين في الخليج العربي بأن ينخرطوا في تجارب صناعة الأفلام، مشيراً إلى دور جهات تمويل، مثل سند وإنجاز، في أن ترى العديد من الأفلام العربية النور.

وعن دور المهرجانات السينمائية في الترويج للأفلام العربية حول العالم، يقول سامر المرزوقي مدير سوق دبي السينمائي «نحن كممثلي مهرجانات سينمائية، لدينا واجب يتمثل في العمل الجاد على توزيع الأفلام في مختلف أنحاء العالم، لنتأكد من وصول هذه الأفلام لقاعدة جماهيرية كبيرة، خصوصاً في الإمارات، حيث أكبر عدد من دور العرض في منطقة الخليج العربي».

 

 

الأكثر مشاركة