حاكم الشارقة يأمر بإنشاء مبنى مســــتقل لطلبة «القاسمية» المتزوجين
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، الجامعة القاسمية، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وذلك في قاعة مسرح الجامعة بالشارقة.
وقام صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس الجامعة القاسمية، بتدشين الموقع الإلكتروني الرسمي للجامعة القاسمية، وكرّم الشخصيات المانحة والجهات المتعاونة والمنفذة لمشروع الجامعة، التي أسهمت في أن يرى هذا المشروع النور بكفاءة عالية.
حاكم الشارقة: «سيتم توفير كل الإمكانات التي تساعد مجتمع الجامعة على الإبداع الفكري، والتحليل النقدي البناء، وإبراز القيم الإنسانية التي تنادي بها كل الديانات». منارة لسماحة الإسلام ووسطيته أكد مدير الجامعة القاسمية، الدكتور رشاد محمد سالم، في كلمته، أن «إمارة الشارقة منارة لسماحة الإسلام ووسطيته واعتداله، وهي واحة للعلم والمعرفة، شارقية بحتة، لها رؤيتها الخاصة، لا تتبع هذا ولا ذاك، تبعيتها فقط للواحد الأحد سبحانه وتعالى». وأضاف أن «الجامعات تتواصل في ما بينها، تتبادل الرؤى والأفكار، ولاسيما المهتمة منها بالدراسات الإسلامية، ونحن نحب الجميع وسنتواصل مع الجميع بإذن الله، لكن الجامعة القاسمية ولدت وستبقى متميزة برؤيتها الخاصة التي تأملت واقع الأمة واستشرفت مستقبلها». وتابع: «يكفي أن الجامعة القاسمية رؤية حاكم حكيم وعالم جليل، يعيش هموم أمته ويحرص على أن تعيش البشرية كلها في أمن وسلام ومحبة وإخاء، يتواصل مع الآخر ويتحاور معه حيناً بلغة الفن والتراث، وأحيانا بلغة العلم والثقافة، إنها رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة». |
كما أمر سموه بإنشاء مبنى مستقل للطلبة والطالبات المتزوجين، وفقاً لما ذكره مدير الجامعة القاسمية، الدكتور رشاد محمد سالم.
وتفصيلاً، قال صاحب السمو حاكم الشارقة، في كلمته خلال حفل الافتتاح، إنه أراد للجامعة أن تكون منارة للتميز في التعليم العالي والبحث العلمي، تسترشد في كل ما تقوم به بأسس ومبادئ وتعاليم الإسلام السمح المنفتح على العالم أجمع، وتسمو من خلاله بقيم الحوار بين الأديان والثقافات، وتعمل على الارتقاء بالعلوم والآداب والفنون في كل المجتمعات.
وأضاف: «في هذا اليوم السعيد نشهد سوياً ميلاد نجم جديد يبزغ في عالم الفكر والمعرفة ينطلق من الشارقة، ليمثل إضافة إلى الفكر والحضارة الإنسانية، ألا وهو الجامعة القاسمية.. أردت للجامعة القاسمية أن تكون غرساً طيباً أصلها ثابت وفرعها في السماء، تمد يد العون والمساعدة لكل طالب علم ومعرفة في العالم بأسره، في جو من الاعتدال والحوار الثقافي الحضاري المستنير».
وتابع سموه: «وجّهنا القائمين على العمل في الجامعة بتنفيذ تلك الرؤية، بطرح التخصصات في مجالات العلم والمعرفة المتعددة التي تفيد شعوب العالم، وتسهم في رخاء الإنسان ورقي المعارف الإنسانية، آخذين في الاعتبار البعد العالمي لرسالة الجامعة وحرصها على احترام الآخرين وثقافاتهم المختلفة».
وأكد أن «الجامعة تعمل على تميز محيطها الأكاديمي وجذب الطلبة والباحثين من جميع أنحاء العالم، كما تزود طلبتها بالعلم والمعرفة والتطبيق الأمثل لتعاليم الإسلام، كأسلوب حياة ومنهج عمل في كل العصور».
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس الجامعة القاسمية، إلى أن الجامعة تطور برامجها الأكاديمية والبحثية بشكل مستمر، بما يتلاءم مع الامتداد المتواصل لحدود المعرفة، مع الحفاظ على القيم الإسلامية الراسخة، وسيتم توفير كل الإمكانات التي تساعد مجتمع الجامعة وتحفز أفراده، من أساتذة وباحثين وطلبة، على الإبداع الفكري، والتحليل النقدي البناء، وإبراز القيم الإنسانية التي تنادي بها كل الديانات لتحقيق أكبر قدر من التوافق بين كل شعوب العالم.
ووجّه حديثه لطلبة وطالبات الجامعة قائلاً: «نحثكم على اغتنام فرصة وجودكم معنا للتزود من مناهل العلم والمعرفة وصقل مهاراتكم وإرساء قواعد الحوار والإبداع والابتكار في مجالاتكم، متحلين في كل ذلك بمبادئ الإسلام الحنيف والقيم والمثل الإنسانية الرفيعة، لتكونوا مثلاً وقدوة في بلدانكم، وتسهموا في حمل مشاعل العلم والمعرفة والتقدم والرقي الإنساني».
وقال للهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة: «أمامكم مسؤولية أخلاقية وحضارية في تأهيل الطالب في علوم الدين والدنيا تأهيلاً متوازناً، وتدريبه على الإفادة من مصادر المعرفة الإسلامية والمنهج العلمي، وبناء قدرات متخصصة وتطويرها لتكون في خدمة المجتمعات الإنسانية عموماً ومجتمع العالم الإسلامي خصوصاً، بالتفاني في العمل وإعطاء القدوة».
جولة في الجامعة
تخلل حفل الافتتاح عرض فيلم تسجيلي لمختلف جوانب تأسيس وإنشاء الجامعة القاسمية، من إنتاج مؤسسة الشارقة للإعلام، استعرض مباني الجامعة وما تحتويه، حيث تشتمل على ستة مبانٍ رئيسة، هي: المبنى الإداري والمسرح والمكتبة والمسجد الجامع ومبنى المخطوطات والسكن الطلابي.
وقدم تم تسليم الشيخ محمد بن سعود القاسمي أول شهادة انضمام لقائمة المانحين للجامعة القاسمية. كما تم تقديم مفتاح مدينة الشارقة الذهبي عن سنة 2015 لمصمم مباني الجامعة القاسمية، المهندس محمود علي خليفة.
بعد ذلك توجه صاحب السمو حاكم الشارقة ومرافقوه لتفقد مرافق الجامعة القاسمية، ابتداء من المسرح الذي شهد وقائع الاحتفال الرسمية، والذي تميز بمساحته الكبيرة، حيث يتسع حاليا لـ550 شخصاً مع إمكانية زيادة عدد المقاعد، إضافة إلى تزويده بأحدث أنظمة وتقنيات الصوت والإضاءة المتطورة.
ومروراً بالمبنى الإداري للجامعة الذي يتكون من طابق أرضي يعلوه طابقان، وينقسم الطابق الأرضي لقسمين منفصلين، أحدهما يخدم الطلاب والآخر للطالبات. وفي القسمين تتوافر الخدمات كافة بشكل متساوٍ، من قاعات درس وغرف لتعلم الحاسوب ومركز اللغات ومرافق خدمية تعليمية وتكميلية. وفي الطابقين العلويين مكاتب الهيئتين التدريسية والإدارية، كما يتضمن المبنى أقسام تدريس الشريعة والدراسات الإسلامية وأصول الفقه وعلوم الدين والآداب والدراسات العربية وكلية الاقتصاد والاتصال.
إنشاء مبنى للطلبة المتزوجين
ويشتمل مبنى الجامعة على سكن خاص للطلبة الدارسين، ويقع خلف مباني الكليات، ويتسع في مرحلته الأولى لـ200 طالب و200 طالبة.
وقد أمر صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء مبنى مستقل للطلبة والطالبات المتزوجين، وذلك حسب ما ذكر مدير الجامعة القاسمية، الدكتور رشاد محمد سالم.
بعدها انتقل صاحب السمو لتفقد مبنى المكتبة، الذي تكون من طابقين خصص الأرضي منهما للطلاب، والعلوي للطالبات، وتحوي المكتبة أكثر من 150 ألف عنوان في مختلف العلوم الشرعية، وقاعات للتعلم الذاتي، وقاعات لورش العمل، وجهزت بأحدث أساليب البحث عن المراجع، التي تعتمد على البحث الإلكتروني عبر الحواسيب، وتمت أرشفة الكتب فيها وفق أعلى معايير الأرشفة المعتمدة عالمياً، كما تتيح مكتبة الجامعة القاسمية أمام طلبتها فرصة التزود من أمهات الكتب وأحدثها في المجالين الشرعي والفقهي.
وقام سموه بجولة في مسجد الجامعة الذي يتسع لأكثر من 4000 مصلٍّ، المشيد على الطراز الفاطمي بمنارتين، يبلغ طول الواحدة منهما ما يقارب 90 متراً.
الدراسة في الجامعة وشروط الالتحاق
تحت شعار «شارقية الموقع عالمية الرسالة»، انطلقت الدراسة في الجامعة القاسمية بالشارقة في سبتمبر الماضي، وقد تقدم للالتحاق بالجامعة في عامها الأول ما بين 700 و800 طالب وطالبة، تم قبول 250 منهم في الفصل الدراسي الأول، ينتمون إلى 45 جنسية مختلفة عربية وإفريقية وأوروبية. ومن شروط الالتحاق بالجامعة أن يكون الطالب من ذوي الدخل المحدود، فضلاً عن اجتياز اختبارات القبول التي تشرف عليها لجنة متخصصة، حيث يخضع الطلبة لاختبارات شفوية وتحريرية يتم بموجبها استبعاد من تقل درجاتهم عن 75%.
وتم تسليم الجامعة مجموعة من الكتب المخطوطة من مقتنيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث يراوح عمرها بين 300 و400 عام، وتتضمن 400 نسخة ما بين مخطوطات وكتب مخطوطة. وأهدى سموه مكتبة الجامعة 140 ألف كتاب. وتعمل الجامعة القاسمية على استقطاب الأساتذة من دول عربية وأجنبية مختلفة لتدريس العلوم الإسلامية، كما تعمل على استقطاب الطلبة، والترويج لها بالتنسيق مع المراكز الإسلامية المتوزعة في عدد من دول العالم، حيث تقدم شرحاً مفصلاً عن الجامعة، تمهيداً لتهيئتهم للانتظام بالدراسة.
وشرعت الجامعة في التدريس وانتظام الطلبة في صفوفها منذ سبتمبر الماضي، وطرحت المساقات التعليمية الأساسية، وسيتم افتتاح الكليات المتخصصة بحسب حاجة الطلاب وعدد الراغبين منهم في كليات محددة كالشريعة أو الإعلام أو اللغة العربية أو الاقتصاد الإسلامي، في نهاية عام 2015. وستُطرح خلال الفصل الدراسي المقبل أبحاث متخصصة في العلوم الإسلامية وتنظيم مؤتمرات تركز على ثقافة الوسطية.