«مركز جمعة الماجد» يمدّ جسور التعاون الثقافي إلى مالطا

زار رئيس قسم الحفظ والمعالجة والترميم بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، الدكتور بسام داغستاني، جزيرة مالطا، أخيراً، بهدف الاطلاع على الأرشيف التاريخي للجزيرة، من أجل بحث سبل التعاون، وتقديم الدعم والمساعدة لحفظ الوثائق التاريخية والكنوز التي يحتوي عليها الأرشيف، بتكليف من رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، جمعة الماجد.

بدأ داغستاني زيارته بالاجتماع مع وزير التربية والتعليم والتوظيف إيفاريست بارتولو، بحضوررئيس الأرشيف الوطني كارلوس فاروجا، وجرى بحث سبل التعاون بين مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث والأرشيف الوطني لجمهورية مالطا. واطلع الوزير على الأعمال والمشروعات التي أقامها المركز في حفظ وترميم ومعالجة التراث الإنساني في العديد من دول العالم. وأثنى على جهود جمعة الماجد وحرصه على المحافظة على التراث العالمي، وأبدى ارتياحه وسعادته للتعامل مع مركز له خبرة واسعة في مجال الترميم. وقال إن «أعمال ترميم الوثائق والمخطوطات القديمة تحتاج إلى خبرات كبيرة، ونادرة، فنحن نتعامل مع كنوز تاريخية لا مجال فيها للتجربة والعبث، وعليه فلابد أن نتعامل مع جهة ذات صدقية عالمية في هذا المجال».

وبعد الاجتماع، زار داغستاني مباني الأرشيف الوطني المنتشرة في أنحاء الجزيرة، إذ اطلع على مخازن الحفظ ومحتوياتها من الوثائق والأوراق القديمة، وكشف عن حالة الوثائق المادية، ونسبة الإصابات المختلفة فيها، إضافة إلى العمر الزمني المتنوع لتلك الوثائق، فقد مرت الجزيرة بمراحل تاريخية متعاقبة، وهي تقع جغرافياً ضمن قارة إفريقيا، لكنها سياسياً تقع ضمن قارة أوروبا، فإيطاليا هي أقرب دولة أوروبية بالنسبة لها وتونس وليبيا من أقرب الدول الإفريقية لها، وتجمع فيها الكثير من الوثائق التي تعود إلى مراحل مختلفة. فهناك وثائق من الحقبة العربية الإسلامية، وحقبة حراس الهيكل، وحقبة نابليون، وحقبة البريطانيين. يشار إلى أن تاريخ مالطا زاخر بالأحداث المهمة، خصوصاً في ما يتعلق بشمال إفريقيا وأوربا والشرق الأوسط، والكثير من هذه الأحداث مدون في أرشيف الجزيرة. وفي ختام الزيارة جرى الاتفاق على وضع مسودة لبناء أسس التعاون المستقبلية، من أجل إنقاذ هذا الإرث العالمي، بما يتناسب مع القوانين المرعية لكلتا الجهتين.

الأكثر مشاركة