محمد بن زايد يشهد محاضرة «العصر الجديد للإلكترونيات الحيوية الخارقة»
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عصر أمس، ثالثة المحاضرات الرمضانية لمجلس سموّه، والتي ألقاها أستاذ برنامج الفنون والعلوم الإعلامية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، البروفيسور هيو هير، تحت عنوان «العصر الجديد للإلكترونيات الحيوية الخارقة»، إذ أكد خلالها أنه بحل مشكلة التمويل للتوسع في صناعة الأطراف الاصطناعية الذكية «البيونية» سنقضي على مشكلة بتر الأعضاء خلال 20 عاماً، وستختفي معظم الإعاقات خلال 50 عاماً.
- أطراف اصطناعية جديدة تستطيع التواصل مع الجهاز العصبي. - 2000 شخص يستعملون الأطراف البيونية الحديثة. |
وحضر المحاضرة التي عُقدت في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البطين كل من: سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة العين، ورئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات.
وبدأ المحاضر البروفيسور هيو هير بتعريف نفسه قائلاً: «في عام 1982 تعرضت لحادث أثناء ممارستي رياضة التسلق التي أفضلها وأمارسها من سن الثامنة حتى أصبحت منذ مراهقتي واحداً من أفضل متسلقي الجبال في بلدي. هذا الحادث أدى إلى بتر ساقيَّ، وكنت وقتها في سن السابعة عشرة، وقام الأطباء بتركيب أطراف اصطناعية لي، وأتذكر وقتها أن الطبيب قال لي ماذا ستفعل بجسدك الجديد؟ فأجبته: أود أن أقود سيارتي ودراجتي وأتسلق الجبال ثانية، لكنه قال لي إن هذا لن يحدث، والآن يسعدني القول إن طبيبي كان على خطأ».
وأضاف: «بفضل العزيمة والتكنولوجيا الحديثة تمكنت من تصميم ساقين اصطناعيتين بخواص بيونية لنفسي، مكّنتاني من معاودة تسلق الجبال، بل وتحدي الأسوياء والفوز عليهم، واليوم بلغت 52 عاماً وأصبحت مديراً للمجموعة البحثية للأحياء الميكاترونية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا».
وتابع: «بعد تركيب أطرافي الاصطناعية التقليدية في المستشفى، قلت لنفسي كيف يحدث هذا، إنها أطراف مصنوعة من الخشب والمطاط ولا أشعر بها، ولم يكن هناك وجود آنذاك لذكاء حسابي ولا لأجهزة استشعار ولا لحواسيب، فلم أشعر بأي تقبل لهذه الأجهزة في جسدي، ثم وجدت الإلهام الذي جعلني أصمم الأطراف الخاصة بي، والتي مكنتني من العودة إلى رياضتي المفضلة وهي تسلق الجبال».
ولفت إلى أنه حينما كان في المرحلة الثانوية تعلم صنع أشياء من الخشب والمعادن، لذلك ذهب إلى أحد المحال واشترى بعض الأدوات وتمكن من صنع أطرافه الخاصة بنجاح، ليعود بسرعة لرياضة التسلق، مؤكداً أنه سرعان ما لاحظ أن قدرته على التسلق بفضل هذه الأطراف الاصطناعية فاقت توقعاته.
وقال: «وقتها شعرت بأنني أصبحت أتسلق بطريقة أفضل مما كنت أفعله قبل الحادث، فالأطراف الاصطناعية منحتني قدرات أكبر من الأطراف البيولوجية، وفي تلك المرحلة بدأت أتصور عالماً مستقبلياً دون إعاقة. تخيلوا لو تكررت القصة التي حدثت معي وامتدت عبر الإنسانية. تخيلوا لو وجدت تكنولوجيا متقدمة لعلاج المكفوفين والأشخاص المصابين بالشلل أو بأي شكل من أشكال الإعاقة. تخيلوا لو نجد نهاية للعجز».
وتحدث المحاضر عن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تصنيع الأجهزة البيونية، إذ أشار إلى أن الأطراف الاصطناعية الجديدة لم تصبح مجرد شكل ميكانيكي أخرس، بل باتت تستطيع التواصل مع الجهاز العصبي عن طريق الكهرباء، وأصبح باستطاعة مُرتدي هذه الأطراف السيطرة عليها.
وقال هير: «الأطراف الحديثة مريحة أكثر بكثير لأنها مصنوعة باستخدام نماذج لتكوين الأنسجة للفرد المستخدم لهذه الأطراف، وصلابة هذه التغييرات بشكل حيوي، وهناك نحو 2000 شخص يستعملون هذه الأطراف»، موضحاً أنه «يجتمع مع مسؤولين من الرعاية الطبية والمعونة الطبية لمعرفة ما إذا كانوا سيغطّون كلفة إنشاء هذه الأطراف، لأنه إذا تم حل مشكلة التمويل فسنقضي على مشكلة بتر الأعضاء خلال 20 عاماً، وستختفي معظم الإعاقات خلال 50 عاماً».
وأضاف: «هدفنا النهائي في مختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هو وضع حد لمفهوم الإعاقة، حيث نعمل كثيراً على مفهوم السيطرة العصبية، ونحن نربط في الواقع العضلات والأعصاب لإجراء اتصالات مع أجهزة الحاسوب، ليتمكن أي شخص مثلي من التحكم بسهولة في أطرافه الإلكترونية».
ورداً على سؤال حول إمكانية تسويق هذه الأعضاء الاصطناعية الذكية، قال المحاضر: «بالحديث عن المجال التجاري فنحن أمام صناعة ضخمة، وفي مركز بحثي في معهدنا ننظر في كيفية الحفاظ على جودة العلاج الطبي مع انخفاض التكاليف».