محمد بن راشد: السعادة في الاختيار المناسب لشريك الحياة وليس بالبذخ والإسراف
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الأسرة السعيدة المترابطة هي حجر الأساس في مسيرة تقدم دولة الإمارات. وقال سموه إن «تكوين أسرة إماراتية سعيدة مترابطة هو هدف أساسي لنا، بل هو محور أساسي في رؤيتنا، وأولوية ثابتة في كل الخطط والبرامج الحكومية».
جاءت تصريحات سموه لدى متابعته العرس الجماعي الافتراضي «فرحة أبناء الإمارات» الذي شارك فيه 100 عريس.
محمد بن راشد: - بتماسكنا وترابطنا وتعاوننا والتزامنا بالإجراءات الاحترازية نستطيع أن نتخطى تحديات «كوفيد-19» وتحويلها إلى فرص. - تكوين أسرة إماراتية سعيدة مترابطة هو هدف استراتيجي لنا ومحور أساسي في رؤيتنا. - البساطة في الأعراس سر البركة في الحياة الزوجية وجزء أساسي من وصية زايد لأبناء الوطن. |
ونظمت وزارة تنمية المجتمع العرس عبر تقنية الاتصال المرئي في خمس مناطق على مستوى الدولة في وقت متزامن، بواقع 20 عريساً في كل حفل، في بادرة احتفالية تنموية تستهدف تعزيز نهج وتجربة الأعراس الجماعية.
وجرى تنظيم العرس الجماعي «عن بعد» استجابة للإجراءات الاحترازية الهادفة إلى مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إننا معاً بتماسكنا وترابطنا وتعاوننا، والتزامنا بالإجراءات الاحترازية، نستطيع أن نتخطى التحديات الناجمة عن (كوفيد-19)، بل وتحويلها إلى فرص، فالأعراس الجماعية فرصة لمضاعفة سعادتنا، وفرصة أيضاً للاحتفاء بالأفكار الخلاقة للتغلب على تحديات الجائحة».
وأضاف سموه أن «استخدام التقنيات الحديثة لتنظيم هذا الحدث السعيد يؤكد أن شعب الإمارات يؤمن بأهمية العلم والتقدم التكنولوجي، باعتبارهما الملاذ الآمن للإنسان من الأزمات المثيلة لجائحة كورونا، فشعبنا يتسلح بالمعرفة والابتكار لتخطي التحديات».
وأشار سموه إلى أن «هدف أن نصبح من بين أفضل دول العالم لن يتحقق إلا بتماسك وترابط نواة المجتمع، وهي الأسرة التي يجب أن تنشأ على أساس متين، وأن تتاح لها الفرصة للنمو في أجواء وظروف سليمة، لذا نشجع أبناءنا وبناتنا على عدم الإسراف والمبالغة في تكاليف الزواج، خصوصاً في الأعراس، فالسعادة لا تكون بالبذخ والإسراف، ولكنها تكمن في الاختيار المناسب لشريك الحياة، والاحترام المتبادل بين الشريكين، وعدم إرهاق أحدهما الآخر بأعباء لا طائل ولا جدوى لها».
ودعا سموه المقبلين على الزواج إلى عدم إرهاق أنفسهم بتكاليف تفوق قدراتهم حتى يتمكنوا من بدء حياتهم الزوجية بلا أعباء مسبقة تثقل كاهلهم، كما دعا سموه الأسر إلى التخفيف من أعباء الزواج، وأن يكونوا داعمين ومساندين لأبناء وبنات الوطن في خطواتهم لتكوين أسرة جديدة، ليس فقط بتخفيف الشروط والأعباء المالية، ولكن أيضاً بالنصح والإرشاد والتوجيه.
وقال سموه إن «البساطة في الأعراس هي سر البركة في الحياة الزوجية، وجزء أساسي من وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، لأبناء الوطن».
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العرسان في رسالة وجهها لهم عبر تقنية الاتصال المرئي، قال فيها: «أحب أبارك لجميع أبناء الوطن هذا العرس الجماعي. أحب أبارك لأهلكم وأصحابكم وأقاربكم جميعاً. والإمارات دائماً في أفراح وإنجازات وخير. الحمد لله.. البساطة في الأعراس هذي سر البركة. وأنا أتمنى أنه دايماً يكون فيه بساطة وتيسير في هذي الأمور. هذي وصية الشيخ زايد، الله يرحمه، لنا جميعاً. الله يديم الخير والبركة والنعمة عليكم وعلى شعبنا الكريم».
وأقيم العرس الجماعي الافتراضي تحت شعار «فرحة أبناء الإمارات»، في ظل إجراءات وقائية وتدابير احترازية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19)، في خمسة مواقع على مستوى الدولة. وتضمن العرس فعاليات احتفالية متنوعة جرى تنظيمها «عن بعد»، ورسمت الفرحة على الوجوه، وعكست التلاحم والترابط بين القيادة والشعب في هذه الظروف الاستثنائية. وقد تم تنظيم العرس الجماعي لمواطني أبوظبي في نادي ضباط الشرطة بمدينة العين، وللعرسان من دبي في قاعة «البيت متوحد» بمنطقة الورقاء، وللعرسان من الشارقة وعجمان في مجلس ضاحية مويلح بالشارقة، ولأبناء رأس الخيمة وأم القيوين في قاعة «البيت متوحد» بأذن في رأس الخيمة، وللعرسان من إمارة الفجيرة في قاعة البستان.
يشار إلى أنه منذ عام 1998 حتى العام الجاري تم تنظيم أكثر من 194 عرساً جماعياً في الدولة، شارك فيها نحو 9846 شخصاً، وبهذا العرس الجماعي الافتراضي الذي يعد العرس الجماعي الافتراضي الأول على مستوى المنطقة، يصبح العدد 195 عرساً، ويقترب عدد المستفيدين من الأعراس الجماعية في الدولة من 10 آلاف شخص.
وتسعى وزارة تنمية المجتمع إلى ترسيخ ثقافة الأعراس الجماعية كظاهرة مجتمعية وقناعة وطنية تحفز على مشاركة وإقبال الشباب والشابات على حد سواء، كما تسعى لاستقطاب مختلف فئات ومؤسسات المجتمع للتفاعل مع فكرة الأعراس الجماعية ودعمها مادياً ومعنوياً تحت مظلة «المسؤولية المجتمعية»، نظراً لدورها الكبير في التوفير على الشباب مادياً، ومنحهم الفرصة لاستغلال النفقات التي يتم صرفها على حفلات الزفاف في أمور أخرى تسهم في تكوين أسر مستقرة ومتزنة، وقادرة على المشاركة الفاعلة في مجتمع متلاحم.
10 آلاف شخص عدد المستفيدين من الأعراس الجماعية في الدولة
حصة بوحميد. ■ أرشيفية
أكدت وزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد، أن عدد المستفيدين من الأعراس الجماعية في الدولة يقترب من 10 آلاف شخص، مضيفة أنه منذ عام 1998 تم تنظيم 195 عرساً.
وقالت إن 100 عريس من شباب الوطن يؤسسون اليوم 100 أسرة متماسكة وسعيدة ليبدأوا الحياة الزوجية والأسرية والحياة المستقبلية بثقة وطمأنينة.
كما أكدت أن العرس الجماعي الافتراضي يعكس في فكرته معاني الوحدة والتماسك والترابط والسعادة معاً، ويجسد فرحة ممتدة لأبناء الإمارات.
وأضافت أن «لدينا اليوم باقة من الخدمات الأسرية الذكية والإلكترونية التي تحقق مبدأ السعادة وتعزز جودة حياة أفضل لأفراد المجتمع، وتضمن وصولاً استباقياً للمستفيدين من خدمات الوزارة من مختلف الأعمار والفئات، وذلك في إطار دعم استقرار وترابط الأسرة وتحقيق تماسك وتلاحم المجتمع، إضافة إلى تلبية تطلعات الشباب في بناء أسر مترابطة».
وتطرقت إلى عدد من الخدمات التي تُعنى بالأسرة والشباب، مثل خدمة منحة الزواج، والمشاركة في العرس الجماعي، والمشاركة في برنامج «إعداد» لتأهيل المقبلين على الزواج، وطلب استشارة أسرية، وسواها.
كما أكدت على استمرار الوزارة في تقديم أفضل الخدمات وتبني أحدث الأفكار والمبادرات التي تصنع الفرحة والسعادة والإيجابية، وتترك أثراً سعيداً وممتداً على نطاق المجتمع، إضافة إلى تحقيق مزيد من الشراكات المجتمعية لبلوغ الأهداف التنموية وتحقيق جودة حياة أفضل لجميع أبناء الإمارات، انطلاقاً من الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة 2021 التي تسعى للحفاظ على مجتمع متلاحم يعتز بهويته وانتمائه من خلال توفير بيئة شاملة، تدمج في نسيجها مختلف فئات المجتمع، وتحافظ على ثقافة الإمارات وتراثها وتقاليدها، وتعزز من تلاحمها المجتمعي والأسري وصولاً إلى مستهدفات مئوية الإمارات التي تسعى للارتقاء بواقع الأسرة الإماراتية لتجسيد «مجتمع الـ2071». دبي ■وام