اغتيال القائد العسكري لـ«حزب الله» بانفجار في دمشق
أعلن في بيان اصدره «حزب الله» أمس، مقتل المسؤول العسكري في الحزب عماد مغنية، بانفجار سيارة مفخخة في وسط العاصمة السورية دمشق أول من أمس، متهما اسرائيل بقتله. فيما نأت تل أبيب بنفسها عن مسؤولية الاغتيال، لكنها لم تخف سعادتها بمقتل مغنية في الوقت نفسه.
وتفصيلا نعى حزب الله«القائد الجهادي الكبير» الذي قضى على «يد الاسرائيليين الصهاينة»، دون ان يشير الى الطريقة التي جرى بها اغتياله او الى مكان الاغتيال.
وافاد مسؤولون في الحزب وحركة امل وسكان بلدة طير دبا، مسقط رأس مغنية في جنوب لبنان، بانه لقي مصرعه في انفجار سيارة مفخخة ليل الثلاثاء في حي كفرسوسة في العاصمة السورية.
ومغنية هو ثالث قيادي من حزب الله تغتاله اسرائيل بعد الشيخ راغب حرب وامينه العام عباس الموسوي.
واتهم «حزب الله» الإسرائيليين باغتيال مغنية الذي كان هدفاً «للصهاينة والمستكبرين وسعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاماً». وأكد «مواصلة طريق الجهاد حتى تحقيق النصر الكامل».
واعلن الحزب بان مغنية سيشيع اليوم في معقله في ضاحية بيروت الجنوبية، داعيا الى المشاركة بكثافة «لنسمع صوتنا لكل الأعداء والقتلة أننا سنواصل المقاومة ونصنع النصر مهما كبرت التضحيات». ويصادف موعد التشييع ايضا احياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري.
وكان مغنية قياديا بارزا في الحزب ويوصف بأنه كان رئيسا للقسم الأمني فيه وبأنه مسؤول استخباراتي كبير وأحد مؤسسي الحركة.
وأفادت تقارير سابقة بان الانفجار الذي وقع في أحد أحياء دمشق أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين.
وقال شهود عيان «إن سيارة رباعية الدفع طراز «ميتسوبيشي باجيرو» كانت متوقفة في ميدان بالشارع على بعد 300 متر من مدرسة إيرانية، هي التي تسببت في الانفجار.
ووقع الانفجار في الساعة 30:10 مساء التلاثاء بالتوقيت المحلي في منطقة تضم أيضا مكاتب للاستخبارات السورية.
وجاء الانفجار قبيل وصول وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى دمشق بساعات، للقاء كبار المسؤولين السوريين وقيادات فلسطينية مقيمة في دمشق، إضافة لمسؤولين من حزب الله. كما نعت حركة امل «المجاهد المميز الذي كان احد مؤسسي المقاومة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلية في جنوب لبنان». وتوالت الادانات لمقتل مغنية لا سيما من حركات المقاومة.
ورأت حركة حماس ان اغتيال مغنية يشكل «مثالا للعربدة الصهيونية واستباحة للساحة العربية».
وفي دمشق اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة بقيادة احمد جبريل والتي تتخذ من دمشق مقرا لها، الموساد الاسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال. كما اتهمت ايران اسرائيل بالمسؤولية في اغتيال مغنية، على ما افاد موقعالتلفزيون الايراني على الانترنت.
ودعا رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي «قيادة المقاومة الاسلامية للرد بقوة على اليد الاسرائيلية التي امتدت لتطال أحد اعمدة المقاومة».
وبدأ أمس تقبل التعازي بمغنية في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية. ومغنية هو الاسم الحقيقي للقيادي البارز في «حزب الله» الذي يتولى عدة مهمات أمنية وسياسية وعسكرية وهو من الوجوه المتخفية ويلقب بـ «الحاج رضوان»، وكان قد اتهم في ثمانينات القرن الماضي بوقوفه خلف انفجارات استهدفت قوات مشاة البحرية الأميركية «المارينز» في لبنان، كما ارتبط اسمه بخطف طائرة «تي.دبليو.إيه» الأميركية وإرغامها على الهبوط في مطار بيروت الدولي وهو من المطلوبين دولياً في قضايا أمنية.
وكانت الاستخبارات الأميركية قد رصدت جائزة كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن مغنية ارتفعت قيمتها من خمسة إلى 25 مليون دولار بعد أحداث 11سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة من 22 اسما وزعتها الولايات المتحدة. وهذه الجائزة دعت إيران لترحيله من أراضيها خشية الانتقام الأميركي في حينها بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن.
وقال رئيس بلدية طير دبا حسين سعد لوكالة فرانس برس ان مغنية هو «اعلى قائد عسكري في حزب الله»، مشيرا الى أن شقيقي مغنية جهاد وفؤاد قتلا أيضا في انفجارين مشابهين في عامي 1984 و.1994 ونسبت العمليتين الى اسرائيل.
من جهتها نفت اسرائيل رسميا اي ضلوع لها في الاغتيال. وقال مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت في بيان ان «اسرائيل ترفض محاولات منظمات ارهابية ان تنسب اليها اي تورط في هذه القضية وليس لدينا اي شيء لنضيفه».
على صعيد متصل قدم زعيم الاغلبية البرلمانية المناهضة لسورية في لبنان النائب سعد الحريري أمس تعازيه إلى حزب الله المعارض المنافس له في مقتل القائد العسكري البارز في الحزب عماد مغنية في انفجار سيارة مفخخة بأحد أحياء وسط دمشق الراقية.
وقال الحريري في بيان له إنه يدين اغتيال أحد أبرز قادة حزب الله، معربا عن تعازيه لاسرة «الشهيد» ولأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. وأكد أن دم الشهداء يجب أن يوحد اللبنانيين لا أن يفرقهم.
واستنكر الحريري اغتيال مغنية، ودعا الى «ان تتوحد دماء اللبنانيين في سبيل حماية الوحدة الوطنية»، و الى «استخلاص العبر مما يواجه لبنان من تحديات في هذه المرحلة التي شهدت عدوانا اسرائيليا على شعبه ودولته (حرب صيف عام 2006) وهجمة ارهابية سوداء استهدفت رموزه وقياداته الوطنية وشملت رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري والعديد من الشخصيات المعارضة لسورية».
واضاف الحريري «ان دماء اللبنانيين يجب ان تتوحد في سبيل حماية الوحدة الوطنية ودعم الدولة ومؤسساتها واعادة الاعتبار لمنطق الحوار والتلاقي مهما بلغت الصعوبات». في ما يلي بعض الحقائق الرئيسة عن المسؤل العسكري في «حزب الله» عماد مغنية:
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news