29 قتيلاً بانفجارين استهدف أحدهما الشرطة في لاهور

 

لقي 29 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 150 آخرين أمس في هجومين جديدين في باكستان استهدف احدهما مبنى للشرطة الفيدرالية في لاهور، كبرى مدن شرق البلاد، جاء ذلك في وقت قرر الرئيس الباكستاني برويز مشرف دعوة الجمعية الوطنية الجديدة المنبثقة عن الانتخابات التشريعية التي جرت أخيرا الى عقد جلسة في 17 مارس الجاري.
 
وفي التفاصيل، وقع الانفجاران في وقت متزامن تقريبا في حيّين مختلفين من لاهور، وذلك بعد اسبوع من هجومين آخرين في لاهور ايضا تسببا بمقتل خمسة اشخاص واصابة 19 آخرين بجروح. وقال قائد الشرطة في لاهور مالك محمد اقبال ان  25 شخصا في الاقل قتلوا واصيب اكثر من 100 بجروح في الهجوم على فرع الوكالة الفيدرالية للتحقيق المكلفة خصوصا مسائل الهجرة.
 
وأضاف «قد يكون الانفجار ناتجا عن عملية انتحارية بسيارة مفخخة، لكن لا يمكننا ان نؤكد ذلك بعد». وذكرت مصادر في الوكالة ان 13 قتيلا في الاقل هم من موظفي الوكالة. وتسبب الانفجار بتدمير جزئي للمبنى المؤلف من ثماني طبقات، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.
 
بينما اختلطت بقع الدماء بأشلاء الجثث والركام والسيارات المحترقة. كما شوهدت احذية تركها الجرحى او الاشخاص الذين سارعوا الى الهرب. وأخلت الشرطة المبنى خوفاً من انهياره واغلقت المنطقة، بينما كانت فرق الاغاثة تبحث بين الانقاض وتنتشل الجرحى.
 
وافاد مسؤولون امنيون بأن المبنى يضم ايضا مكاتب وحدة تحقيق خاصة لمكافحة الارهاب قد تكون مستهدفة في الانفجار. وأوردت المصادر نفسها أن نحو 200 موظف من جهاز التحقيقات كانوا موجودين داخل المبنى وقت الحادث إضافة إلى 16 من المعتقلين.
 
أما الانفجار الثاني فاستهدف مقر وكالة اعلانات في حي بالمدينة يبعد بضعة كيلومترات عن مكان الانفجار الأول، ما تسبب بمقتل اربعة اشخاص بينهم طفلان.
 
وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية الجنرال جواد شيما «أن سيارة مفخخة دخلت الى المبنى». وذكرت الشرطة أن السيارة انفجرت بعد توقفها عند بوابة الوكالة قرب منزل آصف علي زرداري زوج بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت في ديسمبر الماضي.
 
من جهته، دان مشرف بشدة التفجيرين، مجددا التأكيد في بيان ان «الاعمال الارهابية لن تؤثر في تصميم الحكومة على محاربة هذا الوباء بكل قوانا». كما دان حزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز شريف التفجيرات، وعزاها إلى العمليات العسكرية التي أمر مشرف بتنفيذها في منطقة القبائل لزعزعة استقرار البلاد، على حد وصف المتحدث باسم الحزب أحسن إقبال.
 
ودعا إقبال الرئيس الباكستاني إلى الاستقالة لتجنب التعرض لتفجيرات ستتواصل إذا بقي في السلطة، مشيرا إلى أنه نفذ ما وصفها بعمليات مشوشة في منطقة القبائل وأحدث بالتالي تصدعاً جديداً في المجتمع، على حد قوله.
 
من جهة أخرى، اعلن الرئيس الباكستاني أمس أنه وقّع الأمر لدعوة الجمعية الوطنية ومجلس المناطق في 17 مارس الجاري بحسب التلفزيون الرسمي. ويأتي هذا الاعلان بعد يومين من مطالبة زعيمي المعارضة زرداري ونواز شريف، الرئيس مشرف بدعوة البرلمان للانعقاد على الفور.
 
وكان مكتب رئيس الوزراء الانتقالي محمديان سومرو اشار الى ان الاخير نقل الى مشرف توصية رسمية، وهي مرحلة اولية ضرورية لدعوة البرلمان للانعقاد.
 
لكن لم يعلن آنذاك اي موعد لانـعقاد الجلسة لكن عدداً من المسؤولين السياسيين قالوا إن مشرف سيدعو البرلمان للانعقاد خلال الاسبوع الذي يلي تلقي هذه التوصية.
 
وكان زرداري وشريف الفائزان في الانتخابات التشريعية في 18 فبراير الماضي وقعا اتفاقاً لتشكيل حكومة ائتلافية، كما اتفقا ايضا على العمل لاعادة القضاة الذين اقالهم الرئيس مشرف الى مناصبهم في مهلة 30 يوماً بعد انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد.
 
تويتر