أفاد أطباء بأن «نحو 70% من أطفال الدولة مصابون بمرض تسوّس الأسنان»، معتبرين أن «هذه النسبة مخيفة، إذ إن الإصابة في الغرب تتراوح ما بين 10 و40%».
وحذروا «من مخاطر طبية ونفسية واجتماعية عدة، تصيب الأطفال نتيجة لانتشار المرض»، كما يتسبب في «تحميل الدولة تكاليف بملايين الدراهم سنوياً لعلاجه».
وتفصيلاً، قالت الأستاذة في كلية طب الأسنان في جامعة عجمان، الدكتورة رغد هاشم، لـ«الإمارات اليوم»: إن «دراسات عدة أجريت في الدولة على مرض تسوّس الأسنان بين الأطفال أظهرت أن نسبة الإصابة تصل إلى 70% بين الأطفال».
وأوضحت أن «دراسة أجرتها وزارة الصحة أوضحت أن النسبة تصل إلى 86%، فيما أثبتت دراسة أخرى للجهة نفسها في مدينة العين، أن الإصابة تصل إلى 76%».
وتابعت: «أجرت جامعة عجمان دراسة، أخيراً، استمرت أربعة أعوام شملت 1036 طفلاً مواطناً ومقيماً، وأثبتت أن متوسط نسبة الإصابة بين الأطفال بلغ 75%». وأضافت: «أجرى الدراسة الأخيرة أربعة أطباء، وشملت أطفال (خمس وست سنوات)، في 50% من مدارس عجمان»، مشيرة إلى أنه «تم فحص الأطفال من قِبل أخصائي في صحة الفم والأسنان، وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية». وقالت: «وجِد أن نسبة التسويس هي: 72% و79%، ومعدل حدة التسويس هو: 9.2 و11.4 لدى أعمار (خمس وست سنوات) على التوالي».
وعزت هاشم ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض إلى «قلة وعي الأمهات بأسباب الإصابة بالمرض، ما أدى إلى عدم اهتمامهن بتنظيف أسنان أطفالهن».
وأشارت إلى أن «نسبة استهلاك السكريات والحلويات تفوق بمعدل كبير نسبة الاستهلاك المسموح بها»، موضحة أن «الطفل في الإمارات يتناول الحلويات بمعدل 12 مرة يومياً، في حين يفترض ألايزيد العدد على أربع مرات».
ولفتت إلى أن «الدراسة، التي ناقشتها الجمعية العالمية لطب الأسنان في واشنطن، دعت إلى إطلاق برامج توعية بصحة الفم والأسنان، والتركيز على الأمهات والحوامل في الدولة، كما دعت إلى تحفيز الأطفال على استخدام الفلورايد المتوافر في معاجين أسنان، لما لذلك من أثر في التصدي للمرض».
من جانبها، قالت استشارية تقويم الأسنان في دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي، الدكتورة موزة طحوارة، إن «نسبة الإصابة بالمرض في الدولة مخيفة، وتفوق المعدلات العالمية بنسبة كبيرة»، لافتة إلى أن «السويد لاتسجل إصابات بالمرض بين الأطفال، وانخفضت النسبة بمعدل كبير في بريطانيا».
وأشارت إلى أن «دائرة الصحة تحجز غرف العمليات أربعة أيام أسبوعياً لإجراء جراحات أسنان بتخدير كلي لأطفال»، مشيرة إلى أن «مستشفى دبي يجري جراحات أسنان بتخدير كامل لـ15 طفلاً كل أسبوع».
واعتبرت أن «الاعتماد على مياه الشرب المعبأة، والابتعاد عن مياه الآبار، أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع معدل الإصابة بالمرض»، موضحة أن «مياه الآبار تحوي نسبة مرتفعة من مادة الفلورايد التي تتصدى للمرض، وتقل هذه النسبة في المياه المعبأة». وأضافت: «هناك نقص في خطط التوعية والتثقيف بالمرض، ما يتسبب في إهمال تنظيف الأسنان وحمايتها».
وحذّرت طحوارة من مخاطر صحية ونفسية عدة يتعرض لها الطفل المصاب بالتسوّس، إذ «تمنعه من تناول الطعام بصورة جيدة، وتصيبه بالتهاب في الأسنان، ما يؤثر في تكوينها مستقبلاً». وتابعت: «يصاب الطفل بمتاعب نفسية واجتماعية، إذ لا يستطيع فتح فمه أمام الغير، ما يدفعه للانزواء عمن حوله، ويحوّله إلى شخص غير اجتماعي».
ودعت إلى «زيادة حملات التثقيف والتوعية بمخاطر الأسنان»، معتبرة أن «استمرار الإصابة بالمرض يكبد الدولة خسائر بملايين الدراهم سنوياً».
|