مُشغـــلات «إم.بي.3» قد تسبب فقدان السمع


تشير نتائج دراسة حديثة الى أن المراهقين يعرفون في ما يبدو أن الموسيقى الصاخبة قد تضر بسمعهم ومع هذا لا يرى معظمهم مبرراً لخفض مستوى صوت مشغلاتهم للملفات الموسيقية. ففي مناقشات مجموعة من طلاب بمدرستين ثانويتين في هولندا، وجد الباحثون أن المراهقين يعرف أغلبهم أن ارتفاع صوت مشغل الملفات الموسيقية (إم.بي.3) يحتمل ان يضر بسمعهم، ومع هذا قال معظمهم إنهم عادة يشغلون أجهزتهم على أعلى صوت ولا يعتزمون تغيير عادتهم.
 
وقال الباحثون إن الطلاب مثل أغلب المراهقين نفوا فكرة أن تكون هناك اي مخاطر تواجههم. ومعظمهم على علم بالمخاطر العامة للموسيقى الصاخبة ومع ذلك فهم يعتقدون أن لديهم «قابلية تأثر شخصية قليلة» لفقدان السمع. وعلى ذلك، قال المشرف على فريق البحث، انيكي فوجل: «نوصي الآباء بقوة بأن يناقشوا مع اطفالهم استخدام مشغلات «إم.بي.3» والعواقب المحتملة على المدى الطويل والتي يصعب تداركها بالنسبة لقدرة السمع».

ويمكن للآباء أيضاً البحث عن دلائل لها مغزى مثل «عندما يشكو طفل من صوت رنين في أذنه أو أصوات تمتمة»، مثلما يقول فوجل ومساعده الدكتور هين رات، واللذان يعملان بمركز «روتردام» الطبي الجامعي. 

ومع هذا تشير مناقشات المجموعة التمثيلية الصغيرة الى ان الكثير من الاباء ربما ليسوا على علم بالمخاطر السمعية التي يشكلها استخدام مشغلات الملفات «ام.بي.3» مثلما قال الباحثون. ومن بين 73 طالباً شملتهم الدراسة قال القليل إن آباءهم حذروهم من أن تشغيل هذه المعدات بصوت صاخب جداً قد يضر بسمعهم.
 
ويشير الباحثون الى انه ربما يكون من الضروري ايضاً بالنسبة للشركات المصنعة لمشغلات الملفات الموسيقية اجراء تعديلات. ويشير فريق فوجل الى انه من المعتقد ان مستوى الصوت 90 ديسيبل أو أعلى ينطوي على مخاطر، فيما مستويات الضوضاء يتعين ان تكون ما بين 120 و140 ديسيبل لكي تكون مريحة.

ويشير الباحثون الى ان الشركات المصنعة قد تجهز مشغلات «إم.بي.3» بمؤشر يظهر مستوى الصوت بلغة الديسيبل الى جانب مؤشر مثل وميض ينشط عندما تصل مستويات الديسيبل الى منطقة الخطر. فقدان السمع الى ذلك حذر خبراء بريطانيون من أن المراهقين والشبان الذين يستمعون لمشغلات الموسيقى الرقمية بصوت صاخب ولفترات طويلة يخاطرون بفقدان حاسة السمــع في سن تقل 30 عاماً عن جيل آبائهم.

وقال الباحثون في مؤسسة أبحاث الصم بالمملكة المتحدة إن مسحاً على مستوى بريطانيا أظهر أن 14% من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً يستخدمون مشغلات الموسيقى الشخصية لنحو 28 ساعة في الأسبوع.  وقال أكثر من الثلث بين 1000 شخص شاركوا في الاستفتاء ان لديهم طنيناً في الأُذن، وهو علامة على تضرر حاسة السمع، بعد استماعهم لموسيقى صاخبة.

وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، فيفين مايكل: «نحذر الشبان من أنهم يخاطرون بفقد قدرة السمع عند سن تقل 30 عاماً عن جيل آبائهم». ويتعرض الشبان لضوضاء صاخبة من المشغلات والأنظمة الصوتية المتطورة في المنازل والنوادي والسيارات لكن كثيرين منهم لا يدركون أثرها المدمر على السمع». 

وقال 28% انهم يترددون على أماكن صاخبة مرة واحدة أسبوعياً. وقالت مايكل: «فقدان السمع قد يجعل الحياة لا تُطاق.. إنه يعزل الناس عن أسرهم وأصدقائهم ويجعل الاتصال اليومي عسيراً للغاية. وتنصح المؤسسة الناس باتباع قاعدة 60-.60 فلا تستمع الى مشغل الموسيقى الخاص بك (ام.بي.3) ومؤشر الحد الأقصى للصوت به عند مستوى أعلى من 60% كما لا تستمع له لأكثر من 60 دقيقة متصلة.

وأضافت المؤسسة أيضاً أنه إذا كانت الموسيقى الصادرة من سماعتي الجهاز بالأُذنين صاخبة لدرجة تسمح للمحيطين بك بسماعها فإنها عندئذ تكون كافية للتسبب في إحداث تلف في حاسة السمع. ووفقاً لهيئة الصحة والسلامة في بريطانيا فإن معدلات الضوضاء التي تتجاوز 105 ديسيبل قد تحدث تلفاً بالسمع إذا استمرت لأكثر من 15 دقيقة.
 
ويقدر مستوى الصوت في المحادثة العادية بنحو 60 ديسيبل، وفي ضوضاء الزحام المروري تقدر بنحو 85 ديسيبل، وفي مشغلات الموسيقى الشخصية بنحو 112 ديسيبل.

عن دورية «طب الأطفال»وكالات، «ساينس ديلي»   

الأكثر مشاركة