أقول لكم

     

دخلت سوق السمك لأول مرة منذ 10 سنوات تقريباً، لا أعرف ما الذي منعني من زيارة كنت أحرص عليها بين الفينة والأخرى، قد يكون الخلاف ما بين الصداع النصفي وأغلب أنواع الأسماك خصوصاً الروبيان، والذي كاد أن يقطع العلاقة بيني وبين كل المأكولات البحرية اتقاء أو حيطة أو خوفاً، ومع ذلك عدت من السوق بعد جولة طويلة بصداع كامل وليس نصفياً، وحمدت الله أنني لا أقرض الشعر لكنت جددت تلك الأبيات التى أطلقها عبدالرحمن رفيع مطلع السبعينات عندما صرخ شـاكياً: «الشعري الربعة بثمان». والربعة تقارب الكيلوين، والثمان هي الدراهم، وقد طار الشعري وطار الهامور، وما عاد للدراهم الـ10 ذكر في سوق السمك حتى لنصف الكيلو، وما كان يُشترى قبل فترة بـ100 درهم أصبح يباع بـ.1000


نحن أيضاً نريد أن نعرف أسباب الحرائق، مثلنا مثل مدير البلدية، ونريد أن تعلن نتائج التحقيقات، فإذا كانت الأسباب في الإجراءات الأمنية واحتياطات السلامة يجب أن يُعاد النظر في كل ما هو مطبق حالياً، فالحريق الأول ألقينا بتبعته على موانئ وهمية لا تدري في أي بلاد هي موجودة فدخلت منها الألعاب النارية، ولكن في سـوق نايف ليست هناك ألعاب نارية، وكذلك في حريق القوز الثاني، فهل سـنعرف الأسباب؟! 


قال أحد الحكماء لمريديه: «جادلتُ أهل العلم فأسـكتهم، وحاججت أهل الفقه فأفحمتهم، ونافسـت أهل اللغة فأعجزتهم، ووقفت أمام امرأة سليطة اللسان فسكتُ عن الكلام، وامتنعت عن البيان، وما لمت نفسي لحظة واحدة، فقد كان صمتي ثمناً لكرامتي، وصوناً لمكانتي، واحتراماً لذاتي، فأنت لا تعرف أي كلام قد يصدر عن مثل هذه، فاحذر بني ممن لم يلجمها الحياء ولم يؤدبها الدين، فما أن يفلت لسانها من عقاله طالك الكذب والافتراء والباطل».


 يوم الإثنين الماضي رأيت خفاشاً يريد أن يطير فيعميه النور ويرتطم بالجدران وكشافات الإضاءة ويسـقط على الأرض، ومع كل محاولة للتحليق يسـقط، حتى يأس فغطى عينيه بجناحيه واكتفى بالارتجاف، وكأني به يقول لنفسه ما بال الظلام لأهجره وقد كان ولا يزال مكمن قوتي وسـلاحي.

myousef_1@yahoo.com

الأكثر مشاركة