ستون يصوّب الكاميرا نحو بوش
يبدو أن المخرج الأميركي أوليفر ستون دخل في سباق مع الزمن لإنهاء فيلمه الذي بدأ تصويره بداية هذا الشهر، ويتناول فيه حياة الرئيس الأميركي الحالي جورج دبليو بوش. يحمل الفيلم عنوان «دبليو» ويسعى ستون إلى إنهائه قبل انتخابات نوفمبر الرئاسية، وكحد أقصى قبل 20 من نوفمبر المقبل، موعد مغادرة بوش البيت الأبيض. تسريبات تتناقلها وسائل الإعلام العالمية حول مضمون هذا الفيلم نعرض لها هنا، وللدقة تسريبات من السيناريو الذي كتبه ستانلي وايز الذي سبق وتعاون مع ستون في فيلم «وول ستريت»، ويتوقع أن يكون «دبليو»، ذا نبرة نقدية حادة لشخصية الرئيس الأميركي وتوجهاته السياسية على اعتباره -وعلى لسان ستون نفسه- يجيب عن سؤال مفاده: كيف تحوّل بوش من «كحولي» إلى قائد أعظم قوة في العالم؟ سؤال يفضح ما يمكن توقعه من الفيلم، بغض النظر عن ستون الذي يمكن اعتبار غالبية أفلامه بمثابة جرد حساب طويل مع التاريخ الأميركي، سواء في «بلاتون»، وصولاً إلى «جاي أف كاي» أو «نيكسون» على اعتبارهما كانا أيضاً عن رئيسين سابقين للولايات المتحدة. نضيف على ما ورد على لسان ستون المقطع الافتتاحي للفيلم الذي نشرته صحيفة «الغارديان» اللندنية «كيف كان سيبدو العالم لو استبدل رئيس أميركا ومستشاروه بمصطلح محور الشر محور الكراهية، أو البغض؟»، الإجابة ستكون في الفيلم، الذي -وكما يصرح ستون- سيكون تركيزه الرئيس على شخصية بوش، بعد استعانة طاقم العمل بمواد صحافية وكتب تناولت حياة الرئيس الأميركي الحالي، كما يوضح الفيلم العلاقة الإشكالية التي تجمع بوش الابن ببوش الأب، واعتبار بوش الابن سبب هزيمة والده أمام بيل كلينتون يتمثل بتقاعس والده عن إزاحة صدام حسين في حرب الخليج الأولى، مع توضيح الدوافع الشخصية لدى بوش الابن بما يتعلق بحربه على العراق. على اعتباره يوثّق لما يرد على لسان بوش الابن نفسه بأن إصراره على إزاحة الرئيس العراقي يرتبط بمشاعر شخصية ثأرية ممن يعتبره حاول اغتيال والده أثناء زيارة هذا الأخير للكويت ربيع عام .1993 شيء آخر لنا أن نعرفه عن علاقة بوش الابن بالأب يحاول الفيلم تقديمه في أحد الحوارات التي تدور بينهما، يتمثل بأن بوش الابن يجيب والده، لدى لوم هذا الأخير له بعد تعرّضه لحادث سيارة وهو تحت تأثير الكحول، واصفاً إياه بـ«السيد المثالي، بطل الحرب، المقدّس السافل». سيلعب دور الرئيس، جوش برولين، الممثل البارع في تجسيد شخصية من نشأ وترعرع في تكساس مثله مثل بوش، ولنا في آخر أدواره في فيلم «ما من بلد للمسنين» خير مثال، وربما ثمة ما يتيح في وجهه للمكياج أن يكون مطابقاً لبوش، وستجسد شخصية لورا بوش السيدة الأميركية الأولى، إليزابيث بانكس. يبقى ما تقدم في سياق الرصد الاستباقي لما يشتغل عليه ستون، دون استبعاد أن يكون محمّلاً بالكثير من زوايا رؤيته لبوش، ومعاينة إدارته للأزمات التي جابهها، أو صنعها، وكل ذلك وفق ما نعرفه عن ستون، مهما كان إصراره على الحياد، كما يقول. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news