آمال توحيد قبرص تعود بفتح شارع ليدرا
عاد الأمل إلى الكثيرين في الجزيرة المتوسطية بعد أن استفحل الخلاف بين سكانها لعقود طويلة واستطاع سكان جزيرة قبرص، أن يكسروا أول حاجز بين الجانب اليوناني والجزء التركي، المتمثل في إلغاء الحواجز الموجودة على طريق «ليدرا» التاريخي، الذي يقع شرق العاصمة القبرصية. وظل الطريق مغلقا لمدة تزيد على 44 عاما، تخللتها موجات من العنف وبات الطريق رمزا للكراهية بين أبناء المدينة من العرقين. واستولت على سكان المنطقة مشاعر الفرح عندما تمكنوا من المرور إلى الجانب الآخر، ورؤية أصدقائهم. يقول صاحب أحد المقاهي في الجانب اليوناني، ويُدعى هادجيبيرس «وأخيرآ أستطيع أن أمرّ عبر هذا الطرق الضيق لأقابل صديقا عزيزا على قلبي» وأضاف المواطن القبرصي أنه عرف صديقه التركي حسن شيراكلي منذ أن كانا معا بالمرحلة الإعدادية في المدرسة الإنجليزية. ولسوء حظ هذين الصديقين، نشب خلاف بين تركيا واليونان حول السيادة على الجزيرة، وأدى ذلك إلى نزاع انتهى بتقسيم الجزيرة إلى شطرين، وحكم على كل منهما أن يعيش بعيدا عن الآخر. وكانت قبرص قد انقسمت عام 1974 بين شطر جنوبي تقطنه غالبية تنحدر من أصول يونانية ويحظى باعتراف دولي، وشطر شمالي تسكنه غالبية من أصول تركية، كان قد انفصل عن الحكم المركزي في اعقاب تدخل عسكري نفذته تركيا ردا على انقلاب نفذته قوة طالبت بضم الجزيرة إلى اليونان. وقد توقفت مفاوضات السلام بين القبارصة عام 2004، بعدما رفض سكان الشطر اليوناني خطة سلام تقدمت بها الأمم المتحدة من خلال استفتاء شعبي، علماً أن الخطة حظيت بدعم سكان الشطر التركي. ورغم هذا التقدم الملحوظ والتحسن غير المسبوق في العلاقات بين المجموعتين العرقيتين إلا أن البعض لايزال يخشى انفجارا في الوضع، نظرا لعمق الخلاف بين أنقرة وأثينا في ما يخص المسألة التركية. وتسهر الأمم المتحدة على مراقبة المنطقة المنزوعة السلاح بين الشطرين منذ .1974 ويقول عمدة نيقوسيا السابق، ليلوس ديمترياديس، «إن ماحدث (فتح طريق ليدرا) يعتبر خطوة مهمة في طريق هدم الجدار الذي وضع بين طرفي الجزيرة». وأضاف ديمترياديس وعلامات الحسرة بادية على وجه، «كنا نتزاور مع أصدقائنا في الشطر التركي من خلال ممرات تحت الأرض، أما الآن فنستطيع أن نفعل ذلك من خلال طريق ليدرا»، ومع ذلك يرى العمدة السابق أن هناك مايدعو للتفاؤل. وفي سياق مختلف، يبدو الفرق واضحا بين الشطرين، فالجانب التركي لايزال يعاني مشكلات اقتصادية أرهقت كاهل المواطن البسيط، في حين استغل القبارصة اليونانيون فرصة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لدفع عجلة النمو في مناطقهم. ويعتبر رئيس الجزء اليوناني، ديمترس كريستوفياس، فتح طريق «ليدرا» خطوة تعبر عن «حسن نية» من طرف حكومته ،ينتظر أن يقوم نظيره في الجانب التركي، محمد علي طلعت، بخطوات إيجابية أخرى. ومن جانبه، قال المؤرخ والمحلل السياسي، يانس باباداكيس «يعتبر «ليدرا» طريقا ذا أهمية تجارية كبيرة، كما أنه يمثل نقطة صراع، وفتحه يعني دفعا مهما للمصالحة على أرض الجزيرة.» كما رأى مساعد الحاكم القبرصي التركي، اوزديل نامي، «نشهد اليوم سقوط احد الحواجز امام اعادة توحيد الجزيرة، انه يوم تاريخي»، وخيمت اجواء احتفالية في محيط المعبر، فيما احتشد الناس عند طرفي المنطقة العازلة في انتظار الريذان ببداية استخدامه وكان عدد من القبارصة الأتراك ينشدون ويرددون شعارات من اجل السلام. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news