جون ماكين.. عجوز متناقض المواقف
يبدو المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية السيناتور جون ماكين متحمسا للفوز في الانتخابات المقبلة، رغم تقدمه في السن. وركز ماكين أثناء خطاباته الأولى على ضرورة الحوار والاهتمام بالقيم الأميركية العريقة. وكان ماكين يقول للأميركيين والعالم «إذا انتخبت، فستكون هناك أخيرا عودة إلى ما أسماه جيفرسون (الرئيس الأسبق) بـ«الاحترام اللائق لآراء البشرية». ويرى ماكين أن اتخاذ قرارات متسرعة بشن الحروب أمر غير وارد، كما أنه لن يلجأ إلى قرارات أحادية الجانب. إلا أن خصومه يرون عكس ذلك، فهو، حسب رأيهم، معروف بمناقضة نفسه. وتقلل الكثير من التحليلات من فرص فوز ماكين لتقدم سنه، إلا أن ماكين يستعين بوالدته التسعينية في الكثير من خطاباته، ليدلل أن تقدم العمر ليس مبررا لانتقاده. فتروي والدته أنها تعتمد على نفسها في كل شيء ولا تحتاج لمساعدة أحد في إشارة على أن الحيوية والعمل والنشاط هم معيار التقييم وليس العمر. وبعد أن دعم الرئيس جورج بوش منذ الأيام الأولى من انتخابه، وحتى قبل ذلك، خلال حملة بوش الانخابية الأولى في 2000، عاد ماكين ليعلن أنه قد راجع بعض مواقفه وسياساته، خصوصا في ما يخص مسألتي الضرائب والهجرة، وأنه يرى أن مقترحاته لم تعد قابلة للتطبيق. ويذكر أن السيناتور الطموح، 71 عاما، قد تبنى ودافع بضراوة عن سياسة بوش الصحية المثيرة للجدل، ودعم بوش دون تحفظ في حربه على العراق. وعلاوة على ذلك دعم فكرة خصخصة نظام التأمين الصحي، في حين رفض دعم أصحاب المنازل الذين يعانون من مشكلات مالية بسبب أزمة الرهن، التي كانت السبب الرئيس في تراجع الاقتصاد الأميركي. وفي الذكرى الـ40 لاغتيال الزعيم الأميركي الأسود مارتن لوثر كنغ، قال ماكين إنه يجب التفكير في عطلة رسمية بهذه المناسبة الوطنية. وفي هذا الصدد، كان ماكين قد عارض مرتين فكرة العطلة، في 1987 و.1989 إلا أنه تراجع بعد خمس سنوات من ذلك عن رفضه وقال إن «تركة كنغ» يجب أن تحظى باحترام الأميركيين. والآن وبمناسبة الحملة الانتخابية، لايتردد ماكين في تمجيد كنغ ونشاطه الحقوقي، ربما لاستمالة الناخبين السود. ويدرس الكونغرس حاليا مشروع قانون يجيز «صك» عملة تحمل صورة كنغ. يرى محللون أن توجّه ماكين لايختلف كثيرا عن توجّه بوش، في ما يخص السياسة الخارجية. في حين يرى فيه البعض سياسيا براغماتيا في سعيه لمعالجة بعض القضايا، لكن يبدو أن نظرته لهذه القضايا غير قابلة للمساومة أو التفاوض، تماما مثل بوش، وهو يرفض إيجاد حل وسط لها. ويضع المرشح الجمهوري الأمن القومي والتهديدات الإرهابية أولى الأولويات بالنسبة له في حال حالفه الحظ بالفوز في الانتخابات الرئاسية. وفي رد عن سؤال يتعلق بأهم التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة قال ماكين، «أعتقد أن من لا يفهم حجم وهول تهديد المتطرفين ليس مؤهلاً لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة» وفي العراق، حيث فشلت الحكومة العراقية في قمع أعمال العنف المتجددة التي يشنها المسلحون، يصر ماكين على أن بلاده تحقق نجاحا وتقدما «إننا ننجح، ولا أكترث لما يقوله أحد». ولم يتردد السيناتور الجمهوري في وصف بعض الشخصيات العالمية وقادة الدول بأوصاف غير لائقة، فقد قال في رئيس روسيا البيضاء «لا أحد يشكك في أن ألكساندر لوكاشينكو دكتاتور شرير ولو كان معدوم الأهمية، لكن أحيانا يجب التكلم مع الأشرار». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news