الجولة ..17 "سذاجة دفاعـــــية"

 
تستحق الجولة 17 من دوري أندية الدرجة الأولى لكرة القدم لقب «جولة السذاجة الدفاعية»، بعدما سجلت المعدل الأعلى للتهديف هذا الموسم برصيد 29 هدفاً استقبلتها شباك 11 فريقاً، وكان الظفرة الوحيد الذي حافظ على نظافة شباكه هذا الأسبوع المثير الذي أشعل سباق المنافسة على اللقب في القمة وأعطى المزيد من الوضوح لمعركة البقاء في القاع.

لم يفقد الشباب القمة، رغم سقوطه في فخ التعادل، وفوز الجزيرة المنافس المباشر، وبقيت القمة خضراء لكنها تهتز وبشدة تحت أقدام الجوارح لاسيما مع دخول الأهلي أجواء المنافسة بكل قوة. وفي المؤخرة واصل الإمارات وحتا السير عكس الاتجاه، وكسر الوحدة الحاجز النفسي بتعادله المثير مع المتصدر، وواصل الظفرة تنفيذ مخططه في الهروب من الدوامة إلى منطقة الأمان، بينما سقط العين والشارقة في تعادل خاسر استفاد منه الشباب، بينما كان التعادل نتيجة منطقية وواقعية للقاء ديربي بر دبي بين النصر والوصل.
 
كانت الأخطاء الدفاعية هي القاسم المشترك لأداء معظم الفرق، لا فارق بين كبير وصغير بمن فيهم أصحاب الخبرة العريضة.. ووصل الأمر إلى درجة السذاجة في التمركز الدفاعي في بعض الأهداف التي هزت الشباك، وهو ما يفسر الارتفاع الواضح في نسبة التهديف التي بلغت 4.8 أهداف تقريبا لكل مباراة، رغم أن قطار الدوري دخل مرحلة المطبات الصعبة في مرحلة الحسم من رحلته الماراثونية التي تستوجب المزيد من الحذر والتركيز الدفاعي حيث يصعب تعويض الأخطاء مع بداية العد التنازلي للوصول إلى المحطة الختامية.

دفاع الشباب صاحب القمة كلف فريقه ضياع نقطتين غاليتين في العاصمة ابوظبي بسبب هفوة غريبة بعد أن كان الفريق متقدما بهدفين مقابل هدف في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، قبل أن يستغل البرازيلي بنغا التمركز الدفاعي السيئ داخل منطقة الجزاء في كرة ثابتة لينفرد بالمرمى ومعه اثنان من زملائه قبل أن يسدد مرتين محرزا هدف التعادل للوحدة..

وكان هدف الشباب الأول الذي سجله الإيراني جواد كاظميان قد عكس الترهل الدفاعي للوحدة الذي فشل في التعامل مع التمريرة ثم الضغط على كاظميان الذي راوغ في مساحة كبيرة، ونظر للمرمى وسدد وكأنه يلعب ركلة جزاء في المرمى. وتكرر المشهد في قمة الزعيم والملك ويالها من مفارقة عجيبة، حيث جاء هدف الشارقة الثالث من نفس اللعبة تقريبا ومن ركنية حولها مشعب عبد الوهاب وحده أمام المرمى داخل الشباك دون مضايقة من أي مدافع عيناوي، وهو ما حدث أيضا في هدفي عثمان جالو وفارس جمعة للعين في شباك الشارقة. وبلغت الأخطاء الدفاعية ذروتها في لقاء الأهداف التسعة الذي جمع الإمارات مع الجزيرة في رأس الخيمة، وأفلت فيه العنكبوت من مخالب الصقور بخماسية سجلها الضيوف في الشوط الأول قبل أن تنقلب الصورة في الشوط الثاني الذي استغل فيه أصحاب الأرض النقص العددي في صفوف الجزيرة بعد طرد الحارس الجزراوي علي خصيف.
 
وتمكن الصقور من تقليص الفارق إلى هدف واحد، وكانوا قريبين من إدراك التعادل.. والمدهش أن نفس الأخطاء تكررت في الأهداف التسعة.. فكان الضغط الدفاعي غائبا عن المهاجمين واختفت الرقابة وتلاشى العمق الدفاعي، ناهيك عن تواضع التغطية العكسية حتى أن بعض الأهداف جاءت على طريقة العرض البطيء بينما اكتفى المدافعون بالمشاهدة. والأكثر إثارة ان كل فريق كان بمقدوره زيادة غلته من حصة الأهداف لولا رعونة اللاعبين في اللمسة الأخيرة وغياب الدقة في إنهاء الهجمات خلال الفرص السهلة الضائعة.
 
وبنصف درزن انضم خط دفاع حتا إلى قائمة الفاشلين في الجولة 17، حيث شهد الشوط الثاني انهيارا شديدا للحصون الدفاعية الحتاوية أمام طوفان الهجوم الأحمر، فاستقبلت شباك حتا أربعة أهداف رفعت حصيلة الأهلي إلى ستة أهداف.. وفي المقابل لم يسلم الدفاع الأهلاوي من نفس المشكلة وسمح للبرازيلي جيري مهاجم حتا بهز  شباكه.
 
وواصل الشعب دفع فاتورة الهفوات الدفاعية، وكلفه الوقوف الخاطئ على خط واحد لكشف التسلل في استقبال هدف وحيد كان كفيلا بإلحاق الهزيمة بالكوماندوز على ملعبهم وبين جماهيرهم ومنح نقاط المباراة الثلاث للظفرة. وحتى المباراة التي ندرت فيها الأخطاء الدفاعية الساذجة بين النصر والوصل والتي انتهت بالتعادل 1/1 جاء فيه الهدفان من خطأين فادحين الأول لصالح النصر من ركنية تحرك لها وليد مراد بوعي وحولها امن الزاوية القريبة دون مضايقة من دفاع الوصل، لكن هدف التعديل الوصلاوي جاء عن طريق نزهة كروية شق فيها البرازيلي أوليفيرا طريقه وسط لاعبي النصر حتى دخل ومعه الكرة إلى المرمى.

المؤكد ان الأهداف تهز الشباك عن طريق أخطاء دفاعية أو مهارة فذة للمهاجمين، لكن أن تأتي بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت من الموسم ونحن على أعتاب دوري المحترفين فالأمر يدعو للقلق ويحتاج وقفة فنية من الجميع. 
 
تويتر