من المجالس

عادل محمد الراشد

  
الأعمار بيد الله ولا اعتراض على قضائه، ولكن من أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً. وما يحدث في شوارعنا يعاكس هذه القاعدة الشرعية، فضحايا الحوادث المرورية في زيادة، والخسائر تتفاقم، وخسارة الوطن في أبنائه، وخصوصاً من هم في عمر الشباب هي الطامة التي تستعصي على كل محاولات العلاج وإيجاد الحلول.

وكل الأرواح غالية وعزيزة، ولكن خسارة الأرواح اليافعة والنفوس الشابة المقبلة على الحياة هي الأشد وطأة والأقسى تأثيراً، لا على ذوي الضحايا فقط، وإنما على المجتمع والوطن كافة.

فبالإضافة إلى الجانب الإنساني والعنصر العاطفي الذي لا يقوى على تجاهل الإحساس بالمرارة لافتقاد شاب لايزال يستفتح فصول حياته، فإن الجانب الوطني يجعل من الموضوع هَمّاً عاماً يضاعف حجم المرارة والشعور بالخسارة كلما سقط أحد الشباب ضحية حادث طريق، سواء كان هو فيه المتسبب أو الذاهب على حين غفلة. هناك شعور عام بالخطر.
 
وهناك تحرك من قبل وزارة الداخلية وإدارات المرور، وهناك قرارات وقوانين لتنظيم وضبط حركة السير والمرور، آخرها قانون المرور ونظام النقاط السوداء، وهناك إجراءات لفرض المتابعة والمراقبة من خلال الدوريات المرورية أو الكاميرات المثبتة في الشوارع الداخلية والخارجية.. ومع ذلك فإن الحوادث في زيادة، ونتائجها تزداد سوءاً، وضحاياها يزدادون عدداً. وهناك عمليات تطوير دائمة للشوارع لزيادة قدرتها الاستيعابية وزيادة عناصر الأمان عليها.
 
أين الخلل إذن؟ لماذا تتفاقم المشكلة كلما زادت محاولات محاصرتها؟ أليست في ثقافة السائق؟ أي سائق؟ الشباب، وخصوصاً المواطنين الذين لا يلتفت أكثرهم لدعوات عقلنة القيادة؟ أم غير المواطنين وخصوصاً الآسيويين الذين يأتون من دول ومدن تنخفض فيها الثقافة المرورية، وتكاد تغيب عنها الكثير من نظم وضوابط السير؟

وإذا كانت الثقافة المرورية هي المشكلة فأين يكمن الحل؟ هل في سياسة العقاب وفرض الجزاءات مع توعية تقليدية، أم أن هناك أبواباً في هذا المجال لم تفتح بعد؟
     
 
 
adel.m.alrashed@gmail.com
تويتر