اكتشاف مستوطنات بشريّة في الدولة تعود إلى 85 ألف عام .


أكدت اكتشافات قام بها فريق من علماء الآثار من الشارقة وألمانيا، أن الإنسان استوطن أرض دولة الإمارات قبل نحو 85 ألف عام أي في فترة العصر الحجري القديم.

ووفقا لورقة عمل تم تقديمها خلال الندوة السنوية الخامسة حول «أحدث الأبحاث والاكتشافات الأثرية في الدولة»، التي أقيمت بمدينة العين أخيرا، فإن أقدم موقع معروف قبل الاكتشافات الجديدة يعود لحقبة العصر الحجري الحديث، أي قبل نحو 7500 عام. وقد تمت الاكتشافات الأثرية في جبل «الغاية» جنوب مدينة الذيد في إمارة الشارقة على أيدي فريق من العلماء من مديرية الآثار بالشارقة وجامعة «تيوبنجين» الألمانية، حيث أدت تلك الاكتشافات الى إضافة ما يزيد على 75 ألف عام للتقديرات المثبتة حول الحياة في دولة الإمارات.

وأعلن عن هذه الاكتشافات البروفيسور هانز بيتر إيربمان المحاضر بجامعة «تيوبنجين» خلال الندوة، حيث ذكر أن الحفريات التي استمرت لمدة عامين في موقع جبل «الغاية» أظهرت أدلة على وجود عدة طبقات من الاستيطان الأثري يمثل أحدثها العصر الحديدي الذي استمر من العام(1300) قبل الميلاد إلى العام (300) قبل الميلاد، وكذلك العصر البرونزي الذي استمر من العام (3000) قبل الميلاد إلى العام (1300) قبل الميلاد، وكشفت عمليات التنقيب تحت الطبقات عن وجود أدلة لاستيطان الانسان للمنطقة خلال حقبة العصر الحجري الحديث. وأضاف البروفيسور إيربمان أن الحفريات أسفل تلك الطبقة قادت إلى اكتشاف آنيات حجرية من العصر الحجري الحديث في حين تم اكتشاف آنيات بحرية تعود للعصر الحجري القديم في مواقع أعمق بحوالي خمس طبقات.
 
وأشار الى أن الفحوصات التي أجريت على الطبقات الرملية التي تعلوطبقات العصر الحجري القديم، والتي تقع أسفلها، أشارت الى أن الطبقاتالسفلى ربما يعود تاريخها لحوالي85  ألف عام، بينما يرجع تاريخ الطبقة العليا إلى نحو 28 ألف عام أي في فترة ازدهار العصر الجليدي. وأظهرت الدراسات التي أجريت على الآنيات المكتشفة الى اختلافها من حيث الشكل عن آنيات العصر الحجري القديم المكتشفة في افريقيا وآسيا خلال نفس الحقبة، وعبر البروفيسور إيربمان عن اعتقاده بأن ذلك يوضح أن شبه الجزيرة العربية كانت آنذاك تلعب دوراً مهماً في انتقال الإنسان من افريقيا إلى آسيا.
 
كما تم أيضا اكتشاف أوانٍ تعود للعصر الحجري القديم في منطقة الفيلى الواقعة على الطرف الغربي لسلسلة جبال «حجر» وفي جبل  «بركة» غرب أبوظبي. وقد تم خلال الندوة التي أقيمت تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس «مركز زايد للتراث والتاريخ» التابع لنادي تراث الإمارات؛ تقديم 15 ورقة عمل حول الاكتشافات الأثرية الحديثة في الإمارات.

وتضمنت أوراق العمل الأخرى تقريراً حول مواقع «صهر النحاس» في منطقة «وادي الحلو» بالشارقة إبان العصر «البرونزي» ودراسة حول المواقع الساحلية في منطقة الحمرية بالشارقة، وتقريراً عن موقع يعود للعصر الحجري الحديث في جزيرة «عقب» بأم القيوين ودراسة عن «قرية جبلية» تعود للعصر الإسلامي في الفترة ما بين القرنين الـ16 والـ18 الميلاديين، وذلك في إمارة رأس الخيمة .

كما تناولت التقارير والأوراق المقدمة أيضا برنامج ترميم المباني التاريخية في العين، الذي تنفذه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وكذلك دراسة الأواني المكتشفة في جزيرة دلما بالمنطقة الغربية لأبوظبي، والتييعود تاريخها للعصر الحجري الجديد.  وقدمت خلال الندوة أوراق عمل تناولت نتائج المسح وحفريات إنقاذ الآثار التي أجريت في وادي «مضب» بالفجيرة، وذلك بتمويل من إحدى الشركات في دبي التي تخطط لإقامة مشروع سكني في الموقع، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها شركات التطوير العقاري بتمويل عملية لإنقاذ الآثار.
 
وأكد الدكتور حسن النابودة مدير «مركز زايد للتراث والتاريخ» أن «الأوراق التي تمت مناقشتها خلال الندوة توضح ان هناك الكثير من الآثار التي لم تكتشف بعد حول تاريخ دولة الإمارات وإنسانها.   
تويتر