نجاح محدود لاحتجاج مصر المدني على الغلاء

 
نجحت قوى المعارضة المصرية أمس في رفع راية الاحتجاج المدني في العاصمة القاهرة والمدن الرئيسية احتجاجا على الغلاء  وسياسات حكومية، وفشلت في دعوة  أطلقتها  لإضراب كبير  في مصنع غزل المحلة، وألقت قوات الأمن القبض على 120 ناشطا سياسيا  في حركة كفاية والناصري  وحزب العمل والاشتراكيين الثوريين، فيما اتخذت  جماعة الاخوان المسلمين موقفا غير متوقع بالابتعاد عن التجاذبات الشعبية الحكومية.  

وتفصيلا قال ناشطون وشهود عيان في مصر إن نسبة، لم تقدر أعدادها بعد من المواطنين، امتنعت عن الذهاب إلى المصالح الحكومية والخاصة، كما خلت شوراع رئيسية  تجاوباً مع دعوة للاضراب العام أطلقتها جماعات معارضة.  وألقت قوات الأمن المصرية القبض على  عناصر كانت تستعد لتنظيم مظاهرة وحركة إضراب أمس في عدة محافظات مصرية ضد غلاء الاسعار وسياسات الحكومة. وقال شهود عيان إن من بين المقبوض عليهم سيدات.

وذكر مصدر أمني أن قوات الامن أعتقلت ثلاثة من أعضاء حركة كفاية في محافظة الجيزة، بينهم المهندس محمد الاشقر  منسق حركة كفاية بالمحافظة، والناشط محمد الشرقاوي. واعتقلت أيضا مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل الموقوف نشاطه. كما اعتقل أيضا   عضو مجلس نقابة الصحافيين المصرية محمد عبد القدوس، حسب المصدر نفسه. وشارك قرابة 500 شخص في مظاهرة أمام مدخل نقابة المحامين بوسط القاهرة وسط وجود أمني كثيف ورددوا هتافات ضد الرئيس المصري حسني مبارك وطالبوا برحيل الحكومة ورفعوا لافتات تقول «6 أبريل إضراب عام» و«6 أبريل اعتصم واسترد حقك».

وأ كد مركز هشام مبارك لحقوق الانسان في بيان أن الشرطة ألقت القبض على أكثر من  120أ شخاص بينهم 52 في القاهرة و25 في الإسكندرية وثمانية في كفر الشيخ (دلتا النيل) و24 في البحيرة (قرب الاسكندرية) و16 في المنصورة واثنان في بورسعيد. ومن جهتها اعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها عن استمرار العمل أمس الاحد بجميع الدواوين الحكومية، ملقية بتبعية انتشار خبر الإضراب على جهات أطلقت عليها «محترفي الإثارة والتيارات غير الشرعية». 

وقال مصدر أمنى  مصري  إن «البعض من محترفي الإثارة والتيارات غير الشرعية أخذوا في الفترة الأخيرة في الترويج لمنطلقات ودعاوى مضللة، وعمدوا الى الدعوة لوقفات احتجاجية، وقالت الداخلية المصرية إنها «تحذر من أن أجهزتها ستقوم باتخاذ ما يلزم من إجراءات فورية وحازمة».  على صعيد متصل، قال ناشطون  في صفوف عمال شركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلةالكبرى، إن قوات الامن أحبطت اضراب عمال الشركة، الذين يبلغ عددهم نحو 20 ألفا، بأن نشرت المئات من رجال الامن الذين يرتدون الزي المدني في مصانع الشركة.

وقال  النقابي كريم البحيري الذي  يعمل في الشركة «ان قوات الامن حالت دون تنظيم الاضراب». وقال لرويترز «احتلوا المصنع من الخارج والداخل. العمال الذين تمكنوا من الوصول أخذوهم الى الآلات واحداً بعد آخر  وأجبروهم على العمل».

وأضاف «عمال كثيرون لم يتمكنوا من الوصول الى المصانع من الاصل بسبب الحصار الامني. في المقابل  قال محمد العطار، وهو من القيادات التي تفاوضت مع ممثلي الحكومة «لقد قررنا مطلع الشهر الجاري إبطال الإضراب بعد الاتفاق، واستمرار العمل اليوم يؤكد ان أغلبية العمال تؤيد موقفنا».   من جهته أعرب القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان عن دهشته  الشديدة من  نجاح  الاحتجاج العام رغم  عدم مشاركة  الإخوان، التيار الفاعل،  فيه.

وقال  العريان في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم» «إن  الجماعة لم تشارك كتنظيم ولكن ترك للأفراد  اختيار  شكل المشاركة».  وأضاف العريان «نحن مع حق الشعب في التعبير بجميع الوسائل، وما حدث اليوم شكّل ضربة موجعة للحكومة وأربك أجهزة الأمن  التي  نزلت الشوارع  بعشرات الآلاف،  ولكنها فشلت في إخراج الناس من بيوتهم، ومما أربكهم عدم العثور على الداعي والمشارك »..  وقال العريان «لا أعتقد أن الجماعة سوف تتخلف عن المشاركة في  مثل هذه الخطوة في المستقبل «لأنها وسيلة أثبتت فاعليتها، ونفى العريان تراجع الجماعة  عن المشاركة  رغم حضور ممثلها سعد الكتاتني الاجتماعات التحضيرية لها، وقال حضرنا لمناقشة التضامن  مع  غزة  ولم نبلغ  بالاحتجاج العام. ومن  جهته شن  القيادي في (كفاية)  عبد الحليم قنديل هجوما شرسا على جماعة الإخوان.
 
وقال قنديل لـ«الإمارات اليوم»  كعادتهم  تخلفوا  عن حركة الجماهير  وقال إن الجماهير هي التي نجحت اليوم، وما حدث جعلنا نناقش من جديد تغيير آليات الاحتجاج حيث أثبت إضراب اليوم أنه الطريقة السحرية لمواجهة  هذا النظام، كما أن  الجماهير  قاومت  بحضارية ومن دون  عنف ودون احتكاكات مع الأمن، وقال الناشط  اليساري المصري كارم يحيى  «أبرز ما في  احتجاج  اليوم  ان الشارع  هو الذي نفذه وليس  القوى  السياسية» لقد أدار الناس  حلقات  نقاش حقيقية  في البيوت  والشوارع». 

وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان «ما حدث اليوم يؤكد عدم وجود قوة سياسية فاعلة في المجتمع»، وأضاف «لو شاركت القوى السياسيه لفشل الاحتجاج».   

وتابع «إن الاحتجاج أظهر قوى جديدة، وهي ناشطو المواقع الالكترونية خاصة  موقع «الفيس بوك» الذين نجحوا في الوصول للناس عبر 50 ألف دعوة وجهت لهم إضافة إلى رسائل  الموبايل التي كان لها  دور فاعل في إنجاح  الاضراب». وأضاف:  الحكومة  تراجعت تماماً  عن  تصلبها وبدأت فعلا في تنزيل أسعار عدد من السلع الأساسية  كالأغذية  والحديد، من جهته قال القيادي في الحزب الوطني  الحاكم  هاني رسلان قال « ان  الاحتجاج العام فشل و لم يكن فاعلا وان نجاحه نسبي  وهو حركه عشوائيه  وغير منظمه ولايضم أكثر من مجموعة من ناشطي المواقع».  

   

الأكثر مشاركة