بعد «الريجيم».. لا تثق بالميزان دائماً


يعتقد رئيس شعبة جراحات التجميل في جمعية الإمارات الطبية الدكتور علي النميري أن الاستعانة بالوسائل الجراحية بهدف تخفيض الوزن، «يفترض بها دائماً أن تكون آخر الحلول، بعد العجز عن خفض الوزن بالأساليب الأخرى الاعتيادية من اعتماد الحمية الغذائية وممارسة الرياضة».
 
مبيناً أن هناك طرقاً لقياس مؤشر كتلة الجسم والتي يتم من خلالها معرفة متى مرحلة السمنة التي يعاني منها الجسم وبالتالي معرفة الطرق المناسبة لتخفيض الوزن، معرّفاً السمنة بأنها «ازدياد نسبة الدهون في الجسم عن النسب الطبيعية، التي تختلف بين الرجل والمرأة».
 
ويضيف «في السابق كان قياس الوزن المناسب يعتمد على إنقاص الرقم 100 من طول الشخص ليكون المتبقي هو الوزن المناسب، «إلا أن منظمة الصحة العالمية قامت منذ عام 1993 بإيقاف هذه الطريقة،
 
 واعتماد حساب مؤشر كتلة الجسم»، مبيناً أن هناك نوعين من الوزن «أحدهما الوزن الحيوي والذي يعني وزن اعضاء الجسم وأحشائه والجلد والعظام، والوزن القائم وهو الوزن الذي تتم قراءته على الميزان،
 
 لذا لا تكون قراءة الميزان دقيقة دائماً، وهو الفرق الذي يجعل الكثيرين يشعرون بالإحباط بعد مرور فترة من اتباع حمية غذائية لعدم تغير الوزن، وذلك بسبب عدم قدرة الميزان على التفريق بين الوزن الحيوي والقائم،
 
 رغم وجود الكثير من التغيرات الداخلية من احتراق للدهون وتكوّن للعضلات، وهو الأمر الذي يحتاج إلى فترة ليبدأ بالظهور، وقراءته على الميزان»، ناصحاً متبعي الحميات بعدم الشعور بالإحباط والتحلي بالصبر والإرادة. 
 
وعي صحي 
ويعاني كثير من الناس من ارتفاع الوزن وتراكم الشحوم عند منطقة البطن، الأمر الذي يسبب آثاراً سلبية صحية وأخرى نفسية، ومع ارتفاع نسبة المعانين من السمنة أو التكرش، ترتفع في الوقت ذاته ظاهرة الترويج التجاري لطرق واساليب التخلص من السمنة، إضافة إلى ازدياد الأبحاث والدراسات وجديد الطب في هذا المجال،
 
 إضافة إلى المزيد من الوعي حول الجوانب الصحية أو الأهداف التجارية أو الأساليب الطبية، مما يعطي لانتشار الظاهرة جانباً سلبياً وآخر إيجابياً.
 
ترى سماح حسين (22 عاما) من العراق، أن أنواع الريجيم وطرق التخلص من السمنة أو التخلص من الشحوم الزائدة أصبح «بحراً واسعاً تتنوع فيه الوسائل والطرق والتقنيات والأساليب، بين تلك التي تعتمد على الجانب الصحي البعيد عن مشرط الدكتور، وبين الأساليب الطبية المعتمدة على عمليات التجميل أو نحت الجسم،
 
 أو تلك المتركزة على أدوية خفض الشهية، بينما تعد جوانب أخرى بالتخلص من السمنة عبر العودة إلى الطبيعة والاستماع إلى الجسد عبر التأمل والتخلص من السموم»، وهو الأمر الذي تجده مربكاً ومحيراً بالنسبة لها. 
 
وتعتبر هبة أحمد (36 عاما) من أبوظبي نفسها، «رياضية من الدرجة الأولى»، إلا أنها في الوقت ذاته شعرت بالحاجة للخضوع لعدد من عمليات التجميل، «حيث يعاني المرء بعد سن ال30 من صعوبة في إنزال الوزن بالطريقة الطبيعية أي عبر الحمية الغذائية والرياضية، خصوصاً عند التخلص من الشحوم في منطقة البطن،
 
وبالتالي شعرت بالحاجة إلى الخضوع لعملية شفط الدهون في منطقة البطن والأرداف، إضافة إلى رفع الصدر وتصغيره، وهو الأمر الذي قمت به، وشعرت برضا كبير عن نفسي»، معترفة بأنها الآن تشعر بازدياد وزنها وعودة شكل أردافها إلى ما كانت عليه سابقاً.
 
ولايزال خالد .ع (24 عاما) من دبي، يحتفظ بصور قديمة له تذكره بشكله السابق ووزنه الكبير، «وهي التي أعتبرها حافزاً مهماً بالنسبة لي يزيد من سعادتي ورضاي عن شكلي ووزني الحالي، ويعطيني حافزاً كبيراً للاستمرار على الأسلوب الصحي الذي قررت تبنيه»،
 
مشيراً إلى أنه قرر قبل سنتين أن يعمل على خفض وزنه عبر حمية غذائية صحية بعيدة عن الحرمان، إضافة إلى مماسة الرياضة يومياً، «بعيداً عن أنواع الحميات الغذائية المختلفة وغرابة تقنياتها». 
 
 أساليب تحفظية
 يوضح النميري «أن هناك عدداً من الأساليب التحفظية وشبه التحفظية المساهمة على تسهيل خفض الوزن»، مشيراً إلى ان الأساليب التحفظية، هي تلك التي تعتمد على استخدام أجهزة تعمل على استهداف الدهون في الجسم لتكسيرها أو إذابتها بطرق خارجية غير مؤذية،
 
 تستمر على مدى جلسات متعددة، ليعدد الوسائل التحفظية التي بدأها بـ :  جهاز الـ «إل لي جي» وهو جهاز يدوي للشفط والشد يعمل على تحريك الدورة الدموية في الجسم ويحفز المستقبلات الهرمونية الهاضمة للدهون، والتي تعمل على هضم الدهون داخل الخلية، وهي الطريقة التي تحتاج إلى نحو ثماني جلسات على مدى شهر من الزمن. 
 
جهاز «أليس»
وهو جهاز يمرر نسبة معيرة وقليلة من الطاقة الكهربائية، تعمل على تحفيز العضلات فتتحرك وتنمو، إضافة إلى تحفيز المستقبلات الهرمونية الهاضمة للخلايا الدهنية، مع العمل على تمرير أشعة تحت حمراء على الجسم والتي تعمل على تحفيز تكسير الدهون وهي الطريقة التي تحتاج بين 6 - 10 جلسات بحسب طبيعة جسم المريض وجنسه،
 
وهي الطريقة التي يمكن المزج بينها وبين الطريقة السابقة من خلال الجلسات، وهو ما كشف عن أنه يمكن أن يعطي نتائج أفضل. 
 
الموجات الصوتية الخارجية والليزر الخيارجي
وهما طريقتان تعملان على تكسير وإذابة الدهون في الجسم إلا أنهما طريقتان مناسبتان للعمل على مناطق صغيرة ومحددة في الجسم ولا يمكن الحصول على فائدة من تطبيقهما على مناطق عامة وكبيرة في الجسم.
 
وأضاف أن هناك طرقاً تعتبر شبه تحفظية كونها بعيدة عن الجراحة إلا أنها لا تعمل على سطح الجلد الخارجي فقط، مشيرا إلى أنها تعمل على إذابة الشحوم «من خلال تحفيز كهربائي في مناطق معينة من الجسم،
 
وذلك عبر إبر شبيهة بفكرتها للإبر الصينية، إلا أنها طويلة وشديدة الدقة، تعمل على تحفيز مناطق كهربائية داخل الجسم لإذابة الدهون، وتتميز بأنها طريقة أكثر دقة في إصابة الهدف والعمل على المنطقة المطلوبة، إلا أنها في الوقت ذاته تعتبر مملة ومزعجة للكثير من المرضى وتحتاج إلى الصبر». 
 
طرق جراحية
يوضح النميري أن الوسائل الجراحية للتخلص من الدهون تسمى بنحت الجسم كما كانت تسمى سابقاً بشفط الدهون، إلا أن «النحت مصطلح أكثر دقة كوننا قد نقوم بالشفط من أماكن معينة ونضيف هذه الشحوم في مناطق أخرى»
 
مبيناً أن هناك عدداً من الطرق التي تختلف بتقنياتها إلا أنها تجتمع على الفكرة منها: طريقة شفط الدهون التقليدية المعتمدة على قصبة تعمل بالضغط وتحتاج لحركة قوية من الجرح جيئة وذهاباً.
 
وهناك طريقة الموجات فوق الصوتية، والتي تعتمد على قصبة تنتهي بمولّد لموجات فوق صوتية تبث ترددات بنسب معينة تصيب الخلايا الدهنية دون غيرها، تعمل على هزها ورجها لتكسيرها، وشفطها في الوقت ذاته مما يعطي نتائج أفضل من الطريقة التقليدية،
 
إضافة إلى أنها تعمل على تسخين الأنسجة الداخلية فيتعرض الكولاجين للحرارة وينكمش، مما يقلل من نسبة التهدلات التي قد تصيب منطقة الشفط. وأيضاً توجد طريقة شفط الدهون بالليزر، وهو يعمل على مناطق صغيرة جداً من الجسم كما تكون فيه عملية الانكماش بطيئة،
 
إضافة لإمكانية حصول انغلاقات أثناء العملية مما يعني العمل على فتحها مرة أخرى إلا أن الجروح التي يسببها الشفط صغيرة إضافة إلى صغر القصبة.
 
وأخيراً هناك طريقة الشفط المؤللة وهي قصبة تعمل جيئة وذهاباً من خلال محرك أو «موتور» لتقليل العبء على الجراح، إضافة إلى جهاز يعمل على شفط الدهون بطريقة دائرية على شكل دورات كاملة. 
 
 أفكار خاطئة 
يؤكد الدكتور علي النميري، أن عمليات شفط الدهون لا تسبب تضاعف الشحوم في المنطقة التي تعرضت للشفط في حال عدم اتباع المريض لحمية غذائية، «بل على العكس فهذه المنطقة تتعرض لأقل نسبة من السمنة كونها منطقة تقل فيها الخلايا الدهنية»، كما تعتبر من أكثر العمليات الجراحية أماناً،
 
وأن تلك المعلومة التي تبين أن عمليات شفط الدهون خطيرة وعادة ما تسبب الغيبوبة أو الموت، هي فكرة خاطئة تتكرر بين الأفراد، مبيناً أنه «ومنذ دخول عمليات شفط الدهون في سوق الممارسة الطبية المنتشرة منذ عام 1983 وذلك بعد سبع سنوات من بدء تطبيقه الأولي،
 
وحتى عام 2003، أجري نحو 15 مليون عملية شفط دهون حول العالم، ولو لم تكن آمنة لما تم هذا العدد الفلكي منها»، مؤكداً أهمية توافر أربعة شروط للسلامة في مثل هذه العمليات وهي:  خضوع المريض المناسب لها. 
 
 إجراء العملية على يد جراح خبير ومؤهل. 
إجراء العملية في مستشفى معروف وفي غرفة عمليات معدة ومجهزة لمثل هذا النوع من العمليات. 
 
الطريقة المناسبة لعملية شفط الدهون وتطبيق معايير الأمان والتي تتمثل بعدم إنزال أكثر من 5% من وزن المريض، أو 7% شرط أن تكون غرفة العمليات معدة لذلك .

الأكثر مشاركة