من المجالس

عادل محمد الراشد

أرى نفسي في «سكة» مختلفة عن تلك التي سلكها «الشباب» الذين رأوا، عبر زاوية «سكيك»، أن قرار بلدية دبي بإغلاق مقاهي الشيشة «سيسهم في توجه الشباب إلى الشقق الخاصة لتدخين الشيشة ما سيزيد الأمر سوءاً ويفتح الباب لهؤلاء الشباب لممارسات أخرى بعد أن كان المقهى العام يضبطهم».
 
لن أعلق كثيراً على الجملة الأخيرة التي تقول: «بعد أن كان المقهى العام يضبطهم»؛ لأن أكثر هذه المقاهي بحاجة إلى مَن يضبطها، وبطبيعة الحال فإن فاقد الشيء لا يعطيه. ولكنني سأتوقف عند الرأي الذي اعتبر في القرار دعوة للشباب للجوء إلى أماكن أخرى ربما تزيد الأمر سوءاً، وأقول إن مثل هذا القول ربما ينطبق على التدخين، خصوصاً السجائر.
 
فيظهر علينا مَن يقول إن المنع في المراكز التجارية والأماكن العامة سيسهم في لجوء الشباب إلى وسائل سرية قد تجر معها ممارسات أخرى أكثر سوءاً، وليست المسكرات من هذا الافتراض ببعيد. عندها يمكن أن نسمع إطلاق دعوة تطالب برفع الحظر بحجة منع الوقوع في المحظور.
 
 مثل هذا الرأي مأخوذ به في دولة أوروبية مثل هولندا ولكن على مستوى المخدرات. فالحصول على المخدرات هناك متاح للشباب.. ولكن وفق «ضوابط» محددة تختص بالكمية والنوع. والحجة هي منع الشباب من اللجوء إلى السرية للحصول على الأسوأ.. فهل أوقف مثل هذا الإجراء الشاذ، حتى في المجتمعات الأوروبية والغربية، تفشي ظاهرة الإدمان في هولندا؟ الشقق الخاصة، لمن يبحث عن الانحراف، موجودة، وفيها تعاقر الشيشة وما هو أكثر من الشيشة.
 
ولكن القوانين وضعت لتُضيّق «السكيك» على مصادر الانحراف، والإجراءات تتخذ لمحاصرة الظواهر السيئة، خصوصاً إذا كانت دخيلة ومستوردة. ووقف مقاهي الشيشة سيؤدي إلى إغلاق الكثير من منافذ الخطر، ويبعد المترددين عن الوقوع في الحفرة. فكم من الشباب صار «مدمناً» للشيشة بسبب صحبة جرته للجلوس على رصيف أحد هذه المقاهي.    
adel.m.alrashed@gmail.com
تويتر