«بانوراما السينما المغربية».. حكايات عن المنفى

 

تشارك أفلام من تونس والجزائر للمرة الأولى في بانوراما سينما المغرب التي اقتصرت من قبل على سينما المغرب وتتطرق في دورتها الثالثة الى حكايا المنفى والهجرة والاحلام وتستعيد الذاكرة وتحاول رصد تحولات المجتمعات.
وتنظم الدورة الثالثة من التظاهرة التي تختتم فعالياتها 13 أبريل في ضاحية سان ديني الباريسية بهدف تعريف المهاجرين وابنائهم وكذلك الفرنسيين بهوية هذه السينما التي شهدت منذ انطلاقها نجاحا وتوافد نحو 4000 مشاهد على عروضها العام الماضي.  فيلم «الحطاب» للمخرج الراحل محمد بوعماري الذي توفي عام 2006 يفتتح رسميا فعاليات هذه التظاهرة السينمائية التي بدأت، أمس بعروض فنية واستعراضية راقصة.
 
 ويعتبر هذا الفيلم من المؤشرات على قيمة السينما الجزائرية، أنجز في 1972 وشكل نقطة تحول تدل على ولادة السينما الجزائرية الجديدة التي شهدتها مرحلة السبعينات. وحرص المنظمون على التذكير ببوعماري احد اكبر المخرجين الجزائريين الذي  اضطر للهجرة القسرية عام 1994 مثل كثير من المثقفين الجزائريين، لكن السينما ظلت في قلب ودم هذا المخرج الذي تتلمذ على يد رينيه فوتييه في سيناماتيك الجزائر.
 
ويعالج الفيلم التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع الجزائري في السبعينات من خلال سيرة رجل شارك في الثورة وعمل بكد ليجد نفسه فجأة ومع وصول الغاز الى المنازل من دون مصدر رزق،.
 
كما يسلط الفيلم نظرة عميقة على العالم القروي في مواجهة زحف التصنيع الذي يتواكب وولادة طبقة اجتماعية وصلت الى مناصب وظيفية بالاستغلال ومن دون جهد يذكر.
 
تعرض البانوراما تسعة أفلام قصيرة والتي كوفئت في تظاهرات عدة بينها فيلم «نفايات» للتونسي لطفي عاشور وافلام المغاربة بوسلهام ضعيف «مانكان» ومحمد مفتكر «آخر الشهر» وفيلم «سارة» لخديجة ليكلير.
 
 وفي اطار الفيلم القصير ايضا يقدم شريط «إنه الاحد» للممثل الجزائري محمد قاسمي الذي يمر عبره الى وراء الكاميرا وفيلم «شاشة الخريف» لعلاء الدين سليم و«3 سويتات» لخالد بن غريب. وفي سياق الأفلام الروائية تقدم البانوراما فيلم «ارزقي المتمرد» للمخرج الجزائري جمال بن ددوش وهو احد الافلام التي انتجتها فعاليات الجزائر عاصمة للثقافة العربية والفيلم يعود الى مرحلة تأميم الاراضي في منطقة القبائل في القرن 19
 
من ناحيته يصور بورلام غيرجو في «العيش في الجنة» سيرة المهاجر الجزائري العامل في البناء والذي يجلب عائلته للعيش معه ليطرد شبح الوحدة وهو يحاول إيجاد مسكن لائق لأفراد أسرته في دنيا الاغتراب.
 
أما المخرج علي موسوي فيصور في شريط «ميمزان.. البنت ذات الشعر المجدول» حكاية قبلية بينما يصور التونسي المنصف ذويب قصة كوميدية في «التلفزة جاية».
 
 وتتضمن البانوراما طاولة مستديرة حول السينما والمجتمع في المغرب اضافة الى لقاءات مع المخرجين والفنانين كما يحيي أمسيات موسيقية مع مغنيات وفرق موسيقية من المغرب.
  
تويتر