المعارضة المصرية: الوطني انسحب من «المحلة» تلافياً للهزيمة

 

انتقدت أحزاب معارضة مصرية أمس، نتائج الانتخابات المحلية التي اكتسح الحزب الوطني الحاكم معظم دوائرها، وقاطعتها جماعة الإخوان المسلمين  فيما اعتبر قيادي في حزب التجمع، التسوية الانتخابية  بين المعارضة والوطني في المحلة بالتزكية، والتي بموجبها قسمت المقاعد دون إجراء انتخابات، هي صفقة تمكن عبرها الوطني من الافلات من هزيمة محققة في المدينة التي تشهد احتداما غير مسبوق.  

 

وتفصيلاً، أكدت نتائج انتخابات المجالس المحلية المصرية أمس، فوز احزاب المعارضه التيشاركت في الانتخابات  الوفد والغد والناصري والتجمع والاحرار بأقل من 1%. وتمت الانتخابات على جميع المستويات محافظة والمركز والحي والمحافظة في26 محافظه، اضافة الى مدينة الاقصر .

 

وأجريت الانتخابات المحلية على 30% فقط بعد فوز الحزب الحاكم بـ70% بالتزكية، قبل اجراء الانتخابات، وانسحب الحزب الوطني  من الانتخابات في مدينة المحلة التي تشهد عملياتاحتجاج وأعمال عنف  منذ الاحد الماضي.

 

 وقال مصدر مسؤول في الحزب الحاكم لـ«الإمارات اليوم» إن «الوطني ترك المقاعد الثمانية عشر لأحزاب المعارضة بالمحلة لتخفيف الاحتقان بالمدينة» وقال ان «الاوضاع  بالمدينة اقتضت فقط  التفرغ  لمعالجتها.»

 

من جهته قال القيادي  في حزب التجمّع  خالد أبو الروس «ان قرار انسحاب الوطني  شكل انقاذا له  من هزيمة محققة».

 

وأوضح ابوالروس «ان قيادات الحزب الحاكم لم تجرؤ على دخول المدينة امس، وبالتالي كانت فرصتهم في التزوير شبه مستحيلة».

 

 وتابع القيادي التجمعي ان «عمال المحلة ينظمون احتجاجا يشبه احتجاجات يومي 17و18 يناير عام 1977 التي شملت   جميع محافظات مصر».

 

من ناحيته قال رئيس كتلة الاخوان المسلمين البرلمانية سعد الكتاتني «ان الشعب المصري استجاب إلى دعوة الاخوان بمقاطعة الانتخابات، ولم يتجاوز المشاركون نسبة 3% من اجمالي 22 مليونا لهم حق التصويت ». واعتبر اصرار النظام على اجراء الانتخابات مخالفة دستورية غير مسبوقة  حيث صدرت احكام ببطلان اجرائها في جميع المحافظات».

 

 وقال «ان الحزب الوطني اعتاد سرقة الانتخابات النيابية  لأنه لايملك اي شعبية».
 
  وقال الخبير بمركز الدراسات السياسية عمرو الشوبكي «ان بعض أعضاء الوطني الذين لجأوا إلى تسويد بطاقات الاقتراع على الرغم من ضمان فوزهم، فعلوا  ذلك بحكم العادة وثقافة التزوير، ولقناعتهم انه لا سلطان عليهم ولا رقيب».  وأضاف ان « ظهور مصطلحات «خلصونا» في محافظات مصر  بداية العملية الانتخابية، باعتبارها كلمة السر للتزوير، تؤكد انهم حتى لا يحتملون الانتظار الى قرب اغلاق باب التصويت، وهو الموعد الذي اعتاد الحزب الوطني تزوير الانتخابات فيه».

وأرجع الشوبكي «اصرار الحزب الحاكم على تحقيق نصر كاسح الى  التوسع في مهام مجالس المحليات في الفترة القادمة، حيث تجهز الحكومة لمشروع قانون  للمجالس المحلية  يوسع مهامها اللامركزية. وقال إن جماعة الاخوان تقدموا  بأوراق 4000 مرشح فقط من اجمالي 52 الفا ولكن السلطات لم تقبل سوى 21 مرشحا وتحدت احكام القضاء في جميع محافظات مصر التي  قضت بقبول اوراق ترشيحهم حسين ابراهيم». وختم الشوبكي ان «النتائج حسمت قبل اجراء الانتخابات عندما استخدموا  جميع  الوسائل لمنعنا  من المشاركه لقد جففوا  المنابع  من  البداية وخطفوا المجالس المحلية في تحد صار للجميع».

 

في الإطار ذاته قال القيادي بحزب الوفد فؤاد بدراوي إن حزبه «شارك في الانتخابات لأنه لاطريق آخر امامنا لتحقيق الديمقراطية ومواجهة الفساد ومحاسبة اللصوص سوى الانتخابات  وخاصة المحليات  التي اصبحت  عنوانا للفساد في مصر، باعتراف قيادات الحزب الوطني انفسهم. مشيرا إلى تصريحات زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية». وأوضح بدراوي ان «الحزب الحاكم اصر على استبعاد الاخرين خشية المحاسبة».   

 

أما القيادي في حزب العمل الموقوف خالد يوسف فاعتبر «المشاركة في الانتخابات المحلية في مصلحة النظام الذي فقدشرعيته. وفوزه الساحق يؤكد عدم إيمانه بفكرة الاحزاب». وقال يوسف «إن التغيير لن يأتي ابدا عبر صناديق الانتخاب». 
 

الأكثر مشاركة